أكد الدكتور أحمد العمري أخصائي التغذية العلاجية، أن شهر رمضان يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه مريض السكر، ويرجع ذلك إلى عدم تناول المريض الطعام لمدة تصل إلى 15 ساعة، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار الصوم بالنسبة لمريض السكري يحدده الطبيب وليس المريض.وقال إنه يجب على مريض السكري مراجعة طبيبه الخاص، وأخصائي التغذية حتي يتعرف على بعض النصائح التي تساعده على الصوم الآمن خلال شهر رمضان، منوهاً إلى أن هناك بعض الأشخاص يتحكمون في السكر من خلال الحمية الغذائية، دون أن يضطروا لأخذ جرعات من الحبوب أو أنسولين، وفي هذه الحالة يمكن للإنسان أن يصوم بشكل آمن. وأشار العُمري إلى أن هناك بعض الأشخاص يأخذون الأقراص أو الأنسولين، ويجب عليهم مراجعة الطبيب المختص وتحديد كمية الجرعات في فترة السحور والإفطار. وأوضح أن المضاعفات التي قد تصيب مريض السكر خلال فترة الصيام، تتمثل في حدوث فرط في هبوط السكر، وخاصة خلال الصيام حيث تصبح نسبة السكر أقل من 70 مليجرام، أو فرط في ارتفاع السكر بحيث يكون أكثر من 200 مليجرام وخاصة بعد وجبة الإفطار. وبين العُمري إلى أنه قد يحدث جفاف لمريض السكر، وخاصة في ظل الامتناع عن تناول السوائل، مؤكداً على ضرورة أن يراعى مريض السكر الذي أجاز له الطبيب المختص بالصيام الحمية الغذائية. وقال: «يجب أن يقوم المريض بعملية فحص السكر أثناء الليل والنهار بنسبة ثلاث إلى أربع مرات يومياً، وأن يحرص على ممارسة التمارين الرياضية، وأن يتجنب التمارين الرياضية الشاقة أثناء النهار، وخاصة في فترة قبل الإفطار، بالإضافة إلى عدم النوم قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، حيث يكون المريض مُعرضاً لحدوث هبوط سكر مفاجئ». أضاف العمري: «من العادات السيئة لمريض السكر خلال شهر رمضان، تناول الأكل وشرب العصائر والسوائل بشراهة خلال الإفطار لتعويض فترات صيامه والتي تمتد 15 ساعة، وخاصة الأغذية الغنية بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية العالية، ما يؤدي إلى إصابة المريض بتلبك معوي وعسر هضم». وأشار إلى أنه يجب أن تكون وجبة الإفطار خفيفة، حيث يتناول المريض ثلاث حبات تمر، ويشرب كوباً من الماء أو الحليب أو العصير، كما يمكنه أيضاً تناول شوربة خضار، وبعد ذلك يقوم لصلاة المغرب ثم يتناول الوجبة الرئيسية. ونصح العمري أن تكون وجبة إفطار مريض السكر متنوعة وأن لا يهتم فقط بالنشويات، مؤكده ضرورة أن تكون الوجبة غنية بجميع العناصر الغذائية من نشويات، خضراوات، فواكه، بروتينات بالإضافة إلى الحليب ومشتقاته. وقال: «يجب أن تكون الأكلات غير محتوية على نسبة كبيرة من الدهون، وأن توفر كميات كبيرة من الألياف، والتي تساعد على إشباع المعدة. بعض الجبز يحتوي على ألياف عالية يساعد على الإشباع، وبذلك تكون كمية الطعام التي يتناولها الشخص قليلة بعد الإفطار». أضاف: «ويجب أيضاً، أن لا يكون التركيز فقط على الوجبة الرئيسية، بحيث تكون هناك وجبة بعد صلاة المغرب، ووجبة أخرى خفيفة بعد صلاة التراويح، ووجبة خفيفة قبل النوم. ولا بد أن يحرص مريض السكر على تناول السوائل والعصائر، وخاصة غير المحلاة، وتجنب الحلويات، كما يجب استبدال الحلويات بالفواكه». وأوضح العمري أن هناك ثلاثة أنواع من الأنسولين بحسب الفعالية «البطيء، المتوسط، السريع»، وإذا كان المريض يتناول الأنسولين البطيء أو متوسط المفعول فعليه أن يتناول جرعة واحدة عند وجبة الإفطار، وإذا كان المريض يأخذ الجرعة مرتين، فيجب أن يتناول جرعة الإفطار بنفس الكمية ويتم تخفيض جرعة السحور بنسبة 50%. وأشار إلى أن مريض السكري الذي يتناول جرعة الأنسولين الخاصة به خلال «الإفطار، الغداء، العشاء»، فعليه أن يقوم بأخذ جرعة الإفطار كما هي، وأن يقوم بتخفيض جرعة السحور بنسبة 25 % إلى 50 %. مؤكداً أنه إذا تناول المريض وجبات تحتوي على نسبة نشويات كبيرة فلا بد أنه سيحتاج إلى جرعة أنسولين أكبر.;
مشاركة :