بعد ربع قرن منذ انطلاقها لأول مرة فوق الأراضي السعودية، ربما تسجل كأس القارات نفسها كأحدث بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بيد أن نسخها الـ9 السابقة أفرزت أحداثا بارزة ومفارقات مثيرة تحتفظ بها السجلات التاريخية لبطولة باتت تمثل لعشاق كرة القدم مونديالا مصغرا يمنحهم طوال أسبوعين من التنافس بين أقوى منتخبات القارات الست فرصة حقيقية لمتابعة أبرز نجوم اللعبة. بطاقات ملونة 45 بطاقة صفراء ظهرت في نسخة 2013 لتكون الأفضل انضباطيا بمعدل 2.88 بطاقة في المباراة، فيما كانت نسخة 2005 الأسوأ بـ 71 (4.44 بطاقة في المباراة)، وتعد مواجهة السعودية ومصر (1999) الأكثر في ظهور البطاقة الحمراء (3 مرات)، فيما أشهرت 9 بطاقات صفراء دفعة واحدة في 3 مباريات، الأولى بين التشيك والأوروجواي (1997)، ثم في مباراتي فرنسا ضد كولومبيا ونيوزلندا ضد كولومبيا (2003). ركلة تاريخية دون لاعب الوسط السعودي فهد الهريفي اسمه في السجل التاريخي لكأس القارات كصاحب أول هدف، وتطلب الأمر 48 دقيقة من زمن مباراة افتتاح النسخة الأولى 1992 التي كانت تعرف آنذاك باسم كأس الملك فهد، حينما ترجم ركلة جزاء بنجاح في شباك أميركا (الأولى من 28 جزائية تم تسجيلها في تاريخ البطولة)، وأضاف الأخضر هدفين آخرين ليتفوق بثلاثية نظيفة قبل أن يخسر النهائي أمام الأرجنتين 3/1. ثنائية دونجا يعد البرازيلي دونجا (45 عاما) أصغر مدرب يقود منتخب بلاده للفوز باللقب في جنوب إفريقيا 2009 وبفارق 3 سنوات فقط عن الأرجنتيني ألفيو بازيل الذي فاز بالنسخة الأولى في الرياض 1991، ولن يكون هناك مرشح لتجاوز دونجا في النسخة الحالية سوى النيوزيلندي أنتوني هودسون (36 عاما) بيد أن دونجا سجل اسمه تاريخيا كأول من رفع كأس البطولة لاعبا (الرياض 1997)، قبل أن يحملها مدربا بعد 12 عاما. سقوط تراجيدي في الدقيقة 71 من مواجهة منتخب بلاده أمام كولومبيا في نصف نهائي نسخة 2003، وقع لاعب الوسط الكاميروني مارك فيفيان فويه (28 عاما) على الأرض دون احتكاك بأي لاعب، ورغم محاولات المسعفين إنقاذه إلا أنه فارق الحياة بسبب اضطراب غير معروف في القلب، وكذكرى لروح اللاعب قام لاعبو الكاميرون وبمشاركة نظرائهم في فرنسا بارتداء قميص بشعار «فويه 17» خلال فترة الإحماء قبل المباراة النهائية. مفارقة إماراتية 39 ثانية احتاجها لاعب الوسط الإماراتي حسن مبارك لوضع بصمته التهديفية في مبارته الافتتاحية أمام جنوب إفريقيا بملعب الملك فهد في نسخة 1997، ولم تشهد بقية الدقائق الـ89 من اللقاء أي أهداف لتؤمن الإمارات أول وآخر انتصار لها في البطولة، وحلت ثالثة في مجموعتها خلف الأوروجواي والتشيك، الطريف أن هدف مبارك هو الوحيد الذي تم تسجيله خلال دقيقة اللعب الأولى في جميع مباريات النسخ الـ9. رباعية مرزوق يحتفظ المهاجم السعودي مرزوق العتيبي برقم تاريخي بنجاحه في إحراز 4 أهداف (سوبر هاتريك) في مرمى مصر خلال مواجهة المنتخبين بملعب الأزتيك الشهير بمكسيكو سيتي في نسخة 1999 مساهما في فوز الأخضر بنتيجة تاريخية 1/5، بيد أن 3 آخرين يقاسمون العتيبي هذا الرقم، وهم المكسيكي بلانكو برباعيته في مرمى الدعيع، والإسباني توريس والأورجواياني آبيل هيرنانديز (ضد هايتي في نسخة 2013). امتياز برازيلي بفوزهم بكأس القارات وكأس العالم معا تميز الثلاثي البرازيلي ماريو زاجالو وكارلوس ألبرتو بيريرا ولويس فيليبي سكولاري على كل المدربين المتوجين في تاريخ كأس القارات، فبعد مرور أكثر من عقد على قيادته منتخب السيليساو للفوز بكأس العالم 1994، توج باريرا معه بكأس القارات في ألمانيا 2005 عن عمر يناهز 62 عاما، مما يجعله أصغر مدرب من بين الثلاثة الفائزين في كلتا البطولتين. تخصص مكسيكي 9 أهداف وضعت البرازيلي رونالدينيو والمكسيكي كواوتيموك بلانكو في صدارة هدافي كأس القارات، ومقارنة باثنتين للثاني كان الأسطورة البرازيلية بحاجة إلى 3 نسخ ليصل بمحصلته إلى الرقم 9، وتطلب الأمر منه الانتظار 6 سنوات لمعادلة بلانكو عندما وجد طريقه إلى المرمى الأرجنتيني في نهائي 2005، فيما أتت 6 من أهداف المكسيكي التسعة في شباك السعودية (2 في نسخة 1997 و4 بعدها بعامين). ـ الهريفي صاحب أول هدف في البطولة ـ 71 بطاقة صفراء في نسخة 2005 ـ نسخة 2003 شهدت رحيل الكاميروني مارك فويه ـ الثلاثي البرازيلي زاجالو وبيريرا وسكولاري توجوا بألقاب البطولة ـ الإماراتي مبارك سجل بعد 39 ثانية من بداية مباراتهم أمام جنوب إفريقيا
مشاركة :