القاهرة:محمد فتحياستطاع مسلسل «الجماعة 2» أن يفرض نفسه وسط دراما رمضان، وسحب البساط من الكثير من المسلسلات، وأثار الجدل حول العديد من الحقائق حول جماعة الإخوان وعلاقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بها. ولكن يؤكد الكاتب الكبير وحيد حامد مؤلف المسلسل أن كل ما رصده في المسلسل موّثق ولم يهدف إلى تحسين صورة «التنظيم» كما ادعى البعض، ولكن يهدف إلى كشف حقيقته. كما أنه يسرد وقائع تاريخية لا يمكن أن ينكرها أحد، ويرد وحيد حامد على العديد من الاستفسارات التي شغلت الجميع في المسلسل. وذلك في الحوار التالي.. هل كنت تتوقع أن يثير المسلسل كل هذا الجدل؟- بلا شك، فهناك نقاط خلافية والتاريخ له أكثر من وجه، والاستعجال في نقله ربما يسبب بعض المشاكل، وسيكون بلا دقة كافية، ولكن بالبحث والاستعانة بمراجع تظهر الحقيقة.ماذا عن القضية التي أقيمت ضدك؟- أمر عادي ولا يشغلني، فكل التفاصيل لها مصادر تاريخية، ولديّ ما يثبت ذلك، فأنا لا أكتب أي شيء دون وثائق.ما ردك على مطالب البعض بوقف المسلسل؟- المسلسل جعل الناس تكشف عن وجوهها الحقيقية، كما أن الوثائق وشهادات الشهود ستوضح من الصادق ومن الكاذب.لماذا تأخر الجزء الثاني من المسلسل 7 سنوات؟- كنت أبحث عن منتج يتحمل إنتاج مسلسل له رسالة قوية، كما أن ميزانيته كبيرة وتصل إلى نحو 80 مليون جنيه، كما أن الجزء الأول عرض قبل ثورة يناير، وعندما وصل الإخوان إلى الحكم قرر وزير الإعلام الإخواني عدم عرضه مرة أخرى، ولذلك لو كنت أنهيت الجزء الثاني في ذلك الوقت لما كان رأى النور، وبعد رحيلهم عن الحكم كان المسلسل يحتاج إلى وقت كبير حتى يتم إعداده بشكل جيد.ما هدف الجزء الثاني من المسلسل؟- كما تصورت أثناء الكتابة كنت أريد إبراز عدة نقاط، أن الجماعة كان يمكن أن تختفي من الحياة لولا تواطؤ الحكومات معها، فهي صنعت لنفسها قوة لديها قدرة على تناصف أو لا تناصف، وتدعم أو لا تدعم، ولعبت هذا الدور جيداً، واستمراريتها كلها كانت بموافقة الحكومات، كما أن هدفهم من البداية كان إقامة الدولة الإسلامية وحكم البلاد، كما أنهم خانوا الجميع بداية من الملك فاروق وثورة يوليو وعبدالناصر وحاولوا قتله، فالخيانة منهج الإخوان، ولم أهدف إلى تحسين صورة الجماعة كما ادعى البعض، ولكن أهدف إلى كشف حقيقة هذا التنظيم.ما ردك على من هاجم المسلسل بسبب ما ذكرته من أن عبد الناصر انضم لتنظيم «الإخوان»؟- انضمام عبد الناصر للإخوان كان مرحلة ضمن مراحل في حياته ولا أحد يستطيع نكرانها فهو انضم إلى عدة تنظيمات سياسية، ومنها على سبيل المثال «الشيوعيون» و«مصر الفتاة»، وهذا الكلام موثق وذكر في مراجع عديدة، وهناك شهادات من كل الأطراف تؤكد ما ورد في المسلسل، فمن مجلس قيادة الثورة أكد المعلومة خالد محيي الدين، وعبد اللطيف البغدادي، وكمال الدين حسين في مذكراتهم، ومن جماعة الإخوان أكدها أيضا صلاح شادي.هناك من اعترض أيضاً على مشهد تقبيل رئيس الوزراء مصطفى النحاس المنتمي لحزب الوفد ليد الملك فاروق.. ما ردك؟- هذا المشهد مثل بقية المشاهد، لمأ ؤلفه، بل له مصادر ومراجع، هذه المعلومة لها 3 مصادر، واقتنعت بأسبابها وهو ما جعلني أخرجها للنور من خلال المسلسل، والمصدر الأول هو مذكرات حسن باشا يوسف، والثاني رئيس الوزراء سري باشا، والثالث محمد حسنين هيكل في حديث له.كيف تبرر رد فعل «الإخوان» الصامت حتى الآن؟- عدم اعتراض الإخوان على شيء في المسلسل حتى الآن لأنهم لن يستطيعوا إنكار شيء أو الطعن فيه.كيف ترى مستقبل جماعة الإخوان؟- الجماعة موجودة والدليل على ذلك أنها ما زالت تمارس الإرهاب والقتل ضد الأبرياء، وجماعة عمرها أكثر من 80 سنة لا يمكن الخلاص منها في يوم وليلة، وهي جماعة تزرع عقيدة معينة في نفوس أعضائها، بحيث يكون التخلي عنها أمراً صعباً، فهي قائمة على السمع والطاعة وإلغاء العقل، فمن الصعب جداً أن يقضى عليها بين يوم وليلة.هناك من أكد أن المشرف التاريخي على المسلسل له ميول إخوانية.. فما صحة ذلك؟- هذا غير صحيح، فهو ليس له أي علاقة بالإخوان، وهذا اتهام ظالم المقصود به التشكيك في المسلسل، ولو كان المشرف إخوانياً لما سمح بكل ما قيل عن الإخوان في المسلسل، فالعقل قادر على التمييز بين الصحيح والخطأ.ماذا عن شخصية زينب الغزالي التي أثارت الجدل داخل المسلسل؟- البعض لا يعلم من هي زينب الغزالي، فلها كتاب من تأليفها مليء بالأكاذيب، وقد استعنت بالكثير من مصادر التحقيق في شخصية زينب الغزالي، فالتدقيق مهم جداً، ودورها كان خطيراً جدا ًفي تاريخ الجماعة، فهي تعد بمثابة وزيرة مالية الجماعة، وذلك بعد أن أفرج عنها السادات. هل حسن البنا ندم على تأسيس الجماعة بالفعل كما ذكرت في المسلسل؟- نعم وهذا موثق، وقال: «لو عادت بي الأيام لما اخترت ما أنشأته وأعلنته».من الناحية الفنية هل أنت راض عن العمل فنياً؟- رأي الجمهور الذي يشاهد هو الأهم، لكني أرى أننا قدمنا عملا فنيا رفيع المستوى من كل النواحي والزوايا، وأعتقد أن المشاهد قادر على إدراك هذه الحقيقة، وبالتالي فأنا راض تماما.لماذا اختيار المخرج شريف البنداري بعد محمد ياسين مخرج الجزء الأول؟- محمد ياسين ارتبط بعمل آخر، ولو لم يكن مرتبطاً لاستكمل هو الجزء الثاني، وكنت أستشيره في أشياء تتعلق بالجزء الثاني، وهو لا يتردد في إبداء المشورة.هل عدم وجود بطل رئيسي للعمل أفاده؟- بالطبع، فكلهم أبطال، فنحن لدينا مبارزة في التمثيل بين عدد من الفنانين منهم صابرين ومخيون وفهيم والمصري، وهناك أدوار ذات تأثير حتى وإن كان عدد مشاهدها قليلا.البعض انتقد دور ياسر المصري في دور جمال عبد الناصر، والبعض أشاد به، فكيف رأيته أنت؟- راض جدا على وجود ياسر المصري، لأنه اجتهد بحق وصدق في تقديم الشخصية كما يجب، وقد أجاد بشكل كبير فيها.هل من الممكن أن يكون هناك جزء ثالث من المسلسل؟- إذا كان في العمر بقية بإذن الله، وأنا أسير في المسلسل في التسلسل التاريخي، فالجزء الثالث سيصل إلى نهاية مرحلة الرئيس الراحل أنور السادات.هل هناك أزمة كتابة في مصر كما يردد البعض؟- هذه قضية كبيرة، والمناخ العام أفسد مهنة الكتابة وله تأثير سييء على الإبداع بشكل عام، كما أنه لم يعد خافياً على أحد أن الكتابة في مصر تواجه خطرا كبيرا جدا، والمرحلة القادمة ستشهد حالة عقم كبيرة، لأن المتبع حاليا في كتابة الأفلام والمسلسلات، نظام الورشة، يشترك 5 أو أكثر في كتابة نص واحد، وهذه عملية غير مجدية على الإطلاق، لا تصنع كاتبا، ولا تصنع فنا.سمعنا عن إعدادك لفيلم خاص بالجيش فماذا عنه؟- هو ليس عن الجيش، لكنه عن السنة التي حكم فيها الإخوان، ومن الممكن أن يثير الجدل، فإثارة الجدل دليل على أني لا أقدم شيئا تافها أو سطحيا، والجدل عموما مثمر، لأنه في النهاية سيقودنا إلى الحقيقة.مؤخراً هل أنت راض عما قدمته طوال مشوارك مع الكتابة؟- الحمد لله راض تماما، فأنا أشعر بحالة من الرضا من العطاء الذي قدمته للجمهور، فقد قدمت عطاءً طيبا جدا للناس، وتقديرهم هو أهم جائزة وأفضل تقدير لي، فأنا أكتب للناس سواء فنا أو صحافة، والحمد لله تقدير الناس والجمهور له الاعتبار الأول.
مشاركة :