أظهر البحث على الفئران أن أحد أنواع البكتيريا التي تعيش بالأمعاء يوفر حماية للطفل من التهابات المعدة والأمعاء التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة.تقف التهابات المعدة والأمعاء كسبب رئيسي وراء حالات الإسهال والقيء التي تنتاب الأطفال من حين لآخر، وتحدث بسبب الجراثيم كالفيروسات والبكتيريا والطفيليات، وتعتبر بكتيريا السالمونيللا والبكتيريا الاشريكية القولونية (الاكولاي) مسؤولة عن 10-20% من حالات التهاب المعدة والأمعاء لدى الأطفال ومعظم تلك الحالات تشفى من دون تدخل علاجي خلال فترة 4-10 أيام ولكن في حالة الأطفال ضعيفي المناعة فإنها تسبب لهم مضاعفات خطرة كالجفاف والفشل الكلوي وربما تودي بحياتهم، خصوصاً وأن المواليد عرضة للالتهابات في عامهم الأول منها الالتهاب المعوي. قام باحثون من جامعة ميتشجان بإجراء الدراسة- نشرت بمجلة العلوم- على الفئران من مختلف الأعمار لتقييم دور بكتيريا «كلوستريديا» في وقاية تلك الفئران من مضاعفات عدوى السالمونيللا والاكولاي.والكلوستريديا هي مجموعة بكتيرية مكونة من أكثر من 100 سلالة بكتيرية غير ضارة تعيش بالأمعاء؛ وظهر من خلال النتائج أنها لا توجد بأمعاء الفئران الوليدة ولكنها تبدأ في التكاثر بعد عدة أيام، وغيابها هو السبب في أن الفئران الصغيرة كانت عرضة للغزو من البكتيريا التي تغزو جسم الإنسان وتسبب له المرض؛ وبمزيد من البحث والتحليل وجد الباحثون أن الفئران في عمر 16 يوما- مقارنة بالفئران في عمر 4 و12 يوما- لديها تنوع أكبر بالتركيبة الميكروبية بالأمعاء بما فيها الكلوستريديا والعصوانية، واللتان لم يتضح وجودهما لدى الفئران الرضيعة. قام الباحثون بعد ذلك بزرع ميكروبات من فئران في عمر 4 أيام وفئران في عمر 16 يوما داخل أمعاء فئران خالية من الجراثيم ثم تعريض الأخيرة للسالمونيللا التي تسبب فقط التهاب الأمعاء، ووجد أن الفئران التي زرعت لديها ميكروبات الفئران الأصغر عمراً(4 أيام) مات نصفها، أما الفئران التي زرعت لديها ميكروبات من فئران في عمر 16 يوما عاشت جميعها.
مشاركة :