مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يستبقون خطط الولايات المتحدة في أفغانستان ويسيطرون على معقل جديد في منطقة تورا بورا الجبلية على الحدود مع باكستان.العرب [نُشر في 2017/06/16، العدد: 10665، ص(5)]تزايد التحديات الأميركية في أفغانستان جلال آباد (أفغانستان) - سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الذين يتعرضون لضغوط من قوات أميركية وأفغانية على معقل جديد في تورا بورا وهي منطقة جبلية مليئة بالكهوف على امتداد الحدود الأفغانية مع باكستان. وتؤشر هذه التطورات العسكرية على الانحسار الكبير في نفوذ طالبان في مواجهة تنظيمات جهادية أكثر تطرفا كتنظيم داعش الذي استطاع استمالة عدد كبير من المقاتلين الرافضين لأي حوار سياسي مع الحكومة في كابول. واشتهرت المنطقة الواقعة في إقليم ننكرهار بأنها كانت معقلا لأسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة في أواخر عام 2001 أثناء تحصنه في مواجهة القوات الأميركية والقوات الأفغانية المتحالفة معها التي أطاحت بحكم حركة طالبان الإسلامية. ويقول مسؤولون أفغان إن مقاتلي الدولة الإسلامية انتزعوا السيطرة على منطقة الكهوف في تورا بورا بعد قتال استمر أياما مع طالبان التي كانت تتمركز هناك. وذكر قائد الشرطة في المنطقة شاه والي “هذه المناطق المحيطة بتورا بورا كانت معقلا لطالبان لكن مقاتلي داعش سيطروا عليها أثناء القتال”. وأقر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان بأن مقاتلي الدولة الإسلامية تمكنوا من السيطرة على عدة قرى، لكنه نفى انتزاعهم السيطرة على تورا بورا.وزير الدفاع الأميركي: لن نسمح ثانية بأن تصبح أفغانستان نقطة انطلاق لشن هجمات على أرضنا وتعهد الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان بهزيمة الدولة الإسلامية هذا العام وفي أبريل استخدم أكبر قنبلة تقليدية تسقط في قتال لاستهداف منطقة كهوف يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة أتشين المجاورة. وأفاد والي “بعد أتشين كانت داعش تبحث عن معقل ثان والآن حصلت عليه”. وقال أبوعمر الخرساني أحد قادة الدولة الإسلامية في أفغانستان إن مقاتليه سيطروا على تورا بورا ويقاتلون كذلك قوات الحكومة المدعومة بقوات برية وجوية أميركية. وأضاف الخرساني “نحن في تورا بورا لكن هذه ليست النهاية… الخطة هي السيطرة على المزيد من الأراضي من الحكومة ومن طالبان”. ودفع القتال المئات من الأسر إلى الفرار من ديارها ويقدر عدد مقاتلي الدولة الإسلامية في المنطقة بالمئات. وقال مسؤول مع القيادة العسكرية الأميركية في كابول إن مسلحي الدولة الإسلامية “فارون” و”يحاولون اللجوء” إلى منطقة تورا بورا. وأكد المسؤول في بيان “أينما كانوا فلا ملاذ آمن لهم في أفغانستان… سنواصل السعي إلى هدفنا وهو هزيمة الدولة الإسلامية- ولاية خراسان في أفغانستان هذا العام وإنهاء حملتها الوحشية ضد الشعب الأفغاني التي تستخدم فيها القتل والتعذيب والعنف”. وبدأت القوات الحكومية عمليات جديدة تستهدف داعش لكن يجري تجنيد المزيد من المقاتلين أو يعبرون الحدود من باكستان. وصرح متحدث اسم حكومة إقليم ننكرهار “نقتل مقاتلا من داعش فيأتي عشرة غيره عبر الحدود أو يجندون من هنا”. وينتشر في ننكرهار، المتاخمة للحدود الباكستانية، عدد كبير من متمردي طالبان، وأيضا من مقاتلي داعش الذي جعل من هذه المنطقة قاعدته الخلفية في أفغانستان. وتعرضت تورا بورا، آخر معقل معروف لزعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان، لقصف عنيف في ديسمبر 2001 من القوات الأميركية التي كانت أطاحت لتوها نظام طالبان. وتأتي هذه التطورات الميدانية فيما أقرت الإدارة ترامب بارتكاب الإدارات السابقة لأخطاء الكبيرة في إدارة الحرب في هذا لبلد. وتعهد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأربعاء بأن إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب لن تكرر “أخطاء الماضي” في أفغانستان. وقال ماتيس إن منح البيت الأبيض “تفويضا” إلى البنتاغون لتحديد عدد القوات في أفغانستان، سيعطي وزارة الدفاع هامش تحرك أكبر في إدارة العمليات. وخلافا للرئيس السابق باراك أوباما الذي فرض رقابة على نشر أي جنود، منح ترامب وزير الدفاع الثلاثاء صلاحية تحديد عدد القوات الأميركية في أفغانستان. وقال ماتيس إنه سيطرح على الرئيس ترامب في الأسابيع المقبلة استراتيجية عسكرية أميركية جديدة خاصة بأفغانستان تتضمن تعديلا في عديد الجنود. ويبلغ عدد الجنود الأميركيين في افغانستان نحو 8400 جندي. وشدد ماتيس في بيان على أن “هذه الإدارة لن تكرر أخطاء الماضي”. وتابع “لا يمكننا أن نسمح بأن تصبح أفغانستان مرة أخرى نقطة انطلاق لشن هجمات على أرضنا أو على حلفائنا”، في إشارة إلى اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وكان ماتيس حذّر من أن حركة طالبان تحرز تقدما في أفغانستان، حيث تبنت سلسلة اعتداءات دموية من ضمنها هجمات ضد قواعد مراكز عسكرية، وأن الولايات المتحدة “لا تحقق انتصارات” في هذا البلد بعد قرابة 16 عاما على اجتياحه. والنزاع في أفغانستان هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تخوض قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة حربا في هذا البلد منذ 2001 بعد الإطاحة بنظام طالبان. ولم يعط ماتيس إشارة إلى عدد الجنود الأميركيين الإضافيين الذين يعتزم إرسالهم الى أفغانستان، لكنه شدد خلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأربعاء على أن الانتصار على طالبان والحركات المتطرفة الأخرى لن يكون ممكنا إلا إذا حصل العسكريون الأميركيون على الأرض على “الدعم والسلطات التي يحتاجون إليها”. وتابع إن القوات الأفغانية “تواصل المعارك”، رغم الخسائر التي تتكبدها لكن “ليس بالمستوى الذي يفترض لو كان بإمكاننا تقديم الدعم الجوي والاستخباراتي اللازم”. وشدد ماتيس على أن الامر لا يتعلق فقط بتعزيز القوات الأميركية بل بإعادة تحديد “مقاربة إقليمية” تتجاوز الإطار العسكري الصرف. وتابع ماتيس “علينا الأخذ في الاعتبار المشاكل المرتبطة بالهند وباكستان وحتى إيران”، مثيرا احتمال “ممارسة ضغوط دبلوماسية واقتصادية أكبر على الدول المجاورة” لأفغانستان.
مشاركة :