حنيف القاسم: اللاجئون أزمة القرن 21

  • 6/20/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، الدكتور حنيف حسن القاسم أن العالم يتجه نحو أوضاع مضطربة ويشهد تحركات غير مسبوقة من اللاجئين والمهاجرين والمشردين داخليا هربا من البؤس والفقر والصراعات. وقال إن هذه المشكلة التي اجتاحت أوروبا والشرق الأوسط أصبحت أزمة القرن الحادي والعشرين الأكثر تطورا ولا يلوح في الأفق بوادر أي حل فوري، موضحا أن آلاف البشر يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر وغادرت أملا في مستقبل أفضل وأكثر أمنا والعديد منهم يموتون خلال هذه الرحلات الخطرة في ظاهرة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية. جاء ذلك في بيان أصدره المركز بمناسبة اليوم العالمي للاجئين. وأضاف القاسم أن اليوم العالمي للاجئين للعام الحالي يعد مناسبة مهمة للوقوف متحدين مع الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أن هذا اليوم التذكاري الدولي اعتمد في عام 2001. ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك 21 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم.. وفي العام الحالي قدر عدد اللاجئين بنحو خمسة ملايين لاجئ سوري في جميع أنحاء العالم. وتعد أيضا دول كالعراق واليمن وليبيا والسودان، دول منشأ للاجئين بسبب انتشار الصراعات وازدياد التطرف العنيف. وقال الدكتور القاسم إن معظم اللاجئين لجأوا إلى بلدان مجاورة لبلدهم الأصلي.. ففي الشرق الأوسط، تستضيف بلدان المنطقة العربية واحداً من أكبر أعداد اللاجئين.. وقد وجد أكثر من مليون شخص ملجأ في لبنان، وهو البلد الذي رحب بالفعل بأكثر من خمسمئة ألف لاجئ فلسطيني.. ويوجد في الأردن ما يقرب من ستمئة وستين ألف لاجئ في حين رحب العراق بحوالي 240 ألف لاجئ ومصر بحوالي مئة وعشرين ألف لاجئ علاوة على ذلك تستضيف تركيا حاليا ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ سوري. وأوضح أنه على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، أبدت عدة بلدان أوروبية بعض الدعم لمعالجة محنة اللاجئين في المنطقة العربية. وقد اتخذت ألمانيا والسويد تدابير كافية لاستيعاب تدفق اللاجئين حيث رحبت ألمانيا بـ400 ألف لاجئ والسويد بمئة ألف، كما طالبت بلدان أخرى مثل فرنسا وهولندا بنقل اللاجئين المقيمين في مخيمات اللاجئين إلى بلدان العبور مثل إيطاليا واليونان والمجر. وقال إنه على الرغم من أن الدول الأوروبية تقدم قدرا من التضامن، إلا أن عدد اللاجئين الذين يمنحون الحماية في البلدان الغربية الغنية يشكل نسبة صغيرة جدا من السكان مقارنة ببلدان المنطقة العربية.. مشيرا إلى أن الحركات اليمينية تستخدم أزمة اللاجئين المعاصرة لإضفاء الشرعية على تطلعاتها للوصول إلى السلطة السياسية من خلال خلق أجواء كراهية الأجانب وعن طريق الخلط بين الإسلام والإرهاب. وأضاف أن العديد من الخبراء والمتخصصين في المحافل الدولية أكدوا أن هذه الأنواع من الممارسات تتناقض مع المبادئ الأساسية للإسلام والمسيحية اللذين يدعوان إلى الحب والسلام والتسامح تجاه المحتاجين وينبغي أن تتحد المجتمعات بغية التصدي إلى ظاهرة الشعبوية المنتشرة في كثير من البلدان. ودعا رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان الحكومات في الشرق الأوسط وفي الغرب إلى العمل معا لمعالجة أزمة اللاجئين التي طال أمدها، حيث تقع على عاتق البلدان الغنية مسؤولية أخلاقية لتقديم المساعدة الإنمائية للبلدان الفقيرة من أجل التوصل إلى إجراءات أكثر إنصافا لتقاسم الأعباء من أجل استضافة اللاجئين. كما دعا إلى تكثيف الجهود المشتركة للقضاء على الأسباب الجذرية التي تكرس التطرف وإلى ضرورة تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط قبل أن يتمكن اللاجئون من العودة بسلام إلى مجتمعاتهم الأصلية.

مشاركة :