ريو دي جانيرو: «الشرق الأوسط» تخيم الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي لكرة القدم واتهامات الرشوة التي طالت حصول قطر على شرف استضافة كأس العالم 2022 على اجتماعات الفيفا في مؤتمره الـ64 المقرر اليوم وغدا في ساو باولو عشية افتتاح مونديال 2014 في البرازيل. ومن الإصلاحات الديمقراطية الحديثة، إلى الشكوك المثارة حول نزاهة عملية الاقتراع على مونديالي 2018 و2022، فقد تحول الفيفا إلى مرتع للمؤامرات والمخططات على خلفية الصراع على منصب الرئاسة الذي تجرى انتخاباته في 2015 بين رئيسه الحالي السويسري جوزيف بلاتر وغريمه الأبرز الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس اتحاد الكرة الأوروبي (يويفا). ولم يفلت كل من رئيس الفيفا ورئيس اليويفا من الاتهامات وجرى الزج باسميهما في قضية مونديالي 2018 و2022، وسلطت وسائل الإعلام البريطانية مؤخرا المزيد من الشكوك حول عمليات فساد شهدها الاقتراع الذي صب في مصلحة روسيا وقطر ومنحهما حق الاستضافة. كما دخلت شركات الرعاية الكبرى المعتمدة من قبل الفيفا على الخط ووجهت رسائل إلى المؤسسة الدولية بضرورة وضع حد للسنوات الثلاث ونصف السنة من الشائعات والاتهامات بالخروقات والرشوة المتعلقة بمنح شرف استضافة مونديال 2022 وحتى مونديال 2018 المقرر في روسيا، حيث فتح الاتحاد الدولي تحقيقا في عملية التصويت التي جرت في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2010. وأعلن المدعى العام الأميركي السابق مايكل غارسيا، الذي أوكل إليه الفيفا مهمة التحقيق في هذه القضية أنه أنهى تقريره وسيجري إرساله إلى لجنة القيم بالاتحاد الدولي بعد انتهاء بطولة كأس العالم بالبرازيل. وبعد اعترافه بأنه هو شخصيا صوت لمصلحة قطر، أصبح بلاتيني الضحية السياسية الرئيسة لموجة من الانتقادات بسبب هذا القرار. من ناحية أخرى، نجح بلاتر في إبعاد نفسه عن الجدل الدائر حول قرار منح قطر حق استضافة مونديال 2022، بل وأكد أنه كان «خطأ» أن يتقرر إقامة كأس العالم هناك في منطقة قد تصل درجات الحرارة فيها خلال أشهر الصيف إلى 50 درجة مئوية. بينما صرح بلاتيني لصحيفة «ليكيب» الفرنسية اليومية قائلا: «هناك حملة تريد تشويه اسمي ولا أعرف من يقف وراء كل ذلك، نعم منحت صوتي لقطر وأعتقد أنه كان القرار الصائب بالنسبة للفيفا ولعالم كرة القدم أن تذهب البطولة لأماكن جديدة». ولمحت «ليكيب» إلى وجود حملة ضد بلاتيني ربما لا يكون بلاتر بمفرده هو من يقف وراءها وإنما روبرت مردوخ أيضا، مالك صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، وعدة قنوات تلفزيونية، بينها «بي سكاي بي» و«فوكس». وتشير «ليكيب» إلى أن مردوخ يحلم بإعادة التصويت على منح حق استضافة كأس العالم 2022 من جديد لكي تفوز الولايات المتحدة بهذا الحق هذه المرة، مع العلم بأنها كانت من الدول التي تنافس قطر على استضافة الحدث في 2010. وبعكس بلاتر الذي أعلن بالفعل عزمه الترشح لفترة رئاسية خامسة بالفيفا، لم يفصح بلاتيني صراحة بعد عن رغبته في تولي رئاسة الفيفا. وربما تكون الصراعات التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية سببا في إقناع نجم كرة القدم الفرنسي السابق بعدم خوض هذه التجربة وفقا لبعض القطاعات الإعلامية. وفي حال تنحي بلاتيني جانبا سيفتح هذا الأمر الباب أمام مواطنه غيروم شامبين، مدير العلاقات الخارجية السابق للفيفا والذراع اليمنى لبلاتر لسنوات عديدة، ليكون المنافس الأبرز على منصب رئيس الاتحاد الدولي للعبة. وينظر بلاتر إلى شامبين كمنافس له بالفعل، رغم أن الأخير اعترف مؤخرا بأن فرصته ستكون صغيرة أمام الرئيس الحالي للفيفا. وعلى أي حال، فلا يمكن اعتبار شامبين صديقا لبلاتيني أو حتى مؤيدا له، بل إن من أهم مطالبه الحالية تقليص سلطات ونفوذ اتحاد الكرة الأوروبي. ووسط كل ذلك، ظهرت أسماء جديدة فجأة كقادة محتملين للثورة الأوروبية ضد بلاتر. فقد بزغ اسما مايكل فان براغ رئيس اتحاد الكرة الهولندي ونظيره الألماني فولفغانغ نيرسباخ كمرشحين محتملين لمنافسة بلاتر في الانتخابات المقبلة. من ناحية أخرى، وضعت مقترحات مثل وضع حد أقصى لعدد فترات الولاية المسموح بها لرئيس الفيفا وكذلك وضع حد أقصى لسنه، وهو الأمر الذي سبقت مناقشته في الجمعية العمومية السابقة للفيفا عام 2013 في موريشيوس، في ذيل اهتمامات الجمعية العمومية المرتقبة حيث تحتل المركز الـ12 على جدول أعمال الفيفا في ساو باولو. ولكن مع توجه أنظار العالم إلى ساو باولو بالفعل، حيث تنطلق بطولة كأس العالم الخميس المقبل، تنبئ الجمعية العمومية الـ64 للفيفا بأن تكون عرضا مثيرا للاهتمام في حد ذاتها.
مشاركة :