نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر ما تردد عن وجود أطنان من الأدوية المنتجة في معمل أدوية سامراء في مستشفى الشفاء في الجانب الأيمن من مدينة الموصل يعود تاريخ تصنيعها إلى شهر أغسطس (آب) 2016.وقال البدر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «استنادا إلى المعلومات التي زودني بها مدير دائرة صحة نينوى الدكتور ليث حبابة الذي تحقق من الأمر بنفسه، فإن هذه الأخبار عارية عن الصحة تماما». ويؤكد البدر أن المسؤول الصحي في محافظة نينوى، أبدى استغرابه لتداول معلومات من هذا النوع في هذه الفترة التي يواجه فيها التنظيم الإرهابي «داعش» «نهايته الوشيكة». ويؤكد البدر أن «مستشفيات نينوى عموماً واجهت شحة واضحة في الإمدادات الدوائية أثناء سيطرة (داعش)»، متسائلا: «فمن أين أتت هذه الأطنان كما يزعمون».وكانت مواقع إخبارية أشارت إلى وجود عشرات الأطنان من الأدوية المصنعة في معمل سامراء (في محافظة صلاح الدين المجاورة) في أغسطس 2016، عثر عليها في مستودعات مستشفى الشفاء. ونقلت «شبكة رووداو» الكردية عن أحد قادة الشرطة الاتحادية قوله: «من المخيب للآمال أن تقوم أيادٍ خفية في العراق بمساعدة (داعش) وإ رسال الأدوية والمستلزمات للتنظيم، في حين نخوض معارك ضارية معه».ونفى نائب محافظ نينوى حسن العلاف، وصول كميات أدوية كبيرة أثناء سيطرة تنظيم داعش، لكنه لا يستبعد وجود «عملية تهريب للأدوية يقوم بها تجار عبر محافظة الأنبار وصحرائها وصولا إلى الموصل». وقال العلاف لـ«الشرق الأوسط» عن الواقع الصحي الموجود حاليا في الموصل إن «الأوضاع ما زالت صعبة، بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل سيطرة (داعش)، والخدمات الطبية لم تعد بنسبة 20 - 30 في المائة لما كانت عليه قبل عام 2014». ولفت إلى أن «الأوضاع الصحية قبل سيطرة «داعش» كانت ممتازة، حيث تكلف العملية الجراحية في المشافي الحكومية نحو نصف دولار في أحيان كثيرة، الطب في الموصل كان الأرخص في العالم، لكن الأمور تغيرت، أغلب المستشفيات مدمرة، والأجهزة الطبية محطمة نتيجة الحرب، أو أن عناصر (داعش) قاموا بسرقتها».وذكر العلاف أن «أغلب الكوادر الطبية المتخصصة لم تعد حتى الآن، وأغلبها يقيم في إقليم كردستان أو بغداد، ولم تبق إلا الكوادر غير المتخصصة والأطباء الجدد». ويحمل نائب المحافظ، وزارتي الصحة والمالية مسؤولية عدم عودة كثير من الكوادر الطبية، ذلك أن الوزارتين «لم تحسما حتى الآن مرتبات الكوادر الطبية، وأغلبها لم تستلم مرتباتها منذ سنوات، لذلك يفضلون البقاء في الإقليم أو بغداد للعمل على العودة إلى الموصل».لكن العلاف توقع أن يشهد سبتمبر (أيلول) المقبل عودة الكثير من الكوادر الطبية نتيجة «المباشرة في الفصل الدراسي الجديد،
مشاركة :