كشف إعلامي سعودي، انشغال قطر في «إصلاح» صورتها عبر الاستثمار المالي في مؤسسات رأي أمريكية متعدّدة، من بينها «كيسنجر أسوشيايتس» التي يملكها وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كيسنجر، كما هي معروفة ب«مكتب الاستشارات الغامض»، بحسب وصف الصحفي السعودي حسين شبكشي. وفي مقاله في صحيفة «سعودي غازيت»، يلفت الإعلاميّ النظر إلى أنّ المكتب يضمّ العديد من المسؤولين الحكوميين السابقين من ذوي التأثير في مجالاتهم. ولهذا السبب، كسبت الشركة مع مرور الوقت وزناً كبيراً ومؤثراً بدوره في أروقة صناعة القرار داخل الولايات المتحدة.ومنذ زمن ليس بطويل، تعاقد المكتب مع دولتين من العالم العربي لتبييض صور زعمائها، وتقديمهم كأدوات «استراتيجية» لواشنطن. نظام علي عبد الله صالح في اليمن كان أول من لجأ إلى الشركة بعد تعرّضه لخضة كبيرة، إثر هجوم إرهابي شنّه تنظيم القاعدة ضد المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» مسفراً عن سقوط عدد من الإصابات. واعتقد صالح حينها أنه يجب التحرك للاتصال بالمجتمع اليهودي المؤثر من ذوي الأصول اليمنية في «إسرائيل» لفتح قناة تواصل مع مكتب الاستشارات لتقديم نفسه كشريك موثوق به لمكافحة الإرهاب. ويوضح شبكشي أنّ الفكرة المقترحة لاقت قبولاً من إدارة كلينتون بذريعة محاربة العمليات الإرهابية. أداة جديدة لفوضى خلاقةالدولة الثانية التي لجأت إلى خدمات «كيسنجر أسوشيايتس» كانت قطر. فبعد انقلاب حمد بن خليفة ضد والده، أدرك حمد أنه يجب أن يحمي نفسه من جميع مناوئي الانقلاب «الغادر»، وبدأ يروج لنفسه على أنه «مستعد» ليكون «الأداة الجديدة لفوضى خلّاقة»، ويكون محمياً بواسطة القاعدة الأمريكية في قطر. وأصبح الطرح اليساري الثوري العام واحداً من شعارات قناة الجزيرة التي أطلقها، مع ما رافق ذلك من طموحات حملها الانقلاب واجتازت حدود دولته الصغيرة والمتواضعة.القرضاوي.. نجم «الجزيرة»بالرغم من هذا، استُخدمت تلك القناة كمنصة لجميع التوجهات الانشقاقية في مختلف دول العالم العربي. وفي الوقت نفسه، عرضت الجزيرة برنامج «الشريعة والحياة» الذي هو دينيّ في ظاهره، لكنه في واقع الأمر روّج للإسلام السياسي بحسب رؤية الإخوان المسلمين، وجعل من المدافع المثير للجدل عن الفتاوى الإرهابية يوسف القرضاوي نجماً. وبحث الأخير عن الشرعية، وطمح إليها منذ زمن طويل، كما يكتب شبكشي. لقد كانت أيضاً «الخلطة الشيطانية» التي أنتجت التحركات الواسعة وأطلقت الإرهاب تحت مسمى المقاومة في دول مثل ليبيا والعراق ومصر وتونس.عندما غضب النظام الانقلابيلقد كانت قطر على دراية تامة بهذه المقاربة التي خدمت بالضبط ما يحصل في المنطقة، ويتوافق مع المفكرة السياسية لإدارة أوباما وكلينتون. كان ذلك حتى قيام التحركات الثورية في مصر، ونزول الملايين إلى الشارع لإطاحة نظام محمّد مرسي، مع دعم السعودية والإمارات والبحرين. هذا التغيير في مصر أغضب النظام الانقلابي في قطر. ومع ذلك، أُجبر حمد على تسليم السلطة الرسمية لابنه بعدما ظهرت إلى الواجهة أدلة تدينه لتورطه في دعم الإرهاب. ويشير شبكشي إلى أنّ الحاكم الحالي لقطر تابع الدعم نفسه للإرهاب، وقد تمّ كشف سياساته أمام أعين الملايين عبر الأحداث الأخيرة، وأجندته «الخبيثة». لقد غرقت قطر في مستنقع الفضيحة، ولن يتم إنقاذها إلا بيقظة شعبها الذي يشعر بالخزي ممّا يحدث حالياً، لكنّه لا يجرؤ على الكلام خوفاً من السجن، أو من تجريد المعارضين من جنسيتهم. وهذا بالفعل ما حصل مع الآلاف في وقت سابق. ولخّص الإعلاميّ حالة الدوحة بجملة أخيرة كاتباً: «لقد غرقت قطر في العطب، وستنتهي في التاريخ بعار عظيم». (وكالات)
مشاركة :