أكّد المحلل العسكري والإستراتيجي العميد بحري ركن متقاعد، عمرو العامري؛ لـ "سبق"، أن خطورة الهجوم الإيراني باستهداف المنصّات والحقول البترولية التي يقع جزء كبير منها في الخليج العربي تأتي لمحاولة المساس بالاقتصاد السعودي الذي يعتمد بشكل رئيس على مداخيل الغاز والنفط. وأضاف: إن هذا الهجوم يهدف، أيضاً، إلى إحداث البلبلة في أسواق النفط العالمية والدفع بدولة قطر وإيران إلى تعويض هذا النقص فيما لو نجح هذا الهجوم، إضافة إلى محاولة صرف أنظار العالم عن الخلاف الرئيس مع دولة قطر ورعايتها ودعمها لرموز الإرهاب، وكذلك تشتيت قدرات المملكة الدفاعية. وقال العامري "يقع حقل المرجان ضمن مناطق البترول السعودية المغمورة، إضافة إلى حقول السفانية والظلوف ومنيفة وأبي سعفة وحقول نفطية أخرى، مبيناً أن حقلَي المرجان والظلوف يقعان تحديداً في شمال الخليج العربي، واكتُشف حقل المرجان عام 1967، وبدأ إنتاجه النفطي عام 1973، إضافة إلى إنتاج الغاز الطبيعي وقدّرت احتياطياته النفطية حين اكتشافه بـ (2.31) بليون برميل من النفط الخام. وأوضح أن هذه المحاولة تعد نوعاً من أنواع الحرب، إضافة إلى أنه تهديد لعصب الاقتصاد السعودي، وتعريض هذه المنطقة الملتهبة إلى مزيد من التصعيد الذي ستمتد آثاره وتنعكس على أسواق البترول العالمية وعلى السلم والأمن العالميين. وبيّن: "أعتقد أن المملكة لن تتوقف عند ردعها الهجوم الإيراني فقط، لكنها ستصعّد الموضوع سياسياً على المستوى الدولي"، مشيراً إلى أن التصدّي لهذاء الاعتداء أكّد قدرات المملكة الدفاعية ويقظة أبناء القوات المسلحة في البر والبحر وتحت كل الظروف. واختتم بقوله: "هذا الهجوم يؤكّد مرة أخرى على أن إيران هي مصدر للتوتر في المنطقة؛ ذلك بإرسالها زوارق مزوّدة بالمتفجرات وفي توقيت كهذا التوقيت، ثم محاولة الادعاء أن الموضوع هو موضوع صيادين، رغم أن المنطقة ليست من مناطق صيد، ورغم أن الزورق الذي تمّ القبض عليه محمّل بالمتفجرات".
مشاركة :