جنيف، دمشق - وكالات - أكد محققون في جرائم حرب تابعون للأمم المتحدة سقوط «أعداد مذهلة» من المدنيين في الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف الدولي دعماً لمعركة تحرير الرقة، من تنظيم «داعش»، معتبرين أن اتفاقيات إجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة تصل في بعض الحالات إلى «جرائم حرب».وقال رئيس لجنة التحقيق باولو بينيرو، في كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان، أمس، «نلفت على وجه الخصوص الانتباه إلى أن تكثيف الضربات الجوية التي مهدت الطريق لتقدم (قوات سورية الديموقراطية) في الرقة لم يسفر سوى عن خسائر مذهلة في أرواح المدنيين كما تسبب في فرار 160 ألف مدني من منازلهم ونزوحهم داخلياً».وأضاف إنه إذا نجحت حملة التحالف الدولي فإنها يمكن أن تحرر السكان المدنيين وبينهم نساء وفتيات ايزيديات «استعبدهم التنظيم جنسيا لنحو ثلاث سنوات ضمن إبادة جماعية مستمرة ولا يتم التعامل معها»، لكنه شدد على ضرورة «ألا تأتي حتمية مكافحة الإرهاب على حساب المدنيين الذين يجدون أنفسهم يعيشون رغم إرادتهم في مناطق يتواجد فيها داعش».وتطرق بينيرو إلى الاتفاقات العشرة بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة بما في ذلك شرق حلب، مؤكداً أنها «تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب» لأن المدنيين ليس أمامهم «خيار».في سياق متصل، أبدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قلقها من استخدام التحالف الدولي الفوسفور الابيض خلال العمليات العسكرية ضد «داعش»، خصوصاً في الرقة.وأكدت أن «استخدام الفوسفور الأبيض بالضربات المدفعية من قبَل التحالف بقيادة الولايات المتحدة (...) يثير أسئلة خطيرة حول حماية المدنيين»، مضيفة إن «القوات الاميركية تستخدم الفوسفور الأبيض في الموصل في العراق، وفي الرقة. لكن سبب استخدام قوات التحالف غير واضح».ومع تصاعد حدة المعارك الهادفة لطرد «داعش» من الرقة، تواجه المنظمات الانسانية عقبات تحد من قدرتها على الاستجابة للأزمة الإنسانية.]وفرّ عشرات آلاف المدنيين من الرقة ومناطق اخرى في المحافظة الشمالية منذ بدأت «قسد» في نوفمبر الماضي حملة «غضب الفرات» ضد الارهابيين بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.ويتوقع ان تشهد الرقة موجات نزوح جديدة بعد دخول «قسد» إليها الاسبوع الماضي.ويعد إيصال المساعدات الانسانية الى الرقة أمراً في غاية الصعوبة كونها تتواجد في منطقة شبه صحراوية معزولة، كما لا يدخل عبر الحدود التركية والعراقية المغلقة في معظم الوقت سوى جزء بسيط جداً من الدعم.في غضون ذلك، وبعد يوم على توغّلها في محافظة الرقة وسيطرتها على تسعة مواقع كان تنظيم «داعش» يسيطر عليها، تمكّنت أمس، وحدات من الجيش السوري من السيطرة في شكل كامل على مثلث آرك والتلال المشرفة عليه في ريف حمص الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش».ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش السوري واصل تقدمه في البادية وأحكم سيطرته على منطقة ومثلث آرك والتلال المشرفة عليه بعمق 3 كم، وعرض 6 كم، وعلى المحطة الثالثة».ولفت المصدر إلى أن «إرهابيي داعش قاموا بتدمير المحطة الثالثة لضخ النفط وبتفجير آبار النفط والغاز قبل فرارهم منها».وذكر مصدر عسكري، أن «وحدات من الجيش السوري وقوات العشائر حررت اليوم (أمس) قرية أبو سوسة وقرية الصريب في ريف الطبقة من سيطرة تنظيم داعش».وفي واشنطن، أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن الضربات التي وقعت في الأسابيع القليلة الماضية ضد قوات موالية للحكومة السورية كانت «دفاعا عن النفس» وإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في سورية.وأسقطت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي طائرة من دون طيار تابعة لقوات موالية لحكومة سورية بعدما أطلقت النار صوب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من دون أن تسبب إصابات. وفي اليوم نفسه ضربت الولايات المتحدة شاحنتين تابعتين لقوات موالية للحكومة السورية قرب بلدة التنف الجنوبية.من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لو دريان سيزور موسكو في 20 يونيو الجاري، لمناقشة الوضع في سورية وأوكرانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.وهذه أول زيارة لروسيا يقوم بها الوزير الفرنسي منذ ان عينه الرئيس ايمانويل ماكرون وزيراً للخارجية.وخلال زيارته الى موسكو، سيلتقي جان-ايف لو دريان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما اعلن نائب وزير الخارجية الروسي اليكسي ميشكوف لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء.
مشاركة :