في لندن هاجم رجل بعربة صغيرة مجموعة من المسلمين، ما أدى إلى وفاة شخص وجرح الكثيرين. هذه الجريمة هي خيانة للمُثل الأوروبية، كما اعتبر كيرستن كنيب في تعليقه التالي الذي اعتبر فيه الفِعلة من الناحية السياسية عملا غبيا. سائق عربة الشحن الصغيرة الذي دهس مجموعة من المسلمين الذين كانوا يغادرون لتوه مسجدا يبدو أنه مسرور بفعلته. "قمت بالجزء الذي يتوجب علي"، هتف حسب شهود عيان بعدما غادر سيارته. الجزء الذي قام به هو هجوم جبان على أشخاص عزل مسالمين أنهوا في تلك الأثناء الصلاة. ما الذي أراده الجاني؟ الواضح فقط هو أنه جلب نفسه لفعل أغبى جريمة وأكثرها ضررا يمكن التفكير فيها أصلا أي الهجوم على أعضاء مجموعة ـ يعني الهجوم على أناس لا يتعدون أن يكونوا أعضاء مجموعة. في هذه الحالة كانوا جميعهم مسلمين. جريمة كراهية رخيصة وهي هجوم غير محسوب وبالتالي هجوم لا سياسي بعيد عن جميع المقاييس الحضارية. فِعلة بمستوى "داعش" وهذا يعني أنها فعلة مثل التي تقوم بها بلطجية العصابة الإرهابية "داعش" في السنوات والشهور والأسابيع الماضية في كل مرة. جرائم تبحث عن مثيلاتها في الجبن والسخرية. تنظيم "داعش" يعرض مقاييس أخلاقية وسياسية متدنية بشكل لا يمكن تصديقه، وبالتالي فإن الأعمال الإرهابية مثل ما حدث في لندن ليس فقط كارثة أخلاقية بل حضارية أيضا، لأن من يتصرف مثل المهاجم بعربته الصغيرة يتحرك في المستوى نفسه مثل تنظيم "داعش": أي مستوى المجرمين الصغار وذوي المصائر الفاشلة ـ رجال شباب غير قادرين على التحكم في الذات ولا على الإنتاج داخل المجتمع. المخزون البشري لدى "داعش" يتكون من خاسرين غاضبين على مستوى العالم والذين تجد رغبتهم في التدمير والقتل شرعنة لأعمالهم من طرف أصحاب الدعاية لتنظيم "داعش" بشعارات بسيطة. ولا يحق لأوروبا المتحضرة أن تفعل مثل ما يقومون به. كيرستن كنيب ما هي أوروبا؟ ما هي أوروبا؟ نعم صحيح هي قارة لها ماضي دموي. لكن أيضا على كل حال قارة الحضارة. إنها منطقة في العالم تتحمل كل الأخطاء الفظيعة ـ هنا نذكر العراق 2003 ـ التي ارتكبتها في الشرق الأوسط وفي الماضي القريب تراجع نفسها في كل مرة وتواجه الانتقاد وتريد استنتاج العبرة من ذلك حتى في المعنى الأخلاقي. الاستحقاق الأوروبي مرتفع ويجب أن يعني التحاور وليس تبادل الضرب، وبالأحرى عدم ترهيب الآخرين بدوافع الكراهية. قد تكون هذه صورة جميلة؟ ربما. ليس من فراغ أن تكون أوروبا، كما يظهر في هذه السنين المنطقة المحبوبة سياسيا وحضاريا، فالناس يأتون إليها من كل جهات العالم. وعلى هذا الأساس أيضا يكون اعتداء لندن مقززا، لأنه يدمر المقاييس الأوروبية. نسف جميع مخططات "داعش" وليس هذا وحده، فمن يقود سيارة شحن لدهس مجموعة من المسلمين يجعل نفسه مساعدا لتنظيم "داعش" الذي يراهن على التفرقة بين المسلمين وغير المسلمين وتحريضهم ضد بعضهم البعض. مسلمون يشعرون بأنهم مرفوضون، وهذا هو الحساب، يرتمون في حضن الأصولية وربما الجهادية ـ ودوامة العنف قد تزداد دورانا. وكرد فعل على جرائم الكراهية في الفترة الأخيرة يكون جوابا واحدا مناسبا: وهو الذكاء الأوروبي والتعقل. والباقي تتولاه اليد الصارمة للدولة. كيرستن كنيب
مشاركة :