أكدت دولة الإمارات أمام مجلس حقوق الإنسان التزامها الثابت تجاه مساعدة اللاجئين السوريين، مشددة على أنه لا سبيل لوضع حد للصراع في سورية غير الحل السياسي، وفقاً لمبادرة جنيف 1. جاء ذلك في كلمة الدولة أمام الدورة الـ35 للمجلس المنعقدة في جنيف، في إطار الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية. ورحب المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، السفير عبيد سالم الزعابي، في كلمة الدولة، بأعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة، معبراً لهم عن الشكر والتقدير للحديث الشفوي الذي قدموه حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق منذ أكثر من ست سنوات. وفي هذا الصدد، أكد السفير أن أمد تجاهل القانون الدولي في الصراع السوري قد طال، وأن على المجتمع الدولي أن يتمسك بالمعايير الدولية باعتبارها شرطاً أساسياً لإنهاء المعاناة المتواصلة للشعب السوري، موضحاً أن التقارير الصادرة عن جهات موثوقة، من بينها اللجنة المستقلة الدولية، لاتزال تؤكد استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، واستخدام العنف والإفراط في استعمال القوة، ما يؤدي إلى تفاقم حالات الوفيات والاحتجاز والتشريد في صفوف المدنيين، إضافة إلى شن الهجمات العشوائية، التي كان آخرها هجوم الأسلحة الكيميائية في مدينة خان شيخون، والذي راح ضحيته العديد من المدنيين الأبرياء. وأضاف أن كل ذلك يحدث في تحد صارخ للقوانين الدولية، وخرق صريح لاتفاقيات جنيف لعام 1949، وغياب أية مساءلة بالنسبة لمرتكبي هذه الجرائم، خصوصاً أن لجنة التحقيق المستقلة صنفت هذه الجرائم في تقاريرها السابقة على أنها جرائم ضد الإنسانية، ينبغي مساءلة مرتكبيها، تمشياً مع المعايير الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وعلى الصعيد الإنساني، أكد الزعابي أن دولة الإمارات ظلت داعماً رئيساً لمجابهة تداعيات الأزمة السورية منذ اندلاعها، ومشاركاً نشطاً في كل الفعاليات الدولية والإقليمية الخاصة بالأزمة السورية، مبدية التزاماً ثابتاً تجاه مساعدة اللاجئين السوريين. ونوه في هذا الصدد إلى أن دولة الإمارات قدمت حتى الآن نحو 811.8 مليون دولار للأزمة السورية، وتعهدت خلال مؤتمر المانحين لدعم سورية الذي عقد ببروكسل في أبريل 2017 بتقديم مبلغ 68 مليون دولار أميركي إضافي خلال العام الجاري 2017، فضلاً عن قرار الحكومة الإماراتية باستقبال 15 ألف سوري خلال فترة خمس سنوات، كما تم الإعلان عنه خلال قمة القادة الخاصة باللاجئين، التي عقدت بنيويورك في شهر سبتمبر 2016.
مشاركة :