حماس هي واجهة غربية والحشد الشعبي واجهة شرقية. كلاهما ينتميان إلى حلف الممانعة الذي يضم قطر وإيران معا. ما تغير وقع خارج المنطقة. لقد صعد دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة وتم انتخاب ماكرون خلفا لفرانسوا هولاند في فرنسا. تحول حسم الكثير من الأمور التي كانت عالقة مثل علامة استفهام. ففي ظل سياسة أوباما غير المكترثة بالشرق الأوسط كما كان مشاعا وصل التنسيق القطري ــ الإيراني إلى ذروته من خلال الرعاية المشتركة لعدد من التنظيمات المتطرفة التي وقع عليها واجب الحاق أكبر ضرر ممكن ببلدان المنطقة وشعوبها. سوريا هي واحدة من نقاط التلاقي ليس إلا. اما بالنسبة لهولاند فقد كان دوره سيئا حين اعتمد لغة التحريض مدفوع الثمن فكان أن أغمض عينيه عن حقيقة ما يجري في المنطقة من سباق محموم في اتجاه نشر الفوضى. في ظل ذلك التحول الإيجابي لم يعد مقبولا أن يحارب المجتمع الدولي الإرهاب فيما يستمر الصمت على ما تقوم به دول بعينها على مستوى مد التنظيمات الإرهابية بأسباب الحياة. ما لا يمكن السكوت عليه إلى الأبد أن تستمر طرق الامداد سالكة إلى الإرهابيين. لذلك صار لزاما أن تُفتح الملفات كلها ومن خلال تلك العملية تتم المساءلة. ربما اعتقدت قطر أنها في مأمن من المساءلة. لذلك فإن صدمتها هي أكبر من صدمة إيران التي تعرف موقف المجتمع الدولي منها. اما تركيا فهي وإن لوحت بالقيام بوساطة بين العرب وقطر فإنها تدرك أن أي ظهور استعراضي لها من خلال تلك الأزمة سيعرضها لخطر تسليط الضوء على دورها باعتبارها عميلا مزدوجا ساهم بشكل رئيس في تدريب ورعاية ومرور الجماعات الإرهابية المسلحة إلى سوريا والعراق. لن تتضرر قطر كثيرا بالقطيعة المفروضة عليها. غير أن صحوتها ضرورية من أجل أن يرفع الغطاء عن السياسات المتناقضة التي لم تهدف إلا إلى تدمير المنطقة في ظل شعارات عقائدية كاذبة. فاروق يوسف
مشاركة :