أفول الأمم: الجغرافيا الجيولوجية والجغرافيا السياسية ـ

  • 6/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تيران وصنافير هي مستوى من الأفول الحضاري، تشبه سد النهضة الأثيوبي وتآكل النفوذ المصري وعدم وضوح مشروعه تجاه المستقبل، وتعامله بالقطعة مع الوجود في العالم، وفقدانه وعيه بذاته وبمكونات هويته التاريخية ومحدداته، وكيف ينهض ويقوم، ستعود عقيدة الجغرافيا السياسية بقوة رافضة دعاوي الجغرافيا الجيولوجية، الشارع العربي في حالة سخط نفسي شديد نتيجة لعدم الشعور بما يمكن تسميته "توازن المكانة"، وهو الشعور بامتلاك أسباب النهضة ومكوناتها والوعي بها، وفي الوقت نفسه عدم قدرته على تحقيق ذلك، جدل "عدم توازن المكانة"، وعدم الشعور بالرضا أقوى من أي سيطرة أمنية او ضغوط اقتصادية حاضرة، ازدياد الشعور "بعدم توازن المكانة" بين طموح الشارع العربي ووعيه بذاته، وواقعه الأليم الآفل، قد يؤدي لحدوث صدامات وانتفاضات بقوة غير متوقعة. شعور الشارع العربي والمصري الفطري بعقيدة الجغرافيا السياسية وتراجعها، وجرح الكرامة بنقل التبعية السياسية وتسليم الجزيرتين للسعودية (والهيمنة الصهيونية غير المباشرة عليهما) باسم الجغرافيا الجيولوجية، سيظل جرحا غائرا في الوعي واللاوعي، لن يندمل مع الأيام وقد يتحول هذا الشعور بجرح الكرامة وعدم "توازن المكانة" لأشكال صادمة من الرفض، الآجل أو العاجل.. بحثا عن استعادة الذات العربية وقيامتها مجددا، وبسطها ليدها على كل الموانع والشرايين الجغرافية الحاكمة والضامنة لمكونات هويتها وحضارتها وسيطرتها على مقدراتها.   د. حاتم الجوهري شاعر ومترجم وناقد أكاديمي free3ever@hotmail.com

مشاركة :