الجيش العراقي يحاصر مقاتلي «داعش» في الموصل القديمة

  • 6/21/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الجيش العراقي إنه يحاصر المدينة القديمة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الموصل اليوم (الثلثاء) بعدما سيطر على منطقة تقع إلى الشمال منها. وجاء في بيان للجيش أن الفرقة المدرعة التاسعة سيطرت على حي الشفاء على الضفة الغربية لنهر دجلة. ويعني سقوط حي الشفاء أن القوات الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة أصبحت تحاصر المدينة القديمة الواقعة في الشطر الشرقي من الموصل. وكانت القوات العراقية بدأت أول من أمس اقتحام المدينة القديمة في الموصل الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في هجوم تأمل أن يكون الأخير ضمن حملة مستمرة منذ ثمانية أشهر لانتزاع السيطرة على معقل التنظيم المتشدد. والمدينة القديمة هي آخر معقل تحت سيطرة المتشددين في الموصل التي كان التنظيم يعتبرها عاصمته في العراق. وقال المبعوث الأميركي للتحالف الدولي الذي يقاتل التنظيم بريت مكجورك على «تويتر» إن «القوات العراقية اقتحمت في وقت مبكر هذا الصباح الموصل القديمة، الحي الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة... نحن فخورون بالوقوف معهم». وتتكون المدينة القديمة المكتظة بالسكان من أزقة ضيقة حيث يجري القتال عادة فيها من منزل إلى منزل. وتقول الأمم المتحدة إن حوالى مئة ألف مدني ما زالوا محاصرين هناك في ظروف مروعة مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى مستشفيات. وقالت «لجنة الإنقاذ الدولية» في بيان «سيكون هذا وقتاً مروعاً لحوالى مئة ألف شخص ما زالوا عالقين في مدينة الموصل القديمة... يواجهون الآن خطر أن يحاصرهم القتال الضاري المتوقع أن يجري في الشوارع». وقال قائد قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» التي تقود الهجوم، الفريق عبد الغني الأسدي، إن «هذا آخر مسلسل» في الحملة لاستعادة الموصل. ويقدم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة دعماً جوياً وبرياً للحملة. وقال مراسل تلفزيوني، إن ضربات جوية عدة خلال النهار استهدفت مجمعاً طبياً يقع إلى الشمال مباشرة من المدينة القديمة بمحاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة. وتوجهت مركبات مدرعة نحو جبهة القتال شمال المدينة القديمة فيما يمكن سماع دوي القصف والأعيرة النارية. ولا يزال جزء من المجمع الطبي الذي يضم أكبر مستشفيين في الموصل خاضعاً لسيطرة المتشددين إذ يستخدمون مبانيه مواقعاً للقناصة. وقال هشام الهاشمي الذي يقدم استشارات لعدد من حكومات الشرق الأوسط عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، إن قائد العمليات الأمنية للتنظيم في المدينة القديمة كنعان جياد عبد الله أبو آمنة قُتل في اشتباكات دارت في الصباح. وكانت الحكومة العراقية تأمل في البداية أن تستعيد الموصل بنهاية 2016 لكن الحملة استغرقت وقتاً أطول مع اختفاء المتشددين بين المدنيين. ويستخدم تنظيم «الدولة الإسلامية» السيارات والدراجات النارية المفخخة والشراك الخداعية ونيران القناصة وقذائف «هاون» لمواجهة القوات العراقية. وقالت «لجنة الإنقاذ الدولية» إن «مباني المدينة القديمة معرضة على نحو خاص للانهيار حتى لو لم يتم استهدافها مباشرة ما قد يؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين أكثر من المئات الذين قتلوا حتى الآن في الغارات الجوية التي وقعت في باقي أنحاء المدينة». وقال اللواء معن السعدي من قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» إننا «نحاول أن نكون حذرين جداً مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لتجنب سقوط ضحايا بين صفوف المدنيين». * قتال شوارع وقتل مئات المدنيين قرب خطوط القتال الأمامية في الأسابيع الثلاثة الماضية بينما كانوا يفرون من المدينة القديمة إذ لم تتمكن القوات العراقية من تأمين ممرات خروج لهم. وقال العقيد سلام فرج من الجيش العراقي: «نتوقع أن تقوم آلاف العوائل بالهروب من المدينة القديمة واتخذنا الترتيبات كافة لإخلائهم من خطوط القتال الأمامية». وقالت الأمم المتحدة الجمعة الماضي إن قناصة من «داعش» يطلقون النار على عائلات تحاول الفرار سيراً على الأقدام أو بالقوارب عبر نهر دجلة ضمن تكتيك للإبقاء على المدنيين دروعاً بشرية. ويعتقد الجيش العراقي أن عدد مقاتلي «داعش» في المدينة القديمة لا يتجاوز 300 انخفاضاً من حوالى ستة آلاف حينما بدأت معركة الموصل في 17 تشرين الأول (أكتوبر). وقال الناطق باسم «جهاز مكافحة الإرهاب» صباح النعمان لقناة «الحدث»، إن العملية ستركز الآن على قتال الشوارع وسيكون استخدام الضربات الجوية والمدفعية محدوداً إذ أن المنطقة كثيفة السكان والمباني متهالكة. واستعادت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في كانون الثاني (يناير) ثم بدأت بعد ذلك بشهر هجوماً على الجانب الغربي الذي يتضمن مدينة الموصل القديمة. وسقوط الموصل سيمثل فعلياً نهاية النصف العراقي من دولة «الخلافة» التي أعلنها زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي في خطبة ألقاها في «جامع النوري» قبل ثلاث سنوات وتضم أجزاء من العراق وسورية. ويتقهقر التنظيم أيضاً في سورية خصوصاً في مواجهة تحالف يقوده الأكراد مدعوم من واشنطن. والرقة المعقل الرئيس لـ «داعش» في سورية محاصرة تقريباً. وترك البغدادي أمر القتال في الموصل والرقة للقادة الميدانيين ليفر إلى المنطقة الواقعة على الحدود بين العراق وسورية. وقتلت الضربات الجوية الأميركية عشرات من قادة التنظيم خلال العامين الماضيين وبينهم أبو عمر الشيشاني وهو قيادي عسكري كبير وأبو محمد العدناني مسؤول الدعاية وأبو علي الأنباري وهو قيادي إداري بارز في التنظيم. وتشير التقديرات إلى أن حوالى 200 ألف شخص كانوا محاصرين خلف خطوط تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل في أيار (مايو) لكن العدد تراجع مع تقدم القوات الحكومية في المدينة. وتقول منظمات إغاثة إن قرابة 850 ألفاً، وهو ما يزيد على ثلث سكان الموصل قبل الحرب، فروا من المدينة ويعيشون في مخيمات للنازحين أو لدى أصدقاء أو أقارب لهم.

مشاركة :