أفقدت «الوجبات الجاهزة» التي تجلبها بعض العوائل من المطاعم والفنادق الشهيرة نكهة السفرة الرمضانية التي تعودت عليها الأسر السعودية، حيث انصرفت بعض السيدات عن تحضير الأطعمة الشهية. وبررت العديد من السيدات السعوديات ذلك إلى مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية التي استهلكت الجزء الأكبر من وقتهن ولم يعد لديهن فرصة للتفرغ لإعداد الأطعمة بجانب انتشار عروض البوفيهات والمطاعم للإفطار والسحور خلال شهر رمضان المبارك. وأشارت السيدة فاطمة عون إلى أن عدم إقبال الفتيات الصغيرات على أعمال المنزل والكسل بشكل عام وعدم تعلمهن فنون الطبخ منذ صغرهن وراء تراجع نكهة طبيخ البيت في رمضان وهو ما أدى على الجانب الآخر إلى انتشار السمنة بين السعوديات. وانتقدت بشدة الاتكالية في تحضير الطعام على الخادمة، حيث أصبح أفراد المنزل يأكلون من الخادمة فقط والتي تجهل كيفية تحضير الطعام المناسب للعائلة السعودية. وذكرت السيدة أمينة الزايد أنها انحدرت من أسرة ترفض تناول طعام الإفطار خارج إطار المنزل لما له من توفير جو الترابط العائلي الذي تفتقده الأسرة باقي أيام العام، داعية إلى عودة لمسة ربة المنزل على سفرة رمضان. اما السيدة زينب محمد فتشير إلى أنها تحاول قدر المستطاع أن توفر أقل قدر ممكن من أجهزة المطبخ الكهربائية، لأنه من وجهة نظرها أن تلك الأجهزة تعتبر من أكبر مسببات الكسل والاتكالية وتضيف: «ما أعرفه أن أشهر الطهاة حول العالم يقللون من استخدام الأجهزة التي تفقد الطعام روح الطاهي نفسه وحتى لا يفقد النكهة التي تميز طاهيًا عن آخر» تلتقط رانيا عبد اللطيف 20 عامًا طرف الحديث قائلة: «في اعتقادي أن الحياة الآن أكثر سهولة ولا يجب الوقوف في المطبخ لساعات طويلة لإعداد طبخة معينة، حيث إن في الإجمال أفراد الأسرة لم يعودوا يجتمعون على سفرة واحدة كالسابق وبالتالي ليس من الضروري الطهي لأن اغلب الفتيات والسيدات حاليًا يقضين معظم الوقت في العمل والدوام خارج المنزل «.
مشاركة :