دوري النجوم على موعد مع أسخن وأصعب مواسمه

  • 6/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: إذا كان هناك من يعتقد أن الموسم المنتهي كان هو الأصعب في تاريخ دوري نجوم قطر لكرة القدم بسبب صراع هبوط الفرق الأربعة وما رافقه من منافسات شرسة امتدت حتى الرمق الأخير من مسيرته فإن واقع الحال يشير إلى أن الموسم المقبل قد يكون أكثر شراسة وربما أكثر قوة وإثارة ولعدة أسباب .. وقد يكون من بين أبرز الأسباب تلك ما يتعلق بالمساعي القائمة حالياً في رحلة تجديد الصفوف من خلال سلسلة من الإضافات المهمة التي تلجأ إليها أغلب أنديتنا بحثاً عن فرصة تصعيد القدرات والارتقاء بالإمكانات إلى أفضل مستوى ممكن وهو ما يؤشر لإمكانية أن تتسع رقعة الفرق الباحثة عن التواجد في المناطق الأمامية دون أن يقتصر ذلك على ثلاثة أو أربعة فرق فقط مثلما كان الحال في الموسم الماضي خصوصاً بعد أن يتوزع لاعبو فريق الجيش المنحل على الفرق الأخرى ليشكلوا فيها إضافات في غاية الأهمية إضافة إلى إمكانية الاستعانة بعدد آخر من اللاعبين المعروضين في سوق البيع والانتقال حالياً بعد أن تم تقليص فرق الدوري إلى (12) فريقاً بدلا من (14) .. ومع أن أغلب التوقعات تذهب إلى أن فريقي السد ولخويا، اللذان سيقصان شريط بدء الصراع للموسم الجديد من خلال مباراة السوبر على كأس الشيخ جاسم، مرشحان للاستحواذ على المركزين المتقدمين مثلما فعلا في الموسم الماضي، إلا أن الأمر لن يكون سهلاً أبداً حيث يتوقع أن يعود الريان ليزاحمهما بكل قوة مثلما يتوقع أن يدخل الغرافة مجدداً دائرة هذا الصراع مع بعض الحظوظ المتوقعة لفريق أم صلال أيضاً إذا ما نجح في تعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين المهمين سواء القادمين من فريق الجيش أو من بعض الفرق الأخرى أيضاً.. كما أن من بين الأسباب الأخرى المهمة التي يمكن أن تصعد من حمى الصراع وترفع من وتيرة المنافسة هو تواجد ستة مدربين عرب في سابقة قد تكون نادرة على صعيد هذه البطولة وهو أمر قد يسهم في وضع أغلب فرقنا عند خط شروع واحد من حيث الإمكانات الفنية والتكتيكية بسبب من التقارب الكبير في قدرات هذه النخبة من المدربين مع الإشارة إلى أن مما يمكن أن يسهم أيضاً في تصعيد حدة الصراع هو الرغبة الجامحة لهذه المجموعة من المدربين العرب في مقارعة المدربين الأجانب ومحاولة إثبات قدرتهم على التفوق عليهم من خلال ما يمكن أن تقدمه فرقهم في رحلة الموسم الجديد هذا.. قوة وشراسة ومن بين المؤشرات التي ترجح إمكانية أن نشهد موسماً جديداً أكثر قوة وشراسة هو حالة الاستقرار الفني لأغلب أنديتنا على مستوى بعض المحترفين واللاعبين الأساسيين فيها حيث إن ذلك يمنح هذه الفرق فرصة الاستفادة القصوى من حالة الانسجام بين صفوف لاعبيها وبطريقة تجعلها أكثر قدرة على تقديم أفضل ما لديها.. وليس من شك طبعاً في أن تقليص عدد مباريات الدوري بسبب تقليص عدد فرقه يمكن أن يحد من ظاهرة الإرهاق التي قد تأكل من جرف الإمكانات الفنية والبدنية لبعض الفرق حتى وأن تداخل ذلك مع بطولات أخرى يتضمنها الموسم وفقاً للجدولة الجديدة المعلنة في هذا الجانب.. ولا ننسى طبعاً أن اللاعبين أنفسهم سيجدون دافعاً أكبر لتقديم أفضل ما لديهم من خلال إدراكهم لحجم المنافسة على مستوى التواجد في صفوف أنديتهم بحكم تواجد بدلاء آخرين ينتظرون فرصهم عبر الانتقالات الشتوية.. غير أن كل هذا الذي نقوله يبقى مرتبطاً بأكثر من عامل مهم من عوامل النجاح أو الإخفاق في هذا الجانب .. ولعل من بين أهم العوامل تلك ما يتعلق برحلة الإعداد التي ستبدأ قريباً عبر المعسكرات الخارجية التي هي من تؤسس لنجاح أو إخفاق الفريق وفقاً للبرنامج الإعدادي الذي يتم وضعه من قبل الجهازين الفني والإداري .. فهنا نشير إلى أن نجاح المعسكر التدريبي لأي فريق يمهد بدون أي شك لموسم ناجح له والعكس صحيح أيضاً .. وقد يكون مهما هنا الإشارة إلى أن نجاح مثل هذه المعسكرات يعتمد بدوره على جملة ثوابت مهمة جداً يقف في مقدمتها تكامل صفوف الفريق ولا سيما من خلال تواجد محترفيه في هذه المعسكرات إضافة إلى دقة وصواب اختيار المكان الأنسب لهذا المعسكر وما يمكن أن يتضمنه من برامج وخصوصاً على مستوى المباريات التجريبية الحقيقية وليست الشكلية وهنا نعني تحديداً قيمة وقوة الفرق التي سيصار إلى مواجهتها في هذه المباريات.. فوائد حقيقية وبقدر ما سيكون الفريق جاداً في معسكره من خلال البرامج التدريبية والمباريات التجريبية وتكامل الصفوف والانضباط والالتزام الكامل بكل التعليمات التي يفرضها الجهاز الفني، بقدر ما يمكن أن يجنيه الفريق من فوائد حقيقية يمكن أن تسهم فعلا في تصعيد إمكاناته والارتقاء بقدراته إلى المستوى الذي يؤهله لخوض الموسم المقبل بالصورة التي يتطلع إليها .. والأمر هذا سيكون بالتأكيد من العوامل الأساسية في تصعيد المنافسة خلال الموسم الجديد وبالتالي الارتقاء بالبطولة إلى المستوى الذي يجعلها أكثر قوة وإثارة .. غير أن الحديث هنا عن قوة الصراع المتوقع عند القمة أو قريباً منها وبمشاركة عدد غير قليل من الفرق الطامحة بالفوز بلقب الموسم الجديد لا يلغي حقيقة تواجد صراع آخر عند دائرة الهبوط الذي سيشمل فريقين هذه المرة بدلاً من أربعة .. وفي تقديرنا أن صراع القاع هذا سيبقى مشتعلاً مثلما كان في الموسم الماضي حتى مع تقليص عدد الهابطين لأن هناك أكثر من مؤشر على أن الأمر لن يكون سهلاً أبداً ليس لأكثر من فريق مرشح للانشغال فقط بمهمة البقاء وليس للمنافسة الحقيقية عند المراكز المتقدمة أو حتى في المنطقة الدافئة من الدوري.. في كل الأحوال نقول إن مايهمنا هو أن نشهد دوري النجوم وهو في أفضل حالاته وأن ترتقي فرقنا إلى المستويات التي تؤهلها لأن تكون أطرافاً فاعلة ومؤثرة وبالتالي قادرة على أن تقدم العروض التي ينتظرها الجميع.

مشاركة :