بروكسل: قيادات دينية وسياسية في إفطار جماعي لتوجيه رسالة ضد الإرهاب

  • 6/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الإفطار الجماعي الذي دعت إليه الهيئة التنفيذية التي ترعى شؤون المسلمين في بلجيكا، استجابت له الفعاليات الحزبية والسياسية والاجتماعية والدينية في البلاد، وهو لقاء جمع مكونات المجتمع البلجيكي في أجواء رمضانية، وأُلقِيت كلمات على هامش الإفطار تناولت أهمية التضامن وتوحيد الجهود وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، وفي الوقت ذاته أهمية الحفاظ على التوازن بين الحقوق والواجبات.وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال صلاح الشلاوي رئيس الهيئة التنفيذية للمسلمين: «كل عام ننظم مثل هذا الإفطار، ولكن العام الحالي له طابع خاص، لأنه يأتي في ظل ظروف يهدد فيها الإرهاب مجتمعنا البلجيكي، كما تهدد العنصرية والكراهية تماسك المجتمع، وأردنا من خلال هذا الإفطار التواصل مع أبناء المجتمع من كل الأطياف، وبحضور ممثلي كل الديانات والسلطات الحكومية».وأضاف الشلاوي: «هذا يوم مهم نهدف من ورائه إلى تماسك المجتمع بشكل أكبر، ويتواصل المسلمون مع غيرهم، وأن نصل إلى أن يشعر المسلمون أنهم داخل مجتمعهم ومواطنون يتمتعون بكامل المواطنة».وخلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت زوواي جينو عضو برلمان بروكسل، التي شاركت في الإفطار: «شرف لي أن أشارك في هذا الحدث، وأن ألتقي بأصدقاء من المسلمين، وأشاركهم هذا الإفطار، وهذا الأمر يحدث بيننا كبلجيكيين وأبناء الجالية المسلمة من الأصدقاء والجيران وأيضاً على مستوى المنظمات، ومنها الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا»، واختتمت تقول إنه في أعقاب ما حدث في 22 مارس (آذار) من العام الماضي كان لا بد من العمل الجماعي وبشكل مشترك بين كل سكان بروكسل بل وبلجيكا بصفة عامة، بمن فيهم الجالية المسلمة، فيجب أن يشعر كل شخص بقيمته، وأن له دوراً، ويجب أيضاً احترام الآخر في هذا المجتمع المتعدد الثقافات».من جانبه، قال بيري ايفانغيلوس ممثل الكنيسة الأرثوذكسية في بلجيكا: «إنها مبادرة جيدة للغاية، ونحن هنا لنتقاسم الإفطار مع الأصدقاء المسلمين، وهذا واجب علينا وحق لهم وهذه القيمة يجب أن ننشرها بيننا، خصوصا في هذا الوقت الذي تتعرض فيه القيم لضربات موجعة».الإفطار جمع ما بين المسلمين وغير المسلمين، بعد مرور ما يزيد على عام على تفجيرات بروكسل، وفي ظل قناعة مشتركة بأن الحل الوحيد لمواجهة العنف والإرهاب هو التعايش السلمي بين الجميع والحوار والتصدي للأفكار الخاطئة عن الآخر، وأنه رغم الاختلاف الثقافي فإنه يمكن جعل التنوع والاختلاف شيئاً إيجابياً.الإفطار الجماعي الذي نظمته الهيئة التنفيذية للمسلمين جاء بعد أيام من تأكيد الحكومة البلجيكية أن مواجهة العنف والفكر المتشدد يتطلب التعاون والعمل المشترك بين السلطات الأمنية والتنفيذية من جهة والمجتمع الإسلامي في البلاد من جهة أخرى.يُذكر أنه في أول رمضان، جاء عقب تفجيرات بروكسل (العام الماضي)، نظمت موائد للإفطار الجماعي في عدة أماكن ببلجيكا، خصوصاً العاصمة بروكسل، وجمعت المسلمين والبلجيكيين للتعبير عن التضامن بين كل شرائح المجتمع في وجه العنف والتشدد، ومنها الإفطار الجماعي الذي أُقِيم في الكنسية الكبيرة ببلدية مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسل.وتولت السلطات المحلية الإشراف والتنظيم بينما أسهمت الجمعيات والمساجد بالوجبات والمشروبات.. الجميع تألم، وكانت هناك حالة من الحزن في أعقاب تفجيرات مارس الماضي، خصوصاً هنا في مولنبيك، وقالت: «اليوم نحن في حاجة إلى المزيد من التضامن ونريد لكل سكان مولنبيك بصرف النظر عن عقيدتهم أن يتقاسموا الأنشطة والاحتفالات ويظهروا التضامن». ويعيش في مولنبيك غالبية من المسلمين، خصوصاً من المغاربة والأتراك، إلى جانب جنسيات أفريقية، وتعددت الأنشطة الثقافية والدينية والاجتماعية في عدة مناطق بمشاركة العديد من المسؤولين، وسبق أن شارك وزير العدل البلجيكي جينس كوين في إفطار جماعي بالمسجد الكبير بمدينة أنتويرب شمال البلاد العام الماضي».وقال الوزير في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركتي في الإفطار يعني أن كل المجتمعات التي تعيش في بلجيكا على درجة واحدة من الأهمية، ومن المهم أن يظهر الوزير المسؤول عن ملف المعتقدات الدينية، وبشكل إيجابي، الاحترام لمختلف العقائد، وأنا سعيد جدّاً لوجودي في هذا المكان ومشاركتي في هذا الإفطار.

مشاركة :