شكَّلَت فصائل المعارضة التي تقاتل على الجبهة الجنوبية، غرف عمليات جديدة، للتصدي للهجمات التي يشنّها النظام وضرب خطوط إمداده، في مواجهة «تصعيد الحملة العسكرية للنظام واستخدامه سياسة الأرض المحروقة قصف أحياء درعا بقنابل النابالم والأسلحة المحرّمة دوليّاً».وأكدت الفصائل أنها صدّت هجومين واسعين على حيي المنشية ومخيم درعا، وأفادت غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، عن «تدمير رتل عسكري للنظام على أوتوستراد دمشق - درعا، كان متوجِّهاً إلى مدينة درعا»، التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش السوري الحرّ وقوات النظام والميليشيات الشيعية.وأعلن فصيل «قوات شباب السنَّة» التابع للجبهة الجنوبية في الجيش الحر أن عناصره «استهدفوا رتلاً لنظام الأسد على جسر بلدة نامر، التي تقع تحت سيطرة نظام الأسد، والقريبة من بلدات مليحة العطش وإبطع وعلما المحررة». وأكد أن العملية أدت إلى تدمير الرتل وقتل وجرح العشرات من عناصر الأسد. وقال العقيد الطيار نسيم أبو عرة، القائد العسكري لـ«قوات شباب السنّة»، إن «الفصائل شكّلت غرفة عمليات في كلّ قطاع، وتمكنت هلال الساعات الماضية من صدّ كل الهجمات التي نفذها النظام، وكبدته خسائر في الأرواح والعتاد».وأكد أبو عرة لـ«الشرق الأوسط»، أن الفصائل «صعّدت وتيرة عملها العسكري على الطرق التي يتعمدها النظام وخطوط إمداده، وفي الجامعات شمال درعا وحتى داخل المدينة». وقال: «عززنا وجودنا على كل نقاط التماس في كل القطاعات، بما يخفف الضغط عن المدينة، بحيث بات هناك ثلاث غرف عمليات؛ الأولى (البنيان المرصوص) داخل درعا، والثانية (رص الصفوف) في النعيمة، والثالثة غرفة عمليات (المنطقة الشرقية) - غرفة عمليات جديدة - وتتولى ضرب خطوط إمداد النظام»، كاشفاً أن «معارك الساعات الأخيرة أدت إلى مقتل العقيد أحمد تاجو، التابع لملاك الفرقة الرابعة، الذي كان قائد الحملة العسكرية على درايا والزبداني، مع 30 من عناصره»، مؤكداً أن الجبهة الجنوبية هي الآن في أعلى حالات الجهوزية العسكرية.بدوره، أوضح مقداد المقداد، عضو المكتب الإعلامي لـ«قوات شباب السنّة»، أن هذه القوات «بدأت بتوجيه ضربات موجعه للنظام، عبر نصب الكمائن واستهداف الأرتال العسكرية التي يدفع بها إلى جبهات درعا». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن مقاتلي قوات شباب السنة، نصبوا، مساء أول من أمس، كميناً لقوات النظام في منطقة جسر نامر، واستهدفوا بأسلحتهم مقدمة الرتل بداية «مما تسبب في حالة إرباك، ولما حاول الرتل العودة، صَبّ مقاتلونا نيران أسلحتهم الكثيفة عليه، الأمر الذي أدى إلى تدميره بالكامل». غير أنه نوه بأن النظام «عاود مجدداً في ساعات متأخرة من الليل، إرسال تعزيزات عسكرية لدرعا للتغطية على خسائره، عبر طريق خربة غزالة - درعا، فقامت فصائل الجبهة الجنوبية مجدداً باستهدافها وتدميرها».وواصل النظام استهداف أحياء مدينة درعا، لا سيما أحياء درعا البلد، طريق السد ومخيم درعا بالغارات الجوية، وبالمدفعية الثقيلة والصواريخ، وقال الناشط الإعلامي في درعا عبد الحميد ناصير لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدينة درعا تعيش أياماً عصيبة، جراء تكثيف العمليات العسكرية ضدّها». وأوضح أن طائرات النظام شنّت أمس، 25 غارة جوية على أحياء المدينة، كما ألقت المروحيات نحو 20 برميلاً متفجراً على درعا البلد ومخيم درعا، بالإضافة إلى قصفها بصواريخ أرض - أرض، مشيراً إلى أن الطيران الحربي، ارتكب مجزرة في مدينة طفس «أوقعت 11 شهيداً غالبيتهم نازحون وأطفال».ورداً على مواصلة النظام والميليشيات الموالية له استقدام تعزيزات عسكرية إلى مدينة درعا، ضمن سعيهم للسيطرة على مدينة درعا والوصول إلى جمرك درعا القديم وفصل ريف درعا الشرقي عن ريفها الغربي، أطلق ناشطون في درعا خلال الساعات الماضية، حملة «تحرّك لأجل درعا»، وأفاد عبد الحميد ناصير بأن «عدة فصائل ثورية لبّت النداء، أبرزها (ألوية الفرقان) العاملة في ريف القنيطرة وريف دمشق، وأرسلت تعزيزات إلى درعا، وساعدت في صدّ الهجوم على مخيم درعا، وكبّدت النظام خسائر في الأرواح والعتاد»، مؤكداً أنه «تمت تصفية ضابط برتبة عقيد في جيش النظام على جبهة مخيم درعا، كما قتل عدد من عناصر حزب الله خلال محاولة اقتحام حي المنشية، وقد نَشَرت أسماءهم صفحات موالية لهذه الميليشيات، بالإضافة إلى تدمير دبابة».وفي السياق , عرض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مع المجلس المحلي في مدينة درعا، في اجتماع عقد بين الطرفين، أمس، عبر الإنترنت، آخر «مستجدات الحملة العسكرية على المدينة والبلدات المحيطة».ودعا رئيس الائتلاف السوري، رياض سيف، المجلس المحلي إلى «تحديد المطالب والمستلزمات الضرورية، بغية تلبيتها في أقصر مدة ممكنة، وذلك وسط تدهور الوضع الإنساني في المحافظة». وشدد سيف على «أهمية توثيق الجرائم التي يقترفها النظام وميليشياته، وكذلك توثيق نوع الأسلحة التي يستخدمها النظام وحلفاؤه في قصف المدنيين، وذلك حتى تتم إدانة النظام بها أمام المجتمع الدولي».ومن جانبه، قال المحامي علي الصلخدي، رئيس المجلس المحلي في درعا، إن «نحو 20 ألف نسمة من سكان درعا موزعون بين أشجار الزيتون على الحدود الأردنية، فيما الميليشيات الطائفية الإيرانية تستهدف الناس حتى في العراء». مشيراً إلى أن «القصف دمَّر المشفى الميداني وكذلك مشفى الجيزة والنعيمة، إلى جانب نقص العلاج الطبي للجرحى».
مشاركة :