الانتخابات التشريعية الفرنسية: فوز حركة ماكرون الساحق ضربة قاصمة للأحزاب التقليدية

  • 6/19/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

فازت حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بأغلبية ساحقة في البرلمان، حاصدة 350 مقعدا من أصل 577 في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية. ومني الحزبين التقليديين الإشتراكي والجمهوري المحافظ بهزيمة كبيرة في حين فازت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان لأول مرة بمقعد في البرلمان. أظهرت النتائج النهائية للإنتخابات التشريعية اليوم الإثنين فوز حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأغلبية البرلمانية الحاكمة التي يحتاجها للمضي قدما في تنفيذ إصلاحاته البعيدة المدى والهادفة لتحقيق النمو الإقتصادي. وتعهدت حكومة  ماكرون بتجديد الخطاب السياسي في فرنسا. وقال المتحدث بإسم الحكومة كريستوف كاستانير لإذاعة "ار تي ال" الفرنسية أن "رئيس الوزراء سيقدم في الساعات المقبلة" استقالته "حسب الأعراف"، على أن تتشكل حكومة جديدة في غضون الأيام القليلة المقبلة. وأعرب عن اعتقاده بأن ماكرون سيعيد تكليف فيليب بهذه المهمة، مشيرا إلى تعديل "تقني (...) لن يكون كبيرا". على أن تتشكل حكومة جديدة في غضون الأيام القليلة المقبلة. وأعرب عن اعتقاده بأن ماكرون سيعيد تكليف فيليب بهذه المهمة. النتائج التي حققتها مختلف الأحزاب وسط نسبة تصويت ضعيفة حاز حزب (الجمهورية إلى الأمام) بزعامة إيمانويل ماكرون وحليفه حزب (الحركة الديمقراطية) الذي ينتمي إلى تيار يمين الوسط على 350 مقعدا في البرلمان من إجمالي 577 مقعدا، وفق ما أظهرت نتائج الإنتخابات التي سجلت نسبة تصويت منخفضة قياسية. مجيد بودن-الشعب الفرنسي أعطى ماكرون الرئاسة والآن يعطيه الأغلبية   وتلاه بفارق كبير حزب "الجمهوريون" اليميني وحلفاؤه الوسطيون الذين حصلوا على 135 مقعدا وفق النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية. وعلقت الوزيرة اليمينية السابقة فاليري بيكريس قائلتا "إنها أكثر من هزيمة. إنها نهاية مرحلة". غير أن رئيس "الجمهوريون" فرنسوا باروان رحب بإحراز عدد نواب "كاف لإبراز قناعات" اليمين. إلى اليسار، لم يحرز الحزب الإشتراكي الذي كان يشغل نصف مقاعد الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها في عهد فرنسوا هولاند، سوى 43 نائبا، متقدما على اليسار المتشدد والشيوعيين (27 مقعدا). وقال جان كريستوف كامباديليس زعيم الحزب الإشتراكي لدى إعلانه التخلي عن زعامة الحزب ليل أمس الأحد "إخفاق الحزب الاشتراكي لم يعد محل شك. رئيس الجمهورية لديه كل الصلاحيات". وأضاف أن على الحزب أن يعيد بناء نفسه بالكامل. من حزب حاكم إلى حزب متشرذم كذلك فازت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن بمقعد، إلا أن حزب "الجبهة الوطنية" الذي تتزعمه واجه خيبة أمل بعد فوزه بسبعة مقاعد أخرى، بحسب أرقام وزارة الداخلية. وهذا المقعد النيابي هو الأول لمارين لوبن في الجمعية الوطنية الفرنسية بعد محاولة فاشلة في 2012. ردود الفعل إزاء "مرحلة جديدة" في فرنسا وقال كريستوف كاستانيه إن النسبة المرتفعة لإحجام الفرنسيين عن التصويت والتي بلغت 56 في المئة بحسب عدد من معاهد استطلاعات الرأي تعكس فشل الطبقة السياسية وتسلط الضوء على ضرورة تغيير الخطاب السياسي في فرنسا. فيما برر خبراء السياسة الأمر بملل الفرنسيين بعد سلسلة طويلة من عمليات الاقتراع، بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر مع الانتخابات التمهيدية لليمين.  وأضاف كاستانيه "النصر الحقيقي لم يتحقق الليلة الماضية بل سيتجلى خلال السنوات الخمس المقبلة عندما نغير الأوضاع فعليا". عادل قسطل-نسبة التجديد في الجمعية الوطنية 75 بالمئة وعلى الرغم من أن الأغلبية التي حققها ماكرون والحزب الحليف كانت أقل من تلك التي توقعتها استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات غير أن أغلبية عدد المقاعد التي فاز بها كانت كافية لإزاحة الأحزاب التقليدية الفرنسية الأساسية وتوجيه رسالة مهينة لحزبي الإشتراكي والجمهوري المحافظ اللذين تناوبا على السلطة على مدى عقود. وتسلط نسبة الإقبال المنخفضة الضوء على أهمية تعامل ماكرون بحذر مع الإصلاحات التي يريد تنفيذها في البلاد مع وجود نقابات عمالية قوية وتاريخ من احتجاجات الشوارع التي أجبرت حكومات سابقة على تعديل تشريعات جديدة. ويجسد النصر المزدوج لماكرون قي الإنتخابات الرئاسية في الشهر الماضي والإنتخابات البرلمانية أمس الأحد اندحار الطبقة السياسية القديمة. وعوّل ماكرون في تحقيق النصر على الإستياء الشعبي المتنامي تجاه النخبة السياسية واعتبارهم منفصلين عن الواقع والإحباط العام حيال فشل هؤلاء في توفير فرص عمل جديدة وتحفيز الإقتصاد لتحقيق نمو أكبر. وستنبثق عن هذه الإنتخابات جمعية وطنية تم تجديدها بعمق وتتسم بمشاركة نسائية قياسية مع إنتخاب 223 امرأة مقابل 155 في 2012 والذي كان في حينه رقما قياسيا. ويبدي البعض استياءه من هذا التغيير الكبير الذي يتجلى في وجود عدد كبير من النواب الجدد، اذ إن نصف نواب "الجمهورية الى الإمام" ينتمون إلى المجتمع المدني ولم يسبق لهم أن شغلوا مناصب بالإنتخاب من قبل. فرانس 24 / أ ف ب / رويترز   نشرت في : 19/06/2017

مشاركة :