أصبحت الأراضي السورية منذ أن قمع ثورتها الطاغية بشار الأسد ،ميداناً لمواجهة قوى دولية عديدة، واقليمية أيضاً،فيما يعرف بالحرب على الارهاب. في سياق التقرير التالي نلقي الضوء على ابرز القوى التي تحارب فوق الأرض السورية: قوات النظام يتراوح عدد المقاتلين الموالين للنظام السوريما بين 150 الفًا ومئتي الف عنصر. وتعد قوات الدفاع الوطني، التي نشأت العام 2012، وتضم في صفوفها تسعين الف مقاتل، ابرز مكونات الفصائل الموالية. ويضاف الى الفصائل المحلية، مقاتلون من لبنان وايران والعراق وافغانستان. ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني الذين يتراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة آلاف وثمانية آلاف، المجموعة الابرز بين هؤلاء. مقاتلو المعارضة رغم أن تسمية “ الجيش الحر ” تتكرر على لسان الناشطين وبعض القياديين المعارضين، الا ان هذا الجيش الذي تشكل في بداية النزاع خصوصًا من منشقين عن الجيش السوري، ثم من مدنيين حملوا السلاح لاسقاط النظام، لم يعد له وجود ككيان مستقل. وفشلت محاولات توحيد قراره وايجاد هيكلية له تارة تحت مسمى هيئة الاركان وطورًا تحت مسميات اخرى. وتعددت الفصائل المقاتلة بتسميات لها غالبًا طابع اسلامي مع تنوع مصادر تمويلها، التي هي اجمالاً تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الجهات الخليجية. حركة احرار الشام ابرز الفصائل الاسلامية في سوريا،أنشئت في العام 2011 وتعد جماعة سلفية تتلقى دعماً تركياً وخليجياً، بحسب محللين. تتواجد بشكل رئيسي في محافظتي ادلب وحلب. جيش الاسلام الفصيل الابرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق مجموعة من الكتائب والفصائل الصغيرة التي لا تحصى. وتسيطر الفصائل المقاتلة المعارضة والاسلامية ومعها جبهة فتح الشام (القاعدة سابقا)، على 12 في المئة من سوريا، وفق الباحث في الجغرافيا السورية فابريس بالانش. جبهة فتح الشام في يوليو 2015 اعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، وغيّرت اسمها الى جبهة فتح الشام ويقودها ابو محمد الجولاني. وفي بداية العام 2017، واثر اقتتال داخلي بينها وبين فصائل اسلامية اخرى منها حركة احرار الشام في ادلب (شمال غرب)، اختارت جبهة فتح الشام ان تحل نفسها لتندمج مع فصائل اسلامية اخرى تحت مسمى “ هيئة تحرير الشام ” . تنظيم داعش يضم التنظيم الذي يتزعمه ابو بكر البغدادي منذ انطلاقه في العام 2013، آلاف المقاتلين. وهو المجموعة المسلحة الاكثر ثراء والاكثر وحشية في سوريا. اعلن في يونيو 2014 اقامة “ الخلافة الاسلامية ” في المناطق الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق. وانضم نحو ثلاثين الف مقاتل اجنبي الى صفوفه في البلدين. المقاتلون الاكراد بعد معاناتهم على مدى عقود من سياسة تهميش حيالهم، تصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيًا من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة إدارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق في شمال البلاد. وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، دعم التحالف الدولي، الذي يعتبرها الاكثر فعالية في قتال تنظيم داعش. ويريد الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث في شمال وشمال شرق سوريا، الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق. تركيا لا تزال تحتفظ بدور بارز، وهي التي بدأت في اغسطس الماضي عملية عسكرية بمشاركة فصائل معارضة في شمال سوريا ضد تنظيم داعش والمقاتلين الاكراد على حد سواء. وبعد ما يقارب ست سنوات من الاختلاف، عملت انقرة وموسكو سويًا خلال الاشهر الماضية في مساعٍ للتوصل الى حل للنزاع في سوريا. وترعى تركيا الى جانب روسيا وايران المحادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في أستانة. التحالف الدولي تشارك فيه دول عدة غربية وعربية بقيادة واشنطن. وينفذ منذ صيف 2014 غارات جوية مكثفة ضد الجهاديين في سوريا. ومن ابرز الدول المشاركة فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية والاردن والامارات والبحرين وكندا وهولندا واستراليا. ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية بالغارات الجوية والسلاح والمستشارين على الارض ضد تنظيم داعش.
مشاركة :