الإرهاب لا يستثني (أيّ) وطن - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 3/26/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تأكد لأوروبا بعد تفجيرات بروكسل العاصمة البلجيكية وعاصمة الاتحاد الأوروبي -تأكد- لها أن الإرهاب لا وطناً له وأن أوروبا غير مستثناة، هذه الحقيقية لم تتعرف عليها دول غرب المتوسط، لا في تفجيرات 11 سبتمبر في أمريكا 2001م، ولا قبل ذلك التاريخ عندما بدأت تضرب في المدن السعودية عام 1991م، ثم 1995م واشتدت عام 2003م، حيث كانت منظمة القاعدة هي من يقود العمليات الإرهابية في السعودية، ثم جاءت أول عمليات داعش في السعودية نوفمبر2014م - صفر 1436هـ. استيقظت أوروبا من سباتها وتجاهلها التحذيرات العربية والتركية والإسلامية وتحذيرات دول الشمال الإفريقي من أن الإرهاب سينتقل إليها عبر البحر الأبيض المتوسط وعبر ممرات جبال القوقاز، وعبر هضبة الأناضول ومياه البحر الأسود وبحر القرم، وعبر بلاد الرافدين العراق، وعبر أراضي الهلال الخصيب من بلاد الشام الأراضي السورية. الخروج الأول للإرهاب، ولد من الحرب الأمريكية البريطانية عام 2001م على أفغانستان رداً على هجمات 11 سبتمبر ومغادرة أمريكا لأفغانستان دون أن تقضي على القاعدة وطالبان، فجاء الإرهاب عبر المحيط الهندي وبحر العرب ليضرب في اليمن والسعودية. أما الخروج الثاني, عندما نفذ الإرهاب عملياته في اليمن والسعودية عام 2003م باعتبار عام (91م) الإرهاصات الأولى لعمليات الإرهاب، وجد بنظام على عبدالله صالح الغطاء والرعاية، ولقي من الحوثيين التعاطف والحماية، واستطاع الإرهاب بعد أن كون له قواعد في اليمن، وأيضاً استفادته من الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م - وجد- الفرصة لعملياته وولادة داعش على الأراضي العراقية وتمددها في سوريا عام 2010م. الخروج الثالث، فقد كانت الحرب السورية عام 2010م هي الانتقال الثالث للإرهاب عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط، حيث انتقل إلى أوروبا لتتولى داعش مسؤوليات التفجيرات بدلاً من القاعدة، واستفاد من حركة المهاجرين واللاجئين، أيضاً استفاد من خلايا أوروبا النائمة فالخلايا تعتقد وتؤمن في فكر وأيديولوجيا القاعدة وداعش فمنهم شريحة من أبناء المهاجرين الذي ولدوا في أوروبا وكان أجدادهم وحتى الآباء من المقاتلين في الجيوش الأوروبية التي خاضت الحربين العالميين، كما أن منهم من سكان أوروبا الأصليين تعاطفوا مع هذا الفكر. أذن أوروبا التي اعتقدت أنها قارة نائية وبعيدة عن حرب الإرهاب نراها اليوم تحترق بنفس النار التي احترقت بها بلدان الدول العربية مرة بنار الإرهاب وأخرى بنار الربيع العربي وبخاصة الحرب السورية.

مشاركة :