أيهما أنجح وأكثر استقرارا الزواج التقليدي أم العاطفي

  • 6/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حالات الزواج التقليدي أو عن طريق وسيط فتعدت نسبة نجاحها 95 بالمئة. وأكد أن الحب وحده لا يكفي لإقامة علاقة زوجية سليمة، لذلك كان الفشل نتيجة حتمية لأغلب حالات الزواج بعد قصة حب ملتهبة بالمشاعر والأحاسيس، فيما كان النجاح أمرا طبيعيا بالنسبة إلى الزواج التقليدي الذي يتم عن طريق الأهل والأقارب. وأجريت الدراسة على 1500 زوج وزوجة، وأوضحت أن الزواج عن حب في المجتمع المصري لا يزال محدودا ولا يتجاوز 15 بالمئة فقط من إجمالي حالات الزواج التي تحدث سنويا، وعلى الرغم من قلة هذه الحالات إلا أنها لم تكلل بالنجاح والاستقرار، بينما وُجد أن أكثر من 75 بالمئة منها يفشل، أما الزواج التقليدي فتصل نسبة نجاحه إلى 96 بالمئة. وأوضح مختصون أن هناك مجموعة من الأسباب قد تؤدي إلى فشل الزيجات التي قامت على الحب، من بينها أن الحب عاطفة متغيرة وليست ثابتة. وأنه لا يؤسس قاعدة صلبة لإقامة مؤسسة. إضافة إلى أن الحب هو أبعد ما يكون عمّا يوصف عاطفيا على لسان الشعراء والمغنين. وقال آرون بن زائيف في بحث نشره بموقع “سايكولوجي تودي” إن الزواج القائم على الهيام والغرام والمشاعر الملتهبة يتجاهل في الغالب عناصر الشراكة المهمة بين الزوجين من قبيل التقارب الفكري والذكاء المطلوب والتقارب الاجتماعي، وهو في النهاية اختيار رومانسي قد يزول بزوال أسبابه. وأكد علماء اجتماع أنّ الودّ قد يبني أسرة، أمّا الحب بين المرأة والرجل فيمكن أن يبني علاقة عاطفية قد تستمر ما عاش العاشقان، ولكنّه ليس شرطا في بناء الأسرة والحفاظ عليها. وعن أسباب فشل الزواج عن حب، يرى فوزي عبدالغني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي في مصر أن عدم رضا الأهل عن الزواج عن حب يعد أحد الأسباب التي تؤدي إلى فشله، فالأهل عادة لا يوافقون على زواج ابنتهم من شاب أحبته وأقامت معه علاقة عاطفية لأنهم يرون أن الزواج مؤسسة كبيرة الهدف الأساسي منها تكوين أسرة، فهم يرون أن المحبة لا تصلح لإقامة منزل. وعلى الرغم من ذلك يصرّ العاشقان على العلاقة فيوافق الأهل على الزواج، ومع أول خطوة يصطدم الطرفان بمسؤوليات الحياة ومصاعبها والأزمات المالية، وهنا لا يستطيع الحب أن يحلّ المشاكل التي تواجههما في حياتهما لذلك تفشل العلاقة، لأنهما يشعران بالخطأ وبأنهما خدعا في عواطفهما، ومن هنا تتحول الصورة المثالية التي رسمها كل طرف للآخر إلى صورة باهتة مشوّهة، ويتحول الحبيب العاشق إلى شخص لا ترغب بالنظر إليه بسبب صعوبة الحياة معه نتيجة الأعباء التي ألقيت على عاتقهما. فيما يؤكد سيد صبحي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، أن الحب من الأشياء الضرورية لإقامة علاقة زوجية سليمة وناجحة، كون أن تجربة الزواج لا تقوم إلا على التفاهم والودّ والتقارب النفسي بين الطرفين، وهو ما ينعكس بشكل طبيعي على الأطفال ونشأتهم. وأضاف أن الحب بين الزوجين من شأنه أن ينشئ أطفالا أسوياء في المجتمع قادرين على حب بعضهم البعض، ولا يكنون الكره والضغينة في أنفسهم، لأن الأطفال يتعلمون فنون الحب من خلال سلوك الوالدين مع بعضهما، فهو المدخل الطبيعي لبناء تجربة الزواج، والذي بدونه تختل العلاقة وتفقد توازنها. وحذر من فهم البعض للحب بما هو خروج عن الشرع أو العُرف السائد والعادات والتقاليد، لأن ذلك يفشل الزواج الذي يقوم على الحب الرخيص، مشيرا إلى أن الزواج التقليدي قد ينجح في بعض الأحيان لكن الطرفين يأخذان الكثير من الوقت لكي يفهم كل منهما الآخر، وقد ينعكس الزواج التقليدي على الأطفال من خلال عدم شعورهم بالحب والألفة بين الوالدين؛ فالحب من شأنه أن يذلل جميع الصعاب والمشاكل التي قد يواجهها الزوجان في حياتهما.

مشاركة :