بدأت الحكومة القطرية تشعر بالأزمة الحقيقية لمقاطعة دول الخليج ومصر لها، ومراجعة بعض الدول لتعاملاتها مع قطر والنصائح التي تلقتها من أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي بضرورة تخليها عن الدعم المالي للجماعات الإرهابية وفك ارتباطها مع إيران والتوقف عن إيواء رموز الأحزاب الإرهابية، لم يمض الشهر الأول على المقاطعة - يونيو 2017 حتى بدأت تسميته بالحصار بدلاً من المقاطعة على الرغم من أن مطارات وموانئ قطر مفتوحة، لذا خسرت قطر جميع مواقفها الحكومية والشعبية وسمعتها الدولية كونها الحاضن للإرهاب: الخاسر الأول: هي الحكومة القطرية حيث شعرت الحكومة ولأول مرة بالخوف والقلق حتى أنها استنجدت بشكل عاجل وفزع بالقوات الإيرانية والتركية لحماية أعضاء السلطة الحاكمة ونجدتهم من تحرك داخلي وخارجي، وهي التي كانت تستعرض بكل ثقة في إخافة الآخرين وجلب المتاعب لهم بالحرب والتفجيرات ودعم المخربين أصبحت الحكومة في دائرة الخوف. الخاسر الثاني: قناة الجزيرة، وخصوصاً العاملين الأجانب من غير القطريين الذين اعتقدوا أنهم أمسكوا بجميع الأحزمة وخيوط اللعبة وتصدروا المشهد السياسي والإعلامي، وشجعهم على ذلك صمت وصبر الدول الخليجية وضعف وسائل إعلام العرب، حين رفعت محطة الجزيرة شعارات: الرأي والرأي الآخر، والديمقراطية، والتنوير، والليبرالية العربية. فكان العرب تركوها تدعم التخريب تحت مظلة الحرية الإعلامية لأكثر من (20) سنة دون رادع أو موقف قوي، فنرى اليوم محطة الجزيرة التي عاشت على رعب وإرهاب الآخرين تأكل نفسها، وكما يقول العرب البعير يأكل من سنامه، تجتر الحكايات القديمة والعروبة والأخوة الخليجية والجوار الجغرافي والتاريخي المشترك، وتستعين من الشيعة بالمظلوميات والنوح والردح، وهي التي قبل شهر تعرض نفسها كعراب وجندي الإعلام القوي بالمنطقة. الخاسر الثالث: هو الشعب القطري المغيب داخل بلاده، حيث يمثل أقلية في وسط غابة من الأجانب من الآسيويين والإيرانيين، حيث يمثل السكان الأصليون 11% بعدد حوالي 250 ألف نسمة يقابلهم أكثر من 2 مليون نسمة من غير القطريين، على مساحة صغيرة جداً حوالي 11 ألف كيلومتر مربع، لذا يدفع الشعب القطري الثمن مرتين، من أن صوته مغيب وسط كثرة أصوت الأجانب من غير العرب، وسلوك حكومته التي عزلته عن محيطه الخليجي والعربي.
مشاركة :