محمد النشمي لـ «الراي»: كنتُ أصوم... اليوم بدينار! - فوانيس رمضان

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أشياءٌ صغيرة وأحلام بسيطة، كنا نُدوِّنها ونرسمُها في دفاتر المدرسة، أو نخبئها بين زوايا الذاكرة... وكم حكايةٍ أو شخصيةٍ حقيقية أو خيالية - واقعيةٍ أو حتى كارتونية - رسَخت فينا منذ الصغر وصاحبتنا حتى الكبر، بل ربما أثرت فينا ولونت مواقفنا وقراراتنا بالإيجاب وربما بالسلب!«الراي» سألت أهل الفن والإعلام - في هذه الدردشة الرمضانية - عما بقي في وجدانهم من حكايات الطفولة، وكيف يرونها حالياً... وهل يستشعرون تأثيرها في قراراتهم، أم تراهم يحاولون الانفلات من قبضتها؟!الكاتب محمد النشمي حلّ ضيفاً على هذه الزاوية، ليتصفح معنا دفاتر ذكرياته وأسرار طفولته... والتفاصيل في هذه السطور:● في البداية، نود التعرف على محمد النشمي قبل الشهرة والأضواء... فكيف كنت وقتذاك؟- أنا إنسان حسّاس وعاطفي و«بيتوتي»، تكمن سعادتي بين صحائف القصص التي أكتبها، إلى جانب أفلام الرعب التي أهوى متابعتها بشغف كبير.● هل لا تزال تتواصل مع أصدقاء الطفولة، أم غيرتك السنين بعد ما أصبحت كاتباً ناجحاً؟- الشهرة لم تغيرني على أصدقائي، بل إن العكس هو الصحيح، حيث غيرت بعضاً من أصدقائي عليّ، لاسيما أن هناك من لا يتقبل أن يكون صديقه شخصية معروفة لدى الناس.● يعيش أغلب الكتّاب حياتهم في عزلة عن الناس، فهل أنت كذلك؟- قطعاً، ولعل أسرتي وأصدقائي والمحيطين بي يتفهمون حاجتي إلى العزلة في بعض الأوقات، لكي أنفرد ببنات أفكاري وبالكتابة، لكن للأسف فإن العزلة تجعل الكاتب معرضاً للعديد من الأمراض النفسية على غرار مرض الاكتئاب المزمن.● ما هو أول نص ألفته في مشوارك؟- كان نصاً كوميدياً ما زلت أذكر عنوانه المضحك لكننّي لن أكشف عنه ( ضاحكاً)، إذ كتبته وأنا في سن صغيرة وكنتُ سأقوم بتصويره أنا وأصدقائي في المدرسة لولا حدوث بعض الأمور التي حالت دون تصويره. فمنذ الطفولة كانت شخصية الكاتب مزروعة فيّ.● من وجهة نظرك، هل كانت الحياة قبل ظهور«السوشال ميديا» أفضل من الآن؟- سهولة التواصل تقتل الشوق، وهذا ما تجلى واضحاً في السنوات الأخيرة الماضية، فمن وجهة نظري أنا أرى أنه لم يعد هناك شعور بالاشتياق نشعر به تجاه الآخرين، منذ ظهور «السوشال ميديا»، فعلى سبيل المثال إذا اشتقت لأي شخص الآن يمكنني ببساطة أن أراه وأتواصل معه في موقع «سناب» أو غيره. وهذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة إلي، لأن الاشتياق حس جميل يجب ألا نفقده.● هل سبق أن شاركت في مواقع التواصل باسم مستعار؟- كان لديّ «سناب» وهمي، لكننّي أهملته منذ سنوات طوال.● حسناً، في أي سن بدأت الصوم في رمضان؟- بدأت الصوم في سن صغيرة جداً، منذ أن كنت في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي على ما أظن، وذلك لأنني كنتُ أتقاضى ديناراً واحداً من الوالد عن كل يوم أصومه في شهر رمضان، وفقاً للاتفاق المبرم بيننا (يضحك).● حدثنا عن صولاتك وجولاتك في «القرقيعان»؟- الجولات كثيرة ولا تعد، ففي الصغر «كنا نقرقع مع ربعنا في فريجنا القديم بالفيحاء»، وما زلت أتذكر تلك البيوت التي نختارها بعناية بالغة ونذهب إليها خصيصاً لأن أصحابها كانوا يضعون بعض النقود في كيس القرقيعان.● ما المواقف التي لا تمحى من ذاكرتك؟- ربما أن عملي مع بعض النجوم الكبار من طراز الفنانة حياة الفهد والفنانة هدى حسين وغيرهما، جعلني أشعر بشيء غريب جداً في داخلي، وهو أنني حين ألتقي هؤلاء النجوم لدواعي العمل، أنسى تماماً أنني ترعرعت على مشاهدة أعمالهم الجميلة، فتجدني أجلس معهم بشخصية الكاتب لا المعجب. لكن فور مغادرتي المكان تنتابني رهبة اللقاء، وأقول في نفسي: «كيف استطعت أن أجلس مع هذه الفنانة الكبيرة، وأتناقش مع تلك بكل بساطة وبمنتهى الثقة؟!».● ما أهم الشخصيات الرياضية أو الفنية أو الإعلامية التي كان لها بالغ الأثر في نفسك؟- لا شك أنه الفنان عبدالعزيز المسلم، بسبب عشقي لمسرح الرعب الذي يقدمه، فمنذ طفولتي وأنا أحرص على حضور أعماله ولغاية يومنا هذا، إلى حد أنني عندما أحضر مسرحياته في الوقت الحالي أشعر بأنني عدت طفلاً من جديد.● حدثنا عن سنوات الطفولة والشخصيات الخيالية والكارتونية التي تعلقت بها؟- لم أكن متاثراً بالشخصيات الكارتونية في طفولتي، إذ كان عقلي يسبق سني بشكل مخيف، فقد كنت أهوى مشاهدة أفلام الرعب ومسرحيات الكبار.● ماذا كانت هوايتك المفضلة في تلك الفترة؟- في طفولتي كنت أحب التمثيل وتقديم البرامج، إلى جانب الكتابة طبعاً، وقد مارست هواياتي في المدرسة، حيث كنت رئيس فريق الإذاعة المدرسية والنشاط المسرحي.● هل كنت طالباً مجتهداً ومتفوقاً في المدرسة أو أنك لجأت إلى الغش في الاختبارات؟- كنت متفوقاً، لكن مع تقدمي في السن واكتشافي لهوايتي أو موهبتي وهي الكتابة، أضحى من الصعب عليّ التفوق في المجالين، حتى تراجعت في المستوى الدراسي ومع ذلك لم أغش، لكننّي اضطررت إلى دخول الجامعة الأميركية، التي حصلت من خلالها على شهادة البكالريوس في الإعلام.● ما هي الأشياء التي فعلتها في الماضي، وندمت عليها الآن؟- كنتُ أتاثر كثيراً عندما أقرأ هجوماً أو تجريحاً يكتب ضدي في المواقع الإعلامية، و كان ذلك يؤثر في أدائي في العمل كوني حساساً جداً، غير أنني الآن وبعد مرور 13 عاماً على وجودي في هذا المجال، أصبحت لديّ درع فولاذية ضد النقد الجارح.● ما أسوأ قرار اتخذته في حياتك؟- لغاية الآن لم أتخذ قراراً سيئاً والحمد لله، ولا أتمنى أن يحدث ذلك على الإطلاق● من هو أطيب شخص قابلته؟- أنا بصراحةٍ أطيب شخص قابلته في حياتي.● في الختام، ما الشيء الذي لا نعرفه عن محمد النشمي؟- محمد النشمي طفل في جسد رجل يملك عقلاً يسبق عمره بسنوات طوال. دمه خفيف عكس الانطباع الجاد الظاهر في شكله الخارجي، وطيب إلى حد يشعر الشخص المقابل بالخجل من نفسه، هذا ما أسمعه دائماً عني!

مشاركة :