أصدرت دار الساقي في مجلدات أربعة ديوان النثر العربي الذي أعده واختاره أدونيس. هذا العمل يُخرج النثر من سلطان الشعر، بحصر الدلالة، ومن معاييره، إذ يوضَعُ النثرُ والوزنُ على طاولة واحدة هي الكتابة. ولا يعود التفاضل يُلتمس إلا في مستوى الكتابة، نثراً ووزناً. في النثر، كما يقدّمه هذا العمل، ما يُنهي فكرةَ النموذجِ، وما يقدّم الارتباط العضوي بالحياة وبالتجربة على الذاكرة. هذا يعني أن النثر ثقافة بالمعنى العميق والواسع لهذه الكلمة. هكذا لا تقوم علاقته مع المجتمع على الحفظ، كما هي الحال في الشعر، وإنما تقوم على القراءة. أدونيس أول أديب عربي ينال جائزة غوته للعام 2011 كـ «أهم شاعر عربي في عصرنا». ترجمت معظم أعماله إلى الفرنسية، الإنجليزية، السويدية، النرويجية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، التركية، الفيتنامية، اليونانية، البولونية.شهيد العرب الأول يكشف هذا الكتاب معلومات تُنشر للمرة الأولى، عن دور الشهيد عبد الكريم الخليل في النهضة العربية أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وتأسيسه أول جمعية عربية سرية في استانبول سنة 1905 تنهج العمل السياسي والعسكري من أجل انفصال البلاد العربية عن الدولة العثمانية، وتأسيس الدولة العربية المستقلة. شمل نشاطه كل بلاد الشام إلى جانب العراق ونجد والحجاز واليمن، حيث كانت له اتصالات مع أعيانها وقادتها. اعتمد المؤلف على مخطوطات كان يُعدها المؤرخ الراحل عجاج نويهض لكتابة سيرة الخليل، إلى جانب شهادات شفوية من عائلة الشهيد، ومصادر أخرى وأوراق كانت مبعثرة كتبها معاصرون. وكشف جمع كل تلك المعلومات بعد وضعها في سياقها الدور الرائد والمميز لعبد الكريم الخليل في استنهاض الأمة، وتأثيره الكبير في الحركات الثورية التي نشطت بعد استشهاده. ويكشف هذا الكتاب كيف كان عبد الكريم الخليل يفاوض الدولة العثمانية باسم العرب للحصول على حقوقهم المدنية علنًا، وفي الوقت نفسه يعمل سرًا في التعبئة العسكرية للاستقلال عن الدولة. ويعرض للمرة الأولى كيف كان نشاطه السياسي القومي العربي مصدر قلق للحركة الصهيونية التي زرعت جواسيس في مقره، وربما كان عملاؤها من بين الذين تسببوا باعتقاله.
مشاركة :