400 عائلة عراقية في بيجي تتمكن من الهروب من قبضة «داعش»

  • 10/23/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت 400 عائلة عراقية محاصرة في منطقة تل الأبيض وقرية الزويّة وقضاء الشرقاط شمال مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين من الهرب من سطوة مسلحي تنظيم داعش بعد استغلالها انشغال المسلحين بتقدم القوات العراقية في عمليات تحرير الأراضي، ووصلت إلى قضاء بيجي، الذي تمكنت القوات العراقية من تحريره قبل أيام. وقال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين جاسم محمد حسن العطية إن «الانتصارات التي حققتها القوات العراقية مدعومة بقوات العشائر في قاطع العمليات في قضاء بيجي وتطهير مناطق شمال القضاء وصولاً إلى قضاء الشرقاط، أربكت صفوف التنظيم الإرهابي الذي بدأت قيادته بالهروب إلى داخل مدينة الموصل مما أعطى دافعًا معنويًا قويًا للتقدم السريع للجيش في عمليات التحرير، هذا الأمر الذي أعطى فرصة كبيرة للعائلات المحاصرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، للهرب من سطوة المسلحين الذين كانوا يستغلون الأهالي كدروع بشرية ونفذوا بحقهم أبشع الجرائم تمثلت في قتل كثير من أبنائهم بحجة التهاون مع القوات الأمنية». وأضاف العطية: «إن أكثر من 400 عائلة عراقية كانت محاصرة ومستغلة من قبل مسلحي التنظيم تمكنت من الهرب من مناطق المسحك والزوية وقضاء الشرقاط، ووصلت تلك العائلات إلى قرية البوطعمة، حيث استقبلتها العشائر العراقية الموجودة في المنطقة وفتحت بيوتها ومضايفها لهم، وقد أعلن شيوخ المنطقة عن استعدادهم لاستقبال العائلات الهاربة من سطوة التنظيم الإرهابي». وأشار العطية إلى «أن مسلحي التنظيم الإرهابي قاموا باصطحاب عائلات أخرى من المناطق التي تم تحريرها من قبل القوات العراقية بهدف استخدامهم كدروع بشرية، وتم اقتيادهم إلى قضاء الشرقاط، فيما تستعد قواتنا الأمنية لاقتحام الشرقاط وتحرير أهلنا المحاصرين في قبضة داعش الإرهابي». وتحدث مواطنون تمكنوا من الهرب من قبضة مسلحي تنظيم داعش عن عقوبات كان ينفذها المسلحون بحق الشباب في مدن الشرقاط والموصل تبدأ بالجلد وتنتهي بالإعدام. فالملابس الضيقة عقوبتها الجلد، والبنطلون الطويل يكلف صاحبه 2500 دينار لكل قدم، وهناك قدر من الجلدات لكل أغنية على جهاز الهاتف المحمول. وقال أحد الشبان الذي تمكن من الهرب من مدينة الموصل مع عائلته إن «عملية الخروج من المدينة وعبور المناطق الخاضعة للمسلحين مرهون بموافقة ما تسمى المحكمة الشرعية وتعهدات بالعودة، وإن الكثيرين من سكان المدينة كانوا يفكرون في الهرب نتيجة الخوف من بطش المسلحين بأي لحظة ونتيجة الظروف المعيشية الصعبة والقصف الجوي». وأضاف الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه خشية البطش بمن تبقى من أقاربه في الموصل على يد المسلحين: «إن رحلة الهروب عبر الموصل محفوفة بالمخاطر التي تنتهي بالموت أحيانًا، وإن المهربين من أهالي المدينة يتعاون بعضهم مع المسلحين، وإن تكلفة رحلة الهروب من الموصل إلى خارجها تبلغ خمسة آلاف دولار». من ناحيتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير المدنيين المحاصرين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، مبينة عدم قدرة السكان المحليين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم على الوصول إلى مناطق آمنة بعيدًا عن ساحات القتال، محذرة من تفاقم الوضع الإنساني في البلاد، في ظل وجود أكثر من ثمانية ملايين عراقي يحتاجون لمساعدات إنسانية. وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير من تدهور الوضع الإنساني في البلاد بسبب التعقيد الذي شاب الأوضاع في بعض المناطق، مع استمرار القتال مع تنظيم داعش، فضلاً عن شح التمويل المالي وضعف الطاقة الاستيعابية.كما بيّن أن عدد العراقيين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية وصل إلى 8 ملايين ونصف المليون شخص، بينهم ثلاثة ملايين نازح تركوا مناطقهم بعد سيطرة «داعش» على الموصل وعدد من المحافظات والمدن الأخرى في العاشر من يونيو (حزيران) 2014، هربًا من أجواء المعارك. وأوضح التقرير أن عددًا كبيرًا من العراقيين نزح داخل محافظتي الأنبار وصلاح الدين، تزامنًا مع انطلاق العمليات العسكرية الجديدة، بسبب فقدان الأمن واشتداد المعارك لاستعادة المدن التي يسيطر عليها «داعش». يأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات أطلقتها منظمات مدنية محلية ودولية من مخاطر حلول موسم الشتاء بالعراق، واحتمالية تسجيل حالات وفاة بسبب البرد والأمطار وتأخر الحكومة في توفير الوقود للتدفئة أو الأغطية، فضلاً عن مقرات آمنة للنازحين.

مشاركة :