إبراهيم مفتاح: فرسان بحاجة لمتحف ومستعد لضم مقتنياتي إليه

  • 6/18/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الحديث مع رجل موسوعي وشخصية تبحر بك في عالم الشعر والقصة وشتى فنون الأدب ويأخذك إلى علوم التاريخ والأثار والتراث وشتى العلوم، لذلك فالحديث سيكون ممتعاً وشيقاً. ضيفنا عندما امتطى صهوة الفعل الكتابي بدأ بعتاب إلى البحر شعراً ليبحر في عوالم جزيرته فينصهر فيها كتابة عن تاريخها وأثارها وتراثها وبحرها وأناسها، فيشم (رائحة التراب) في هذا الوطن من خلالها. كيف لا وهو يخاطب وطنه: دعني أقبل ظلاً فيك أنبتني وفي ترابك بالخدين ألتصق حوارنا اليوم مع الأديب والمؤرخ الفذ إبراهيم عبدالله مفتاح أو (مفتاح فرسان) كما يقولون عنه، في حوار رمضاني قبل أن ندخل إلى تفاصيله. طالب مفتاح من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإنشاء متحف في جزيرة "فرسان"، وحدثني قائلا: كما ترى هذا المتحف الذي أنشأته في منزلي ووفقني الله لألملم بعضاً من تراث هذه الجزر وأثارها، وما يضم من أحجار وقطع أثرية موغلة في القدم تعود إلى تسعة الآلاف سنة، وهو ما يدل على استيطان الإنسان فيها من القدم، كما يضم المتحف نقوشاً وأثاراً ومخطوطات وموروثاً هائلاً. مبدياً استعداده بنقل متحفه إذا أنشئ متحف في فرسان. لشاعرنا ثلاثة عشر عملاً مطبوعاً وعملان تحت الطبع كما قدمت عنه الكثير من الدراسات، كان شفافاً في حواره مع الرياض فإلى تفاصيله.. *هل يتذكر شاعرنا في أي عام صام رمضان؟ -بدأت بمحاولات طفولية وكنت كأحد أقراني أوهم أنني صائم ثم أذهب لشربة الماء الفخارية أو إلى القفة الخسفية التي كان الأهل يضعون فيها كسر العيش ولكن بدأت الصوم في عام 1377هـ ، عندما ذهبت للدارسة بمعهد المعلمين الابتدائي بجازان. *ماهي الذكريات التي يحملها الأستاذ إبراهيم مفتاح عن رمضان زمان؟أتذكر أنه لا توجد في تلك الأيام ساعات وإن كانت توجد ساعات الجيب القديمة والتي لا يمتلكها كل الناس، وكنا ننتظر سماع المدفعية من جازان وبيننا وبينها بحر ومسافة خمسين كيلو ولكن الأجواء هادئة في تلك الأيام ولا يوجد ضجيج وفي بعض الأحيان لا نسمع وتحتجب الشمس تحت الغيوم والناس ينتظرون. ويتذكر شاعرنا أن رمضان في ذلك الزمن يتمتع بأجواء إيمانية وروح مجتمعية وطفولية فيقول: كانت تتحول العصارى إلى ساحات نمارس فيها ألعاب الطفولة كنا ننشد خاصة عندما تميل إلى المغيب.. ياعلي رص الفناجين عندنا دولة وعسكر عندنا رجال مكسر قهوة الهندي رزينة حالية من غير سكر أو يامؤذن اذن من بدري وتعشى بالحوت العبري هذه بعض الأهازيج الطفولية التي مازلت اذكرها، أتذكر تبخير الماء في الشراب الفخارية بالمستكة أو الجدور اليابسة لأشجار البشام. أذكر أن بعض الدكاكين كانت مهيأة لممارسة ألعاب الليل مثل الكف أو المرقع وهو عبارة عن قماش مفتول وهذه الألعاب كانت أشبه بالمباريات ويكون فيها تنافس وتحدٍ وقد تطرقت إلى شيء من تلك العادات في كتابي فرسان الناس والبحر والتاريخ. *وأنت الشاعر كيف ترى واقع القصيدة اليوم ولماذا أصبحت مقلاً في كتابة القصيدة؟ عندما أتكلم عن الشعر أكون مضطراً إلى أن أعرج على منطقة جازان بصفتها منطقة شاعرة ومن خلال قنوات التواصل هنالك عدد كبير من الشعراء خاصة من الشباب وبالطبع هناك تفاوت في البناء الشعري أو الفنيات الشعرية وهنالك مبدعون وما يبرهن على ذلك فوز الشاب إياد الحكمي بجائزة أمير الشعراء العرب وزميله الوصيف طارق الصميلي. بالنسبة لسؤالك أنا أسال نفسي لماذا أصبحت مقلاً في كتابة الشعر وقد أعيد ذلك أولاً إلى عامل السن وافتقاد الروح المتفائلة والمتفاعلة ثم أنني اتجهت اتجاهات أخرى إلى كتابات تاريخية إلى النواحي الأدبية الأخرى. كيف تقرأ واقع انتخابات الأندية الأدبية؟ عندما كانت إدارات الأندية يتم اختيارها بالتعيين كانت تعطي عطاء جيداً وظهر ذلك في كثافة الأمسيات والندوات والأنشطة المتنوعة وعاشت الأندية سنوات طويلة بهذا الشكل. وتمت المطالبة بالانتخاب وهو ما تم بعد ذلك ورغم ما حصل من المعوقات والتعارض في الرأي ورغم أن هذه المرحلة ليست بالطويلة إلا أنه في النهاية اتجه الأمر إلى تصحيح المسار، وأتوقع أن المتقدمين سيكونون من ذوي الكفاءات والتجارب الثرية وبالتالي ستؤدي الأندية دورها والمأمول منها. وقبل نهاية الحوار مع الشاعر والأديب إبراهيم مفتاح أكد أنه إنسان غير ملتزم بقراءة كتب معينة في رمضان، وهو متنوع في قراءاته فإلى جانب قراءة ما تجود به مكتبته العامرة التي تضم أعداداً هائلة من الكتب والمراجع إلا أنه حريص على الكتابة وانتهاز هدوء رمضان موزعاً الوقت بين قراءة الكتاب الكبير(السيرة النبوية) وبين كتاباته الابداعية. مفتاح يعرض بعض مقتنيات متحفه الخاص

مشاركة :