أشياءٌ صغيرة وأحلام بسيطة، كنا نُدوِّنها ونرسمُها في دفاتر المدرسة، أو نخبئها بين زوايا الذاكرة... وكم حكايةٍ أو شخصيةٍ حقيقية أو خيالية - واقعيةٍ أو حتى كارتونية - رسَخت فينا منذ الصغر وصاحبتنا حتى الكبر، بل ربما أثرت فينا ولونت مواقفنا وقراراتنا بالإيجاب وربما بالسلب!«الراي» سألت أهل الفن والإعلام - في هذه الدردشة الرمضانية - عما بقي في وجدانهم من حكايات الطفولة، وكيف يرونها حالياً... وهل يستشعرون تأثيرها في قراراتهم، أم تراهم يحاولون الانفلات من قبضتها؟!الفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم حلّت ضيفةً على هذه الزاوية، لتتصفح معنا دفاتر ذكرياتها وأسرار طفولتها... والتفاصيل في هذه السطور:• في البداية، نود التعرف على فاطمة عبدالرحيم... الطفلة والمراهقة؟- في طفولتي كنتُ مصدراً للإزعاج والبكاء، ففي كل مكان أبكي وأصرخ بشكل مفرط ومبالغ فيه، حتى لو كنت في البيت أو بمدينة الألعاب أو غيرهما، لكننّي وبالرغم من ذلك لم أكن شقية أو فوضوية ولم أكن أؤذي والدتي على الإطلاق، بل كنتُ مسالمة إلى أبعد الحدود. أما في سن المراهقة فقد تبدلت حالي كثيراً بعد أن هدأت عواصف جنوني وسادت السكينة في نفسي.• في رأيك، هل كانت الحياة في السابق وقبل ظهور «السوشال ميديا» أفضل من الآن؟- «السوشال ميديا» غيرت أمور ومفاهيم كثيرة للغاية، لاسيما في ما يخص العلاقة بين الفنان والصحافة على سبيل المثال، إذ كان التواصل بينهما وقتذاك أقوى بكثير من الآن، على عكس ما آلت إليه الأمور في الوقت الحالي، حيث تشهد تلك العلاقة تراجعاً ملحوظاً، كما قل حرص الممثل أو الفنان عامة على حضور الفعاليات والمهرجانات التي تقام بين حين وآخر، بعد أن صار كل شيء يبث في تلك المواقع أولاً بأول، كما لا نغفل دور «السوشال ميديا» في انتشار الفنان بشكل سريع، فضلاً عن أنها فتحت له آفاقا جديدة، على غرار مشاركته كوجه دعائي للإعلانات التجارية والمعارض والماركات وغيرها.• هل سبق أن شاركتِ في مواقع التواصل باسم مستعار؟- ليس لديّ اسم مستعار، فأنا أعتبر نفسي متأخره في عالم «السوشال ميديا»، إلى حد أنني عندما أنشأت صفحتي الخاصة في «الانستغرام» لم أتمكن من تثبيت اسمي على جدرانها.• ما الشخصية الكارتونية أو الخيالية التي تعلقتِ بها في طفولتك؟- أنا من جيل المحظوظين في ما يتعلق بالمسلسلات الكارتونية، إذ تعلقتُ بالكثير من الشخصيات، منها «فلونة» و«عدنان ولينا» و«سالي»، «ساسوكي» و«هايدي» و«توم آند جيري» وغيرها الكثير.• وماذا عن برنامج الأطفال التربوي «افتح يا سمسم»؟- لا أحبه، لأنه كان يعرض في آخر الفقرات الخاصة ببرامج الأطفال، ومن بعده لا بد أن أعكف على حل الواجبات المدرسية.• حسناً، ما نوعية الألعاب المفضلة بالنسبة إليك؟-كنت أحب لعبة «الخشيشة» ولعبة «الصييدة»، إلى جانب لعبة «محبة رفيعة».• ماذا عن لعبة «محبة رفيعة» هذه؟- هي لعبة شعبية تعتمد على الركض والوقوف على المرتفعات لتحصين نفسي، فمثلاً إذا وقفت على عتبة البيت أو فوق تلة صغيرة لا يمكن لأحد أن يقبض عليّ، وبذلك لن أكون خاسرة، إلا إذا نزلت من ذلك المرتفع وأمسكوا بي على الأرض.• وماذا عن الدمى والعرائس المحببة لدى الأطفال... أم أنها لا تستهويك؟- أحب دمية «باربي» وما زلت أحتفظ بها، حتى بعد أن كبرت وأصبحت امرأة ناضجة.• تحب المرأة أن يذكرها الناس بعيد مولدها، فيما تتجاهل من يُذكرها بعمرها، فهل أنتِ من هذا النوع؟- هذه المقولة تنبطق عليّ تماماً.• كم عمرك حالياً؟- (ضاحكة): لا أحب أن أقول.• في أي سن بدأتِ الصوم في رمضان؟- بدأت الصوم منذ أن كنت طفلة في المرحلة الابتدائية، لكن صيامي كان مختلفاً عن غيري وقتذاك، إذ إنه كان يقتصر على نصف النهار فقط باستثناء أيام العطل فإنني كنت أصوم النهار بطوله.• هل تتذكرين أول «علقة ساخنة» أخذتها في حياتك؟- «وايد انطقيت»، فقد أكلت الضرب المبرح مراراً ولأتفه الأسباب، «حتى لو على نصف درجة ناقصة كانت عيني ما تشوف إلا النور»، وإلى جانب العقاب، حرمان أيضاً من الخروج مع زملائي الطلبة في الرحلات المدرسية.• ما أهم هدية تلقيتها؟- لا شك أن هدايا أمي وأولادي سواء بمناسبة أو من دون مناسبة لها أثر كبير عليّ، كما أنني ما زلت أحتفظ بالبطاقات التي تصلني مع الهدايا منذ سنوات طوال.• ما الأشياء التي فعلتها في السابق وندمتِ على فعلها الآن؟- لست نادمة على شيء «والحمد لله»، بل إن العكس هو الصحيح، فأنا تعلمت من كل شيء سلبي في حياتي، وحولتُ السلبيات إلى إيجابيات.• من الشخص الذي كان له بالغ الأثر في توجيهك؟- هم أشخاص كثيرون لا شخص واحد، منهم المخرج بسام الذوادي الذي علمني أسس الفن السابع وجذبني إليه، إلى جانب المخرج محمد القفاص الذي علمني الدراما التلفزيونية والمسرح، عطفاً على من غرس فيّ حب الفن والعمل وهو المخرج علي العلي.• ما هو الشيء الذي لا نعرفه عن فاطمة عبدالرحيم؟- أنا كما أسلفت في مستهل الحوار، إنسانة مسالمة جداً لا أحب القيل والقال، كما أن الشيء المزعج أحاول قدر الإمكان الابتعاد عنه بهدوء. المهم هو وجود أمي وأولادي الذين أعتبرهم مثل الأوكسجين في حياتي.
مشاركة :