الدوحة - الراية: في نوفمبر 2011، خرج على شاشة تلفزيون البحرين ناطق باسم وزارة الداخلية البحرينية، ليعلن عن ضبط خلية تخطط لتنفذ عمليات إرهابية في مملكة البحرين، مضيفاً أن الضبط جاء بناءً على اتصال من وزارة الداخلية القطرية، مشيراً إلى أنه تم ضبط خلية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية وأشخاص بالبحرين، حيث ورد اتصال رسمي من سلطات أمنية بدولة قطر الشقيقة إلى نظيرتها البحرينية بأنها تمكنت من القبض على أربعة مواطنين بحرينيين دخلوا قطر عبر الحدود البرية مع المملكة العربية السعودية، وأثناء اتخاذ السلطات القطرية المختصة إجراءات التفتيش الجمركية للسيارة التي كانوا يستقلونها، تم العثور على مستندات وأوراق وجهاز حاسوب.. وأعرب عن خالص شكر وزارة الداخلية البحرينية وتقديرها للسلطات الأمنية القطرية الشقيقة على ما قامت به من جهود وما قدمته من تعاون بناء بشأن ضبط هذه الواقعة، حيث جسد ذلك بالفعل التكامل القائم بين الأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. هذا ما حدث في 2011. وأمس الأول، بث تلفزيون البحرين تسريباً لما وصفه تسجيلاً لمكالمة هاتفية بين سعادة السيد حمد بن خليفة العطية المستشار الخاص لسمو الأمير والسيد حسن علي محمد جمعة من جمعية الوفاق البحرينية، وتعمد إظهارها على أنها دعم قطري لجمعية الوفاق وتدخل مباشر في الشؤون الداخلية البحرينية، في محاولة ساذجة ومكشوفة لمغالطة وقلب الحقائق وإخراجها عن سياقها الصحيح. والمضحك المبكي أن هذه المكالمة تمت ضمن جهود الوساطة التي قامت بها قطر بعد وقوع المظاهرات في البحرين عام 2011 بموافقة وعلم السلطات في البحرين، حيث قام معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك، وبحضور المغفور له إن شاء الله صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية، بزيارة البحرين وإطلاع جلالة الملك على كافة جهود دولة قطر في هذا الشأن، وقد توقفت الوساطة القطرية بسبب اتخاذ قراراً بالتدخل العسكري لفض المظاهرات والاعتصامات. والغريب أن هذه الاتصالات تمت على الهواتف العادية في البحرين كما أنها تمت قبل أكثر من 6 سنوات.. هل لم تسمع بها السلطات البحرينية سوى الآن؟ .. وأين أنتم مما أشاد به وزير الخارجية البحريني في مقابلة مع قناة العربية ونشرتها صحيفة الأيام في عددها 8267 في تاريخ 28 من نوفمبر 2011، والذي أشاد مطولاً بدور قطر الإيجابي لحل الأزمة، ولما لم تثر من قبل مملكة البحرين طوال الأعوام الماضية لاسيما خلال أزمة سحب السفراء 2014 كنقطة خلافية، أم أن الأمر كما وصفه بيان وزارة الخارجية القطرية دليل على التخبط المستمر المؤسف في اختلاق التهم المرسلة وهو بالطريقة التي بث فيها على طريقة لا تقربوا الصلاة، ولا يجوز إخراج النص عن سياقه ، وهذا يعتبر دليلاً قاطعاً على استهداف دولة قطر ومحاولة إلصاق التهم بها، كما يعد تنكراً لجهودها ومساعيها التي هدفت لإنهاء الاضطرابات لتعزيز أمن واستقرار البحرين. ويبدو أن من فقد مصداقيته ورجاحة عقله يبحث في الدفاتر القديمة، ويخرج كما يخرج الحاوي من جعبته أباطيل لا تنطلي على أحد.. فقطر أكدت وما تزال التزامها بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون، وبسياستها الخارجية القائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكافة الدول.
مشاركة :