استاء أهالي محافظة المجاردة وما جاورها من المحافظات من تقاعس وكالة الأحوال المدنية وأحوال عسير من افتتاح القسم النسائي المجهز بأحوال المجاردة، برغم تحديد الموظفات وإنهائهن فترة التدريب المحددة لهن. مئات الأمتار ولكن! وأكدوا أن تأخر ذلك يتحتم على النساء قطع مئات الكيلو مترات للوصول إلى الباحة أو أبها شمالًا وجنوبًا، وأن ذلك حصد الأرواح عبر طريقٍ يلتهم ضحاياه ولسان حاله: “هل من مزيد؟”، لاسيما وأن الهوية الوطنية أصبحت أساسية في التوظيف أو الالتحاق بالجامعة أو الضمان الاجتماعي. وتساءل الأهالي: هل يلزمنا انتظار 3 سنوات على مباشرة الموظفات لدينا كما انتظرنا افتتاح القسم الرجالي؟ برغم جاهزية الفرع في حينها بعقد إيجار قرابة 200 ألف ريال سنويًّا ما يعني أكثر من نصف مليون ريال والفرع مغلق لأسبابٍ مجهولة. ترميم الفرع مرتين دون تحرك من أحد: وأكدوا أنه تم ترميم الفرع مرتين قبل افتتاحه على حساب الوكالة وأنهم أرسلوا الكثير من البرقيات للمسؤولين ونزاهة في حينها والآن كذلك ولكن دون تحرك المسؤول، وبرغم تأكيد مدير أحوال عسير سالم بن شفلوت بافتتاح القسم النسائي في القريب العاجل إلا أنه مضى على ذلك قرابة 5 أشهر والحال كما هو. وأوضح شيخ قبيلة آل يحيى المجاردة، الشيخ سعد بن زيد آل فيصل الشهري، في تصريحات إلى “المواطن”، أن “القسم النسوي بأحوال المجاردة مجهز تجهيز كامل وعليه موظفات تم تدريبهن وهنا في أحوال النماص وأبها وهنّ جاهزات للعمل في حال افتتاحه وإبان تدشين مكتب الأحوال المدنية بالمجاردة من قبل سمو أمير منطقة عسير قبل 5 أشهر صرح مدير الأحوال بعسير لوسائل الإعلام بأن الفرع النسوي جاهز وسيعمل في القريب العاجل”. أحوال عسير تعطل والسبب مجهول: وأضاف أن: “من يعطل افتتاحه وإهماله أحوال عسير، ولا نعلم سببًا واحدًا للمماطلة في افتتاحه وهو جاهز للعمل، وقد رفعنا عدة برقيات من الكثير من أبناء المحافظة لولاة الأمر وللمسؤولين، وكذلك لأحوال عسير، لكن للأسف أحوال منطقة عسير لم تتجاوب وقد استؤجر المبنى من قرابة 4 أعوام بإيجار سنوي كبير وظل مغلقًا حتى افتتح القسم الرجالي قبل 5 أشهر بعد مطالبات ومناشدات وشكاوى، وبعد ولادة متعسرة تم افتتاح القسم الرجالي فقط”. وأضاف: “نأمل من المسؤولين افتتاح القسم النسوي بأحوال المجاردة فنساؤنا يعانون أشد المعاناة؛ فهم في سفر مستمر للحصول على هوياتهم الوطنية، وحكومتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على إسعاد المواطن وراحته”. ومن جانبه، رأى رجل الأعمال خضير عبدالرحمن الشهري، أن وكالة الوزارة تأخرت كثيرًا في افتتاح أحوال مدنية في محافظة المجاردة حيث اعتمدت منذ عام 1411هـ وداوم الموظفون في مبنى المحافظة، ولكن نظرًا لعدم دعم المكتب بالطاقات البشرية والأجهزة في ذلك الوقت تم إيقاف العمل بها حتى عام 1432هـ، ثم استأجر المقر بقسميه وظل المقر مجهز بكافة الأجهزة والأثاث حتى شهر 3 من عام 1438، تم افتتاح قسم الرجال وكان من المفروض أن تفتتح سويًّا ولكن تأخرت كثيرًا ولا نعلم السبب. سنوات دون أمل في الحل: وتابع أن: “مدير عام الأحوال بمنطقة عسير لديه الإجابة، وللعلم قسم النساء من جيزان إلى الباحة لا يوجد قسم للنساء، وعلى مدار عام نسمع أن الموظفات في التدريب، وبعدها نسمع أنهن أنهين فترة التدريب، وبعدها نسمع أن المكتب سوف يفتتح هذا الشهر وهذا الأسبوع وهكذا يومًا بعد يوم حتى يومنا هذا، ولا زال المكتب مغلقًا وربما يحتاج إلى ترميم لا أحد يعلم”. وفيات للحصول على “برنت”! واستكمل قوله: “كم من وفاة في عقبة سنان من الذهاب إلى أحوال النماص من أجل الحصول على سجل مدني أو إضافة أو برنت، وكم من وفاة على طريق الموت بين محايل والمجاردة من أجل نفس الطلب، وربما يعود أهله إلى المجاردة بشهادة وفاة له.. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك أسباب مقنعة يرد بها المسؤول أدت إلى تأخر افتتاح هذا المكتب؟”. وأردف أن هذه الأحوال بقسميها تخدم من الباحة إلى القنفذة إلى النماص إلى محايل عسير إلى بللقرن، آملًا في محاسبة المتسبب في تأخر هذه الأحوال، بالنسبة إلى القسم الرجالي بصفة عامة والقسم النسائي بصفة خاصة”. أما أحمد بن مصطفى الشهري، فأكد أن: “الحديث عن موضوع الأحوال المدنية بمحافظة المجاردة حديث ذو معاناة تطول لثلاثين سنة أو أكثر، ولم تنتهِ بالكامل حتى تاريخه ورغم الكم الهائل من المطالبات والبرقيات والمعاملات التي تغدو ذهابًا وإيابًا، ورغم كل الوعود والقرارات التي بدأت منذ عام ١٤١٢هـ باعتماد أحوال مدنية للمجاردة وبللسمر”. وعود دون تنفيذ: وتابع: “سنة بعد سنة ونذكر أنه تعاقب على وكالة الأحوال عدة أشخاص قابلنا أحد القدامى مع وفد من أهل المجاردة عند زيارته لمحافظة محايل ووعد بسيارة وكان الطلب إدارة، وكذلك ذهب وفد لمدير أحوال عسير آنذاك محمد السلمي وزار المجاردة، وكذا مديرها الحالي زارها قبل أشهر قليلة قبل افتتاح قسم الرجال”. وأوضح، أن: “مطالب أهالي المحافظة وما جاورها من محافظات ومراكز تابعة الذين يزيد عددهم عن 200 ألف نسمة، الذين يستفيدون من أحوال المجاردة؛ كونها تتوسط تلك المحافظات أن يتم افتتاح فرع الأحوال للنساء اللاتي يشكلن نصف المجتمع حيث يوجد كبيرات السن والثكالى المطلقات ومن تريد الوظيفة، لدرجة أن الكثير يذهبن لمحافظات ومناطق بعيدة مئات الكيلوات مثل جدة والرياض وجازان، فتحصل الحوادث، خلاف ظروف أهل تهامة المادية والجسدية والنفسية”. وتساءل الأهالي: “لماذا الأمر من وزارة الداخلية صدر منذ 4 سنوات فرعين للرجال والنساء ورغم ذلك فرع النساء معطل حتى الآن وفرع الرجال لم يفتتح إلا قبل بضعة أشهر؟!”. وتعجبوا من أنه بالرغم من استئجار المبنى بمبلغ كبير في حدود 200 ألف ريال ويرمم المبنى رغم أنه مستأجر وليس حكوميًّا، ورغم تقدم أكثر من 10 أشخاص أصحاب مبانٍ حديثة عند الإعلان. وقال ابن مصطفى: إن جميع الأهالي يضعون أملهم بعد الله سبحانه في خادم الحرمين الشريفين ونائبيه الكريمين، بإنهاء معاناتهم وأسرهم التي طال أمدها وكشف كربتهم بفتح فرع الأحوال للنساء بالمجاردة، ومحاسبة من كان سببًا في تأخيرها وحرمانهم منها. ودشن نشطاء موقع “تويتر”، وسمًا بعنوان أحوال عسير تهمل فرع نساء أحوال المجاردة”، شارك فيه العديد من الأهالي ورجال الإعلام بالمنطقة. وعرضت “المواطن“، الشكوى 3 مرات على متحدث الأحوال المدنية محمد الجاسر منذ 5 رمضان، والذي وعد بالرد منذ 6 رمضان- أي قبل 14 يومًا- ولكن لم يصل رده حتى الآن! "> المزيد من الاخبار المتعلقة :
مشاركة :