الدوحة - الراية : توقع بنك قطر الوطني QNB أن يتحول سوق النفط العالمي من زيادة في المعروض في عام 2016 إلى نقص في الإمدادات في عام 2017. وقال التقرير الأسبوعي للبنك الذي صدر أمس، إن هذا النقص ينبغي أن يكون كافياً لرفع أسعار النفط لأعلى من مستوى 60 دولارا للبرميل. ولكن بإمكان منتجي النفط الصخري الأمريكي زيادة الإنتاج بمقادير كبيرة عندما ترتفع الأسعار فوق تكلفة الإنتاج، والتي تقدر حالياً بحوالي 55 دولارا أمريكيا للبرميل مما يحد بشكل فعال من أسعار النفط عند هذا المستوى. وعليه، فإن من المرجح أن يكون محدّد أسعار النفط مستقبلاً هو تطور سعر التعادل للنفط الصخري الأمريكي. فبعد انخفاضه من حوالي 80 - 90 دولارا أمريكيا للبرميل في 2013-2014، نعتقد أن سعر تعادل النفط الصخري الأمريكي قد بلغ الآن أقصى انخفاض له، ومن المرجح أن يرتفع إلى حوالي 60 دولارا أمريكيا للبرميل على مدى العامين القادمين. كما توقع التقرير أن ترتفع تكاليف إنتاج النفط الصخري مستقبلاً بعد سنوات من الانخفاض، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط تدريجياً. ونتيجة لذلك، فإننا سنبقي توقعاتنا لمتوسط أسعار النفط عند 55 دولارا للبرميل في 2017، و58 دولارا للبرميل في 2018، و60 دولارا للبرميل في عام 2019. وحدد التقرير أربعة عوامل يرجّح لها أن تؤدي لارتفاع تكاليف إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. أولاً، ارتفعت تكاليف المعدات والمواد والخدمات النفطية والوقود واليد العاملة، ومن المتوقع لها أن ترتفع أكثر. ثانياً، سيأتي الإنتاج الإضافي من حقول تكون تكلفة تطويرها مرتفعة. ومن أجل خفض التكاليف عندما انخفضت أسعار النفط في 2014، ركز منتجو النفط الصخري عملياتهم على الحقول الأقل كلفة. والآن مع ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي مرة أخرى، سيأتي الإنتاج الإضافي من حقول ذات تكلفة أعلى في التطوير، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع سعر التعادل للنفط الصخري. ثالثا، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق الرأسمالي على صيانة حقول النفط الصخري. فطبيعة حقول النفط الصخري تسمح بارتفاع الإنتاج بشكل سريع، لكن معدل انخفاض الإنتاج يكون سريعاً أيضاً. فالخصائص الجيولوجية لحقول النفط الصخري والتقنيات المستخدمة لتطويرها تعني أن هناك ارتفاعا في الإنتاج في الآبار الأولى. رابعاً، من المتوقع أن ترتفع تكاليف الفوائد البنكية لمنتجي النفط الصخري الأمريكي. فمديونية العديد من منتجي النفط الصخري الأمريكي مرتفعة بشكل كبير، وسيحتاجون لديون إضافية لتطوير حقول جديدة.
مشاركة :