روسيا وسياسة التناقضات ! | حسن ناصرالظاهري

  • 4/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عديد من التناقضات تمارسها روسيا في سياستها الانتقائية حول ما يحدث في الشرق الأوسط عمومًا والخليج خصوصًا، فهي من جهة ترى أنه حينما يكون هناك تدخل عسكري، فيجب أن يكون لأسباب إنسانية، ولحماية المدنيين، وليس لتغيير النظام أو مساعدة المعارضة المسلحة في قتال النظام، ومن جهة أخرى تجيز لنفسها فعل ذلك، فلقد تدخلت في فبراير 2014 في أوكرانيا وأرسلت 6000 جندي و30 مصفحة، الأمر الذي يخالف مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الحدودية، وسيطرت على معظم شبه جزيرة «القرم» جنوب شرق «أوكرانيا» بسبب ابتعاد الحكومة الأوكرانية عن روسيا، ومن ثم احتلتها قبل أن تضمها للاتحاد الروسي، مبررة ذلك بحماية مصالحها الجيوسياسية في المنطقة، هذا عدا تدخلاتها في الشأن البلاروسي ومعاملتها كولاية روسية لا كدولة مستقلة، ومعارضتها لمشروع مد خط أنابيب توصل الغاز التركماني والكازاخستاني إلى الصين بحجة احتمال وقوع أضرار بيئية في قاع بحر قزوين، وأرسلت أسطولها إلى بحر قزوين لمنع الفرق الهندسية من مد الأنابيب، وفي الشأن الليبي اتخذت خطوة غير مسبوقة، حيث سمحت باستخدام القوة ضد حكومة ذات سيادة في الصراعات الداخلية، ووصف الرئيس الروسي آنذاك «ميدفيدف» حليفه القذافي بأنه جثة سياسية!، فما الذي تغير في الشأن السوري.. أليست الظروف متشابهة، والأسد هو الآخر جثة سياسية ويلقى عدم قبول من شعبه؟! كانت حجة روسيا لمساندة النظام السوري هي أنها لا تريد أن تتحول سوريا إلى صومال جديد، وهي في الحقيقة أضحت أسوأ من الصومال لكثرة المليشيات الموجودة فيها، وللدعم السياسي والاقتصادي الروسي للنظام الذي ساهم في قتل وتهجير الملايين من الشعب السوري، وأتاح لعصابات نصر الله ومعها الإيرانيون من أن يحيّدوا الأسد ويحكموا سوريا من الباطن، وهي تتحمل -كما قال الأمير سعود الفيصل- مصاب الشعب السوري لاستمرارها في تسليح النظام، وروسيا التي امتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة رقم 1973 الذي سمح بإنشاء منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وتعارض التدخلات العسكرية بدون تفويض من مجلس الأمن، تعترف بوجود استثناءات لهذه القاعدة، طبقتها حينما تدخلت لمناصرة «أوسيتيا» الجنوبية الجمهورية الانفصالية الموالية لها ضد جورجيا في صراع غير متكافئ، وتدخلت في أوكرانيا بحجة أن التدخل جاء بناءً على طلب المواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية، في الوقت الذي تعارض فيه تدخل دول التحالف في اليمن الذي جاء بناءً على طلب القيادة الشرعية فيها وطلب الشعب اليمني. واتضح فيما بعد أن روسيا ساهمت في الأزمة التي يشهدها اليمن عن طريق تزويدها للحوثيين بالسلاح، فحسب مصدر في الاستخبارات اليمنية فإن روسيا زوّدت الحوثيين بتاريخ 19 فبراير الماضي بأسلحة مهولة عبر ميناء الحديدة من بينها صواريخ ومضادات طائرات متطورة جدا لمواجهة أية تدخلات خارجية، هذه الأسلحة هي التي نستمتع هذه الأيام بمشاهدتها وهي تستهدف من قبل نسور الجو في «عاصفة الحزم». hnalharby@gmail.com

مشاركة :