تسعى قطر للتحايل على الأزمة الحالية ، عوضاً عن مواجهتها .. في حين أنه لن يؤدي أي تعاطف إيراني أو من أي جهة أخرى الى حل هذه الأزمة كما أن القواعد العسكرية الإضافية ، والتي يبدو أنه يحلو للبعض أن يتحدث عنها ، لا يمكن أن تكون أضخم من قاعدة ( العديد ) الأميركية العسكرية في قطر . وبالتالي لن تكون عاملاً يعتد به بحثاً عن حل للأزمة القطرية .نظام الحكم في قطر تحول الى أداة تهديد لاستقرار وأمن جيرانه الخليجيين وبقية النظام العربي ، فهو يسعى ، وبشكل علني ، عبر قناته ( الجزيرة) الإعلامية ، وأجهزته الإستخبارية والمؤسسات السياسية والإعلامية التابعة لها ، بالإضافة الى منظماته الإرهابية المتعددة ، الى إشاعة الإرهاب والفوضى بهدف إسقاط الأنظمة بمختلف أشكالها . مثلما فعل بشكل نشط في أحداث ما سماه الإعلام الغربي بالربيع العربي .لا يستطيع النظام القطري الادعاء بأنه بريء ، من تهم دعم وتمويل الإرهاب ، لأن هناك أدلة على المستوى الإقليمي والدولي تؤكد هذا الأمر . وأحد أبرز هذه الأدلة قنوات ( الجزيرة) الإعلامية التي تجند أبواقها لخدمة التخريب والعنف حيثما كان في العالم العربي ، وليس أدل على ذلك من إصرار أجهزة الدوحة على إعلان تأييدها للأعمال الإرهابية في كل من مصر والبحرين وغيرهما . وهناك تاريخ موثق لنشاط تمويل ودعم الإرهاب من قبل النظام القطري وتآمرها على أمن وسلامة الدول العربية ، وخاصة دول الخليج .ويدعي النظام القطري أنه يؤيد حركات ، الديمقراطية وحقوق الإنسان ، في حين لوكان ذلك صحيحاً لحوّل نفسه ، أي بلده ، الى نموذج للنظام الذي يدعي أن نشاطه الإرهابي يسعى لتحقيقه ، أي إقامة دولة ( ديمقراطية ) ، كما أن من يسعى لمثل هذا النظام السياسي لا يستعين بالمرتزقة ، كمستشارين ، ولا بالجماعات الإرهابية كأدوات لتحقيق ذلك ، بينما الحقيقة هي أن النظام القطري أصبح جهازاً استخباراتياً تآمرياً يهدد نشاطه أمن وسلامة دول الخليج وباقي الدول العربية. ولا يمكن الادعاء بغير ذلك .قطر تراجعت عن كف يدها عن التآمر على أمن وسلامة أشقائها الخليجيين بعد أن التزمت بذلك في أكثر من مناسبة . ووجد الخليجيون ودول عربية أخرى ، ومنها مصر ، أنه حان أوان مواجهة المخططات التآمرية وعمليات الإرهاب من مصدرها وإعلان شعار ( كفى ) أمام النظام القطري الذي يبدو أنه كان يشعر بأنه يستطيع اللعب بأمن العرب جميعاً بدون أن يتعرض للأذى طالما كانت ( قناة الجزيرة ) ترفع صوتها الوقح بمهاجمة والتحريض على النظام العربي وتحميها عن أي سعى لإسكاتها قاعدة عسكرية أميركية ضخمة ، وتحظى بمباركة قوى أصحاب مصلحة في إنهاك العرب عبر إسقاط نظمهم وإطلاق العنان للخراب والإرهاب وتهديد أمن المواطن العربي ، رغماً عن أجندة هذه القوى المتناقضة أكانت إيران أو إسرائيل أو النظام العالمي الليبرالي ، وارتفعت جرأة الدوحة على دعم الإرهاب وتهديد سلامة المواطن العربي بصعود باراك أوباما رئيساً لأميركا ، والذي كان يتعاطف مع هدف إسقاط النظام العربي في دوامة دموية اسمها ( الفوضى) التي اعتبرها المنظرون الذين التفوا حول أوباما بأنها ستكون في نهاية الأمر خلاقة ، وسلكوا سبيل التعاون مع إيران واستخدام أدوات تملكها أو تمولها قطر للوصول الى أهدافهم التنظيرية الإرهابية المدمرة للأمة العربية .أما الآن وقد وصل التصعيد في المواجهة مع إرهاب قطر ومؤامراتها الى ما وصل إليه ، فلن يكون بالإمكان التراجع عن دفع النظام القطري الى التوقف عن تآمره السري والعلني ،وذلك بالتخلي عن الأدوات الإرهابية التابعة له ، بما في ذلك عناصر في قناة ( الجزيرة) .. وأن يتم ذلك حسب برنامج زمني وأدوات رقابة يتفق عليها وتديرها أجهزة رقابة خليجية لها قوة فرض فعالة .. إذ بدون ذلك فإن أمن وسلامة المواطن والنظام العربي سيكون تحت تهديد إرهاب متواصل يؤدي في النهاية الى سقوط الجميع في هاوية .
مشاركة :