يعتبر محمد الشريف الطريبق من بين المخرجين المغاربة الذين حققوا أفلاما سينمائية متميزة حظيت بمتابعة النقد المغربي وحازت على مجموعة من الجوائز ، كما أعجب بها الجمهور المغربي. ومن بين هذه الأفلام نذكر «زمن الرفاق» (2008) و»أفراح صغيرة» (2015). أما بخصوص الجوائز التي حصل عليها فنذكر منها جائزة «أول عمل في مهرجان أمة الفيلم بطنجة 2008 (المغرب)» و»الجائزة الكبرى لعصمان سيمبيني» الدورة 12 لمهرجان بخريبكة، (المغرب). هنا حوار معه حول تجربته السينمائية المتميزة . > ماذا تمثل لك السينما في إطار اهتماماتك الفنية ؟ - السينما بالنسبة لي تتجاوز الاهتمام الفني إلى نمط عيش. كل ما تعلمته في الحياة، كل ما ارتبطت به في الحياة كانت دائما السينما سببه. تعلمت الرسم لكي أستطيع أن أرسم اللقطات، تعلمت الكتابة لكي أكتب السيناريو، تعلمت فن العيش من السينما وعشت دائما بفكرة أنه في وقت ما يجب أن أصنع فيلما أو أفلاما وكل ما أقوم به يذهب في هذا الاتجاه. سيطرت علي الفكرة إلى درجة أنني لم أمتهن شيئا ليست له علاقة بالسينما. > شكلت أفلامك السينمائية القصيرة رؤية جديدة في الفن السينمائي. كيف تنظر إليها من زاويتك الخاصة؟ وما الجديد الذي سعيت لإضافته فيها؟ - أولا أتمنى أن تكون أفلامي القصيرة قد شكلت رؤية جديدة أو إضافة ما. عندما كنت أنجز الأفلام القصير كان يحكمني التفكير بأن الشريط القصير ليس فقط تمرين للمرور إلى الفيلم الطويل. الآن بعد فترة اعتقد أنني و أنا أنجز الأفلام القصيرة كنت أرسم خارطة الطريق، حيث إنني الآن أجد فيما أقوم به وما يحد ذوقي السينمائي صدى لهذه التجربة. > في أفلامك السينمائية الطوية رؤية جمالية مشعة تجمع بين العمق الفكري والاشتغال الفني، وتسعى لعملية تقديمهما بشكل سينمائي محكم. هل يمكن لك أن تقف معنا عند هذه الأفلام السينمائية التي قدمتها وتحاول إعادة اكتشافها من جديد؟ - بعد مسافة فيلمين طويلين، يمكن لي أن أعتقد أنني أتراوح بين هاجس فكري مرتبط بالموضوع وبين هاجس التفكير في اللغة، أي أن الفيلمين ينطلقان كل على حدة من علاقة محددة مع اللغة ولا يتعامل معها فقط كوسيط. في فيلم «زمن الرفاق» مثلا، كان موضوع الحركة الطلابية موضوعا قويا حيث كان من المفروض أن يجعل اللغة في خدمته فقط. لم أحاول أن أقاومه ولكن فرضت على نفسي أن أجد نوعا من التوازن بين هاجس اللغة وهاجس الموضوع أو بالأحرى المادة الحكائية وبالتالي جاء أسلوب الفيلم مزيجا بين الوثائقي والروائي مع العلم أنني لم أستطيع أن أن أحافظ على هذا الاختيار في كل لحظات الفيلم .كانت هناك صعوبة أخرى على مستوى الكتابة حيت إنه توفرت لي مادة وافرة كان علي أن أكثفها دون أن أفقد طراوته و طزاجتها . في» أفراح صغيرة « انطلقتُ من سيناريو كتبته انطلاقا من تصور إخراجي وجد قبل وجود قبل الكتابة وحدد المسار الذي أخذته وهو تصور على مقاص ذوقي السينمائي وما أطمح إلى خلقه كفضاء سينمائي، باختصار حاولت وأنا أعود إلى أجواء الشريط القصير «موال» أن أذهب في اتجاه اقتصاد مطلق من حيث المواد الحكائية كالاقتصار على الفضاء الواحد وتغييب السياق التاريخي وتضمينه في العلاقات بين الشخصيات مثلا. تحويل الموسيقى من عنصر تأثيث إلى وسيلة حكي، حكي مواز لحكاية الفيلم، استعمال أقل ما يمكن من مكونات اللغة السينمائية. قد تلاحظ أن الفيلم يقتصر على لقطات أغلبها ثابتة وحركة كاميرا نادرة واللعب على خروج و دخول الممثلين إلى الإطار ليصبح هذا الفعل دال.
مشاركة :