برلين د ب أ حققت المنتخبات العربية حضوراً قوياً في بطولات كأس العالم منذ عام 1982 وحتى بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا قبل أن تسفر التصفيات المؤهلة لمونديالَيْ 2010 و2014 عن أضعف حضور للكرة العربية في البطولة منذ نحو ثلاثة عقود. وكانت المشاركات العربية في المونديال، بدأت مبكراً، بمشاركة المنتخب المصري في البطولة الثانية عام 1934 بإيطاليا، ولم تترك الكرة العربية بصمتها الفعلية في مونديال 1982 بإسبانيا. وتوالت المشاركات العربية بعد ذلك بمشاركة فريقين على الأقل في كل بطولة لكأس العالم، وارتفع العدد إلى ثلاثة منتخبات في بطولتي 1986 و1998 ولكنه تراجع مجدداً إلى أضعف حضور في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا و2014 في البرازيل، رغم أن الفرصة كانت مواتية بالفعل أمام عديد من المنتخبات العربية لبلوغ النهائيات. غابت المنتخبات العربية عن البطولة على مدار 36 عاماً لتعود بعدها من خلال المنتخب المغربي في مونديال 1970 بالمكسيك، ثم المنتخب التونسي في مونديال 1978 بالأرجنتين. وكان الخروج المبكر هو مصير المنتخبات، حيث خسر المنتخب المصري أمام نظيره المجري وخسرت المغرب أمام ألمانيا وأمام بيرو، وفازت على بلغاريا، بينما فازت تونس على المكسيك، وخسرت من بولندا وتعادلت مع ألمانيا سلبياً. أما أول بصمة حقيقية للكرة العربية فكانت في مونديال 1982 بعدد من النجوم الذين سطروا للكرة العربية تاريخاً في بطولات كأس العالم، وكان بوسعهم الوصول للدور الثاني لولا المؤامرة التي حاكتها ألمانيا والنمسا سوياً للإطاحة بمحاربي الصحراء من المونديال الإسباني. وفجر المنتخب الجزائري مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه على نظيره الألماني ولكنه سقط في المباراة الثانية أمام نظيره النمساوي، وعلى الرغم من فوزه في المباراة الثالثة على شيلي، لم يكن ذلك كافياً لعبوره الدور الأول بسبب نتيجة مباراة ألمانيا مع النمسا التي أطاحت بالجزائريين من البطولة. وفي نفس البطولة، شارك المنتخب الكويتي ولكنه خرج صفر اليدين بعدما تعادل مع تشيكوسلوفاكيا وخسر من فرنسا ومن إنجلترا. وشهد مونديال 1986 تأهل ثلاثة منتخبات إلى النهائيات للمرة الأولى حيث شارك في البطولة منتخبات المغرب والجزائر والعراق. حاول المنتخب الجزائري تكرار مفاجآت مونديال 1982 ولكنه فشل مجدداً في عبور الدور الأول فخرج صفر اليدين بعدما تعادل مع أيرلندا، وخسر من البرازيل ومن إسبانيا. وكان المنتخب المغربي هو أول الفرق العربية التي نجحت في كسر قاعدة الخروج المبكر، حيث تأهل الفريق للدور الثاني بعدما تعادل سلبياً مع كل من بولندا وإنجلترا وفاز على البرتغال، ولكنه واجه اختباراً صعباً في الدور الثاني فخسر أمام ألمانيا، وخرج من الدور الثاني. أما المنتخب العراقي فنال ثلاث هزائم متتالية أمام باراجواي وبلجيكا والمكسيك. وفي مونديال 1990 بإيطاليا عاد المنتخب المصري للنهائيات بعد غياب دام 56 عاماً، والمثير أن مشاركته الأولى أيضاً كانت في إيطاليا، ولكنه خرج من الدور الأول بعدما تعادل مع هولندا ومع أيرلندا سلبياً وخسر أمام إنجلترا. وشارك إلى جواره في نفس البطولة المنتخب الإماراتي الذي خسر أمام كولومبيا وأمام ألمانيا وأمام يوغسلافيا. ومنذ بطولة 1994 أعلن المنتخب السعودي عن نفسه بقوة في البطولات الأربع الماضية، عندما تأهل للدور الثاني في الولايات المتحدة. ونجح الفريق في استعادة توازنه سريعاً بعد الهزيمة في المباراة الأولى أمام نظيره الهولندي وتغلب على شقيقه المغربي ثم على بلجيكا، ولكنه خسر في الدور الثاني «دور الستة عشر» أمام السويد. وفي مونديال 1998 بفرنسا خسر أمام الدنمارك وأمام فرنسا ثم تعادل مع جنوب إفريقيا وخرج من الدور الأول. ولم يختلف الحال في البطولة التالية عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان حيث مُني الفريق بهزيمة قاسية أمام المنتخب الألماني ثم خسر من الكاميرون ومن أيرلندا. وفي مونديال 2006 خسر الفريق أمام أوكرانيا وأمام إسبانيا بعدما تعادل في مباراته الأولى مع تونس. وشهد مونديال 1994 مشاركة المنتخب المغربي للمرة الثالثة في تاريخه حيث خسر الفريق مبارياته الثلاث أمام بلجيكا وأمام كل من السعودية وهولندا بنتيجة واحدة. وخرج المنتخب المغربي «أسود الأطلسي» من الدور الأول للبطولة التالية بعدما تعادل مع النرويج وخسر من البرازيل وفاز على أسكتلندا. وكان المنتخب التونسي هو الفريق العربي الثالث الذي شارك في مونديال 1998 وتوالت مشاركاته في البطولتين التاليتين ولكنه خرج من الدور الأول في البطولات الثلاث. وخسرت تونس أمام إنجلترا وأمام كولومبيا وتعادلت مع رومانيا في مونديال 1998 ثم خسرت من روسيا وتعادلت مع بلجيكا سلبياً. وخسرت من اليابان في مونديال 2002 وتعادلت مع السعودية، وخسرت من إسبانيا ومن أوكرانيا في مونديال 2006 بألمانيا. بذلك يكون منتخبا السعودية والمغرب هما الأكثر ظهورا في النهائيات.
مشاركة :