محند علي طارق – الجزائر إن مسألة العنف الرياضي و أعمال الشغب التي صارت تميز ملاعبنا تعد من أهم المشاكل التي تعاني منها المنظومة الرياضية في الجزائر . حيث أن المتتبع للتاريخ الرياضي الجزائري يلاحظ مدى تفاقم ظاهرة العنف في الملاعب الوطنية ، فهذه الظاهرة تعدت مدرجات الملاعب لتشمل محيطها الخارجي ، ما يوحي أن وضع الرياضة الجزائرية عامة و الكرة الجزائرية بصفة خاصة تجاوز الخطوط الحمراء و أخذ منحى سلبيا رسمته عدة عوامل لعل أبرزها غياب الروح الرياضية و ثقافة تقبل الهزيمة سواء لدى المناصرين أو اللاعبين و حتى المسيرين . وللعودة إلى العوامل و الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية نجدها كثيرة و متشعبة ، بدء من التعلق الفطري بالمنافسة بين البشر و حب الفوز خاصة مع وجود وسائل الإعلام الرياضية التي زادت من حدة هذه المنافسة ، مرورا بتردي المستوى المعيشي و الاقتصادي الذي زاد من تعصب الأنصار ، وصولا إلى عجز الجهات المسؤولة عن تحويل أقوالها إلى أفعال للحد من الظاهرة ، و هذا إضافة إلى أسباب أخرى كالترويج لأخبار و شائعات تشير إلى ترتيب و فبركة المباريات مما يغذي مشاعر الكراهية و الحقد بين محبي الكرة و الرياضة . و لمواجهة العنف الرياضي و شغب الملاعب يتوجب علينا إيجاد حلول و القيام بمجموعة من الخطوات ، ففي الأول يمكن القول أنه من الضروري تعميم العمل على رفع الوعي الأمني الرياضي من خلال الندوات و الحملات التحسيسية و إشراك المواطن و الجماهير الرياضية في حفظ الأمن و الاستقرار ، ثانيا ، لابد من وضع خطة محكمة لتأمين الملاعب الرياضية و استخدام التقنيات العالية من كاميرات و آلات تصوير لمراقبة حركات المشجعين و رصدهم ، و موازاة مع هذا ، ينبغي ردع المشاغبين الذين تلتقطهم الكاميرات و معاقبتهم من خلال منعهم من دخول الملاعب ، كما ينبغي على المصالح المختصة تفتيش المشجعين جيدا للتأكد من عدم حملهم لمواد صلبة كالحجارة و كالقضبان الحديدية و المواد القابلة للإشتعال ، ثالثا ، على الإعلام الرياضي نشر الثقافة الرياضية من خلال التعريف بالقوانين و القواعد و كل التحيينات كما عليه تجنب نشر أحداث العنف بشكل مستمر لعدم الإثارة النفسية و العاطفية ، والتركيز بالمقابل على السلوكيات الإيجابية للإستهداء بها . زيادة على هذه الحلول ، هناك نقاط أخرى يجب التركيز عليها كبناء ملاعب بمقاييس عالمية لاستقبال أكبر عدد من الجماهير و ضمان أمنهم و راحتهم إضافة إلى تكوين اللاعبين ، فعلى الأندية الرياضية الاهتمام باللاعبين الشبان و تكوينهم جيدا لضمان الفرجة للجماهير و إمتاعهم بعروض كروية في المستوى . يمكن القول أنه ينبغي التحرك بسرعة للحد من خطورة هذه الظاهرة و احتوائها ، لأنها قد تؤدي إلى إزهاق الأرواح و تخريب الممتلكات العامة و الخاصة و غيرها من العواقب الوخيمة الأخرى ، كما يجب علينا و على كل الأطراف المعنية بالرياضة في الجزائر الإتحاد من أجل نفس الهدف و من أجل إعادة البريق المفقود للأنشطة الرياضية و كرة القدم خاصة ، فهته الأنشطة أهدافها نبيلة و مظاهر العنف لا تشرف الرياضة و لا تشرفنا كبلد مسلم .
مشاركة :