أعلن حزب الأمة السوداني عودته إلى تحالف المعارضة بعد عام من تجميد نشاطه فيه، وذلك احتجاجاً على استمرار اعتقال زعيمه الصادق المهدي، متوعداً بتعبئة سياسية وتصعيد القضية دولياً. وتبدأ الخميس المقبل، في مدينة النهود في اقليم كردفان المتاخم لدارفور، أولى جلسات محاكمة رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض ابراهيم الشيخ، الذي اعتُقل أول من أمس، بتهم تتعلق بتقويض النظام الدستوري والتحريض ضد الدولة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام بعد أن اتهم قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن بارتكاب انتهاكات في دارفور وكردفان. وأهاب حزب المؤتمر السوداني بالقانونيين والمنظمات والناشطين المتضامين مع ابراهيم الشيخ، برفع الصوت لضمان محاكمة عادلة له. واعتبر تحالف المعارضة اعتقال الشيخ بعد المهدي، ضربةً نهائية للحوار الذي دعا إليه الرئيس السوداني عمر البشير ومسماراً أخيراً في عملية الحوار. وأعلنت القيادية في حزب الأمة مريم الصادق المهدي عن «نية الحزب العمل مع تحالف المعارضة على مناهضة النظام في الخرطوم بعد تجميد نشاطه فيه لمدة عام». واعتبر المكتب السياسي لحزب الأمة تحويل ملف المهدي إلى المحكمة متضمناً مادة في القانون الجنائي خاصة بتقويض النظام، كيداً سياسياً وتحولاً خطيراً في المشهد السياسي، يهدف إلى تعريض المهدي لأقسى عقوبة تُطبق على من يخطط لتقويض النظام الدستوري، وهي الإعدام. وأكد الحزب أنه لن يقف متفرجاً على «المسرحية العبثية» متعهداً بالاستمرار في التعبئة الشعبية والاتصالات بالقوى السياسية والجهات الديبلوماسية لتأكيد المطالبة بإطلاق رئيسه ومساءلة الجناة. من جهة اخرى، دعا رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى القوى السياسية والشعب السوداني إلى «تنظيم صفوفهم للانتفاض في وجه النظام، بهدف إسقاطه»، كاشفاً عن اجتماع تنسيقي مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» المسلحة، التي تضم حركات دارفور، و»الحركة الشعبية - الشمال»، خلال الأيام المقبلة، لتوحيد خطة عمل الطرفين وبرنامجهما لإدارة الفترة المقبلة، وتغيير الواقع الماثل. ولفت إلى امكانية «أن تشهد الأيام المقبلة عمليات اعتقال واسعة، مستندة إلى غطاء قانوني، وتستهدف رموز وقيادات الأحزاب المعارضة الى جانب ناشطين وصحافيين. في المقابل، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن الحوار الوطني الشامل وفق مبادرة البشير سينطلق قريباً، نافياً تلقيه أي إخطارات رسمية من الأحزاب المشاركة تفيد بتعليق مشاركتها أو رفضها الاستمرار بالحوار. وقال وزير الدولة للإعلام، الناطق باسم الحزب الحاكم ياسر يوسف للصحافيين، عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب، إن الاجتماع ناقش عملية انطلاق الحوار الوطني من النقطة التي توقف عندها»، مبيناً أن الاتصالات السياسية لا تزال مستمرة. وعلّق يوسف على اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني، بالقول إن العملية تمت ضمن إطار القوانين التي تحكم البلاد، لافتاً إلى أن حزبه ظل ينادي بمزيد من الالتزام بالقانون وروح المسؤولية الوطنية. إلى ذلك، قُتل شخص اختناقاً بالغاز المسيل للدموع إثر تدخل قوات الشرطة السودانية لتفريق احتجاجات على انقطاع المياه في الأحياء الجنوبية للخرطوم. على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أن القوات الحكومية صدت أمس، هجوماً لمتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» على منطقة العتمور في ولاية جنوب كردفان وكبدت المتمردين خسائر قُدِّرت بأكثر من 100 قتيل وعدد كبير من الجرحى. السودان
مشاركة :