قالت المعارضة السورية إن هجمات النظام في درعا لم تتوقف، رغم إعلانه عن هدنة السبت، فيما وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الوضع في المدينة بالهدوء الحذر. وجاء اتهام المعارضة للنظام بعد دعوة واشنطن لها بوقف الهجمات لدعم الهدنة التي أعلنها جيش النظام في المدينة، للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية. وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، الرائد عصام الريس، لـ«رويترز»، إن هجمات النظام في مدينة درعا لم تتوقف. وأضاف أن المعارضة لم تسمع بوقف القتال أو الهدنة، وأن النظام لايزال يواصل هجماته بالكثافة نفسها. وقال الرائد الريس «هناك خروقات، ونشكك بنوايا النظام الالتزام بوقف إطلاق النار». وأضاف الريس «إيقاف قوات النظام عملياتها العسكرية في درعا جاء بعد تكبدها خسائر كبيرة في العدة والعتاد منذ أكثر من شهر. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان «تشهد مدينة درعا منذ نحو ثلاث ساعات هدوءاً ساد جبهاتها من حيث الاشتباكات، في حين تخلل الهدوء سقوط قذائف عدة أطلقتها قوات النظام». وقال المرصد إن «هدوءاً حذراً» ساد المنطقة. وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان لها، أن أميركا ستقيم المبادرة (إعلان الجيش السوري) انطلاقاً من نتائجها، لا من الكلام، وحثت دمشق على الالتزام بمسؤولياتها بموجب الهدنة المعلنة. وقالت نويرت: «يجب على المعارضة من جانبها وقف الهجمات أيضاً، للسماح باستمرار الهدنة، كما نأمل تمديد الهدنة، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين». وشددت المتحدثة على أن الولايات المتحدة ستستمر في دعم الجهود البناءة الهادفة إلى التخفيف من حدة العنف في سورية، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاج إليها، وذلك بالتزامن مع مواصلة حربها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي الأردن، نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أنه عبر عن أمله بالتزام الأطراف كافة بتنفيذ الاتفاق، مؤكداً أهمية وقف إطلاق النار للتخفيف عن الأشقاء السوريين، خصوصاً المحتاجين لوصول المساعدات الإنسانية. وجدد الناطق الرسمي موقف الأردن الداعي إلى ضرورة العمل عبر مسار جنيف لإيجاد حل سياسي للأزمة. من جانبه، رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، بقرار الحكومة السورية وقف إطلاق النار لمدة يومين في مدينة «درعا» جنوب سورية. ودعا المتحدث، في بيان صحافي، فصائل المعارضة السورية إلى الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانبها أيضاً، تنفيذاً لاتفاق مناطق «تخفيف التوتر» الأربع، الذي تتطلع مصر ليكون خطوة نحو وقف دائم وشامل لإطلاق النار في جميع الأراضي السورية. وأعاد المتحدث التأكيد على موقف مصر الداعي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، ويحافظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، ويحقق آمال الشعب السوري الشقيق، في إطار مخرجات مسار جنيف التفاوضي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وكان جيش النظام السوري قد قال إنه سيوقف العمليات القتالية لمدة 48 ساعة في مدينة درعا الجنوبية السبت في الوقت الذي أعلن فيه وسطاء محاولتين منفصلتين لعقد جولة جديدة من محادثات السلام أوائل الشهر المقبل. وأعلن بيان القيادة العامة للجيش «وقف العمليات القتالية السبت في مدينة درعا لمدة 48 ساعة، وذلك دعماً لجهود المصالحة الوطنية». وجاء إعلان وقف إطلاق النار في اليوم ذاته الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أنها تريد بدء جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف السورية في العاشر من يوليو في جنيف، في حين قالت موسكو إنها تأمل في عقد محادثات في أستانة عاصمة كازاخستان في الرابع والخامس من الشهر ذاته.
مشاركة :