ظافر العابدين نجم تونسي يحقق النجاح العكسي في رمضان 2017 بقلم: فادي بعاج

  • 6/17/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

النجم التونسي ينتظر الشهر المقبل عرض مسلسل أجنبي جديد له بعنوان عبر الحدود للمخرج بيتر كوزمينسكي، بعد ظهوره مع توم هانكس في هوليوود.العرب فادي بعاج [نُشر في 2017/06/17، العدد: 10666، ص(13)]من لاعب كرة قدم وعارض أزياء إلى ممثل من الطراز الأول عمان - ترتفع أسهم الممثل التونسي ظافر العابدين في الدراما العربية يوما بعد آخر ليصبح محط أنظار الجمهور والمنتجين خصوصا مع تحقيقه نجاحات متوالية في الأعمال الرومانسية التي يقدمها وآخرها مسلسل “حلاوة الدنيا” الذي يُعرض في السباق الرمضاني الحالي، وهو النسخة العربية للمسلسل اللاتيني “محطات”، وقامت كل من سماء عبدالخالق وإنجي القاسم بكتابة أحداثه، وأشرف عليهم السيناريست المعروف تامر حبيب. “حلاوة الدنيا” يقدم دراما رومانسية اجتماعية معاصرة تتناول حكاية عائلة مصرية يزورها ضيف ثقيل هو مرض السرطان فتكافحه بالتفاؤل والإصرار والحب من خلال شخصية أمينة التي تجسدها هند صبري وتعيش تناقضات الحياة لتصنع منها شخصا أكثر قوة، وحبها للحياة يدفع شخصية ظافر العابدين “سليم” المصاب بسرطان المخ ليشاركها رحلتها لكن بطريقته الخاصة. ويشارك في بطولة “حلاوة الدنيا” كلّ من أنوشكا، حنان مطاوع، هاني عادل، مصطفى فهمي، نهى عابدين، رجاء الجداوي، ياسر علي ماهر، أحمد حاتم، وعايدة رياض، وأخرجه حسين المنباوي. عندما عُرض الدور على العابدين تعمد ألا يطلع على المسلسل الأصلي قبل قراءة السيناريو، وبعد القراءة وجده جديدا كليا ويقدم خصوصية العلاقات في المجتمع المصري البعيدة تمامًا عن المجتمع المكسيكي الذي تم تقديم العمل الأصلي فيه. حماس العابدين لمسلسل “حلاوة الدنيا” يعود إلى إعجابه بالقصة التي يتناولها العمل، بالإضافة إلى تطرّقها لموضوع صعب لكن برؤية تحمل تفاؤلا وأملا ومن زاوية تركّز على العلاقات الإنسانية، فالعمل لا يتناول مرض السرطان فحسب ولكنه يتطرق إلى تفاصيل كثيرة في حياة أبطاله. يقول الفنان التونسي إن مساحة دوره في المسلسل ليست صغيرة لأن الأحداث تتصاعد بشكل مرتبط بحياة كل شخصية، وبالتالي هو يتواجد في مساحة مشاهد أكبر بالأحداث مقارنة بالحلقات الأولى، لافتاً إلى أنه يهتم بالشخصية وأبعادها وبدايتها وعلاقاتها بالمحيطين بها. يضيف العابدين “أحببت أن أجرّب نوعاً جديداً من الدراما خلال شهر رمضان، بعدما شاركت في العام الماضي بمسلسل “الخروج” الذي يحمل جرعة كبيرة من التشويق والإثارة، ولذلك فضلت حلاوة الدنيا الذي يدور حول فكرة الإنسانية”. وعن تناول العمل لمرض السرطان، يعترف بأن “هذا المرض في الوقت الحالي منتشر بصورة كبيرة في معظم الأسر العربية، فكل شخص منّا لديه في أسرته أو من أصدقائه شخص مصاب بهذا المرض الخطير، فكان ولا بدّ أن نسلّط الضوء على هذا المرض”. نوع جديد من الدراما عايش العابدين السرطان في الواقع مرتين، الأولى عندما أصيب أحد أفراد عائلته بالمرض وكانت تجربة أليمة جداً بالنسبة إليه، والثانية عندما عاش حالة من القلق العام الماضي بعد تعرضه لتشخيص خاطئ بإصابته بهذا المرض الخبيث. من المؤكد أن دور “سليم” من أصعب التجارب الدرامية التي مرَّ بها العابدين، لذلك اجتهد كثيرا بالبحث عبر الإنترنت عن كل ما يخص مرض السرطان، كما حرص على مشاهدات حية للمرضى وكيفية تعاملهم وتفكيرهم، بالإضافة إلى استشاراته المستمرة للأطباء المختصين، ومزج كل هذه التجارب ليقدم دورا رائعا للغاية. النجم المتألق سعيد بردود الأفعال حول دوره الجديد من جهة، ومنزعج من جهة ثانية بسبب بعض الأقلام التي يبدو أنها تأثرت بكيفية إظهار عابدين للمرض ولآلامه، وتمثيله المتقن وكأنه مريض حقيقي بالسرطان، لتخرج عليه الكثير من الأقاويل أنه بالفعل أصيب بالسرطان ويتلقى العلاج في الواقع.في رصيد العابدين السينمائي أعمال كثيرة إلى جانب نجوم كبار يشارك العابدين في الموسم الحالي، أيضا، ببطولة مسلسل “كراميل”، وهو عمل لبناني قام بتأليفه الكاتب السوري مازن طه وأخرجه إيلي حبيب، ويشارك في بطولته كل من ماغي بوغصن وكارمن لبس وبيار داغر وجيسي عبدو. “كراميل” يلعب فيه العابدين دور رجل أعمال مصري لبناني ولد في بيروت من أب مصري وأم لبنانية، ويعود من فرنسا فيتعرف علي “مايا” الشخصية التي تؤديها ماغي بوغصن، وهي المرأة التي تتناول “بونبون” بطعم الكراميل فيتسبب في جعلها تستطيع أن تقرأ تفكير الرجال، وهو ما يعطي المساحة الكبيرة للكوميديا بالعمل. يحرص العابدين على ألاّ يعرض عملين له في دولة واحدة، وهو يرى أن هناك اختلافا كبيرا بين أدواره هذه السنة، وعن ذلك يقول “إن ‘كراميل’ مسلسل بطعم لبناني في حين أن ‘حلاوة الدنيا’ هو مسلسل فورمات أجنبي تم تمصيره، وبالتالي لن يحدث خلط لدى الجمهور بين العملين أو الشخصيتين، ومن وجهة نظري أنه لا يوجد تعارض بينهما، لأن كل مسلسل يستهدف جمهورا مختلفا إضافة إلى أن كلاّ من المسلسلين له قصة مختلفة عن الأخرى”، ويضيف عابدين “مسلسل ‘حلاوة الدنيا’ عمل اجتماعي وبه العديد من الخيوط الدرامية، أما مسلسل ‘كراميل’ فهو كوميدي بالأساس، وهو من الأدوار التي سعدت بتقديمي لها، خاصة أنني لم أقدم كوميديا في الدراما وأغلب أعمالي كان لها طابع جاد”. يعتبر العابدين أن التمثيل واحد في أي بلدٍ كان، ولكن تظل الدراما المصرية صاحبة القاعدة الأوسع في عدد المسلسلات والفنانين والمخرجين والكتاب والفنيين، وتمتلك صناعة قوية تعتبر الأضخم في الوطن العربي وتشكل حالة خاصة. ويُرجع غيابه عن الدراما التونسية لصعوبة التواجد في كل مكان بنفس التوقيت، مع أنه كان قد قدم آخر أعماله فيها قبل عامين، وهي فترة ليست ببعيدة نسبياً، خصوصاً وأن لديه عدة أعمال بين الوطن العربي وأوروبا ويحاول تقسيم وقته بينها. العابدين من مواليد تونس 1972، مرحلته الدراسية كانت أقرب إلى الفشل من النجاح. حيث كان يقوم بالمطلوب منه في المدرسة فقط وليس أكثر من ذلك، وهذا كله بسبب الحلم الذي دغدغ طفولته وهو أن يصبح لاعب كرة قدم. رفاقه في المنتخب التونسي لعب كرة القدم في بداية حياته ووصل إلى مرحلة الاحتراف، حتى أنه لعب مع أحد الأندية الفرنسية، إلا أن إصابته الكروية حتّمت عليه التوقف لمدة سنتين، ليكتشف نفسه في هاتين السنتين بمجال شهرة آخر وهو العمل كـ”موديل”.ظافر العابدين يرجع غيابه عن الدراما التونسية لصعوبة التواجد في كل مكان بنفس التوقيت، مع أنه كان قد قدم آخر أعماله فيها قبل عامين، وهي فترة ليست ببعيدة نسبيا، خصوصا وأن لديه عدة أعمال بين الوطن العربي وأوروبا ويحاول تقسيم وقته بينها بعد شفائه من الإصابة لم يستطع ظافر أن يبدأ من جديد في كرة القدم وعمره قد أصبح 25 سنة، في حين أن زملاءه كانوا يلعبون في المنتخب التونسي، كما كان لديه خوف كبير من تجدد إصابته، فقرر البقاء في عالم الأزياء. بالقرب من منزله في فرنسا يوجد محل لتأجير الأفلام وكان العابدين من أكثر روّاده، ومع مشاهدته الكثيرة للأفلام أحب الفن وقرر أن يقوم بدورات لتعلم التمثيل، وبالفعل سافر إلى المملكة المتحدة عام 2000 ليستقر فيها من حينها، وانضم هناك إلى “مدرسة برمنغهام للتمثيل” وتخرج منها عام 2002. سنحت للعابدين فرصة المشاركة في مسلسل بريطاني اسمه “فريق الأحلام”، حيث جسد دور لاعب كرة فرنسي على مدى موسمين، وقتها أدى شخصيته بشكل رائع معتمدا على ذكرياته الكروية، ومن ذلك المسلسل كانت انطلاقته الفنية في أوروبا. بسبب إتقانه لأربع لغات وهي الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية إلى جانب لغته الأم العربية، شارك العابدين في العديد من المسلسلات الأجنبية منها “سلك في الدم”، “مشروع القانون”، “الأطباء”، “قنبلة”، “الأشباح”، “اللصوص مثلنا”، ومسلسل “المخبرون”. مع توم هانكس وجوليان مور في رصيد العابدين السينمائي أعمال كثيرة منها الأجنبي والعربي أيضا، بدأها عام 2006 في الفيلم البريطاني الشهير “أطفال الرجال” إلى جانب نجوم كبار أمثال كليف أوين وجوليان مور، كما شارك ظافر في ذات العام بالفيلم الإيطالي “إيل ميركانت دي بييتر” الذي ناقش مخاطر تصاعد الأصولية في أوروبا الغربية. من الأعمال السينمائية التي شارك فيها العابدين أيضا الفيلم الهولندي “علامة قايين” والفيلم الأيرلندي “صعود فوتسولدير” والفيلم البريطاني “مملكة الغبار”، كما استطاع الشاب التونسي الوقوف أمام النجم الأميركي المخضرم توم هانكس في فيلم “صورة ثلاثية الأبعاد للملك”. تعرّف على شريكة حياته البريطانية بعدما اجتمعا في أحد المشاهد بعمل تمثيلي، ومن ثم التقيا في إحدى المقابلات التلفزيونية، وبعدها تعمقت العلاقة وتزوّجا، وفي الوقت الحالي عائلته مقيمة في لندن، وهو يغيب عنها فقط بسبب ضرورات عمله في التمثيل، لكنه يعوض ذلك بالمحادثات الإلكترونية، وعندما يعود إلى بريطانيا يسخّر كل وقته للعائلة وابنته ياسمينا التي حرص على تعليمها اللغة العربية واللهجة التونسية. السينما الغربية لم تشغل العابدين عن سينما بلاده تونس، حيث قدم فيها حتى الآن ثلاثة أفلام هي “الدواحة”، “آخر ديسمبر”، و”وصية لأجل الملك”. أما في مصر أم الدنيا، لظافر تجربة سينمائية يتيمة كانت العام الماضي، وهي الفيلم الكوميدي “أبو شنب”، إلى جانب كل من الممثلة المصرية ياسمين عبدالعزيز، بيومي فؤاد، لطفي لبيب، ليلى عز العرب، حمادة بركات وغيرهم."حلاوة الدنيا" يقدم دراما رومانسية اجتماعية معاصرة، عن حكاية عائلة مصرية يزورها ضيف ثقيل هو مرض السرطان، فتكافحه بالتفاؤل والإصرار والحب من خلال شخصية أمينة التي تجسدها هند صبري. مساعدة بنت البلاد هند صبري يمكن القول إن العابدين حقق النجاح العكسي في الفن، لأنه اختار العودة إلى الوطن العربي بعد حصده الشهرة الكافية في الغرب، ويبدو أن الدراما العربية أغرته أكثر من تلك الأجنبية منذ عام 2010 عندما لعب دور البطولة مع جمال سليمان وأمل بشوشة في مسلسل “ذاكرة الجسد” المأخوذ عن رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، العمل الذي حقق نجاحا كبيرا وكان بطاقة تعريفه للجمهور العربي بشكل عام. من خلال فرصة رشحته لها ابنة موطنه الفنانة هند صبري دخل العابدين إلى مصر، الفرصة كانت في مسلسل “فيرتيجو” عام 2012، حيث أطلَّ على الجمهور المصري للمرة الأولى بدور رائع وصعب للغاية، هو “ضياء” المتلعثم في الكلام وفاقد القدرة على السمع، الذي تربطه قصة حب بـ”فريدة” الشخصية التي جسدتها صبري. لم ينقطع العابدين عن الدراما المصرية منذ “فيرتيجو” حيث قدم شخصية”رأفت” الذي يبيح لنفسه ارتكاب كل شيء في مقابل الوصول لما يريد في مسلسل “نيران صديقة”، و”سميح” في “فرق توقيت” إلى جانب كل من تامر حسني ونيكول سابا، ولعب دور “حاتم” في مسلسل “تحت السيطرة” مع المتألقة نيلي كريم، وغيرها من الأعمال التي وضعته بين نجوم دراما رمضان الذين يبحث عنهم المشاهد العربي. ينتظر النجم التونسي ظافر العابدين الشهر المقبل عرض مسلسل أجنبي جديد له بعنوان “عبر الحدود” للمخرج بيتر كوزمينسكي بالإضافة إلى مشاركته في مسلسل جديد آخر بعنوان “لا يعرف الخوف”.

مشاركة :