القاهرة - اتهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء من وصفهم بـ"الأشقاء" بدعم وتمويل الإرهاب ابتغاء "أوهام الهيمنة والسيطرة"، وذلك في إشارة واضحة إلى قطر التي قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات معها لتمويلها الإرهاب والتودد لإيران. وقال السيسي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي "اسمحوا لي أن أتحدث إليكم بصراحة، فبينما نبذل نحن حكومة وشعبا أقصى الجهد لمكافحة الإرهاب والتصدي له، نجد أشقاء لنا وغير أشقاء للأسف أشقاء.. يقومون بدعم الإرهاب وتمويله ورعايته". وأضاف "نجدهم يوفرون لجماعات الإرهاب وفكر الإرهاب المنابر الإعلامية والثقافية. ينفقون عليها مليارات الدولارات سنويا ليستميلوا أفئدة الشعوب العربية والإسلامية لهذا الفكر الإجرامي المدمر". وتابع "وكل ذلك لماذا؟ ابتغاء أوهام الهيمنة والسيطرة والعظمة الزائفة. هل أصبحت مقدرات الشعوب لعبة سياسية؟ هل تهون أرواح الشباب والرجال والنساء والأطفال من أجل أحلام الزعامة والمجد الكاذبة؟ هل تستحق هذه الأوهام إزهاق روح إنسانية واحدة؟". وشدد الرئيس المصري على أهمية تصدي المجتمع الدولي للدول الراعية للإرهاب. وقال "إن التصدي للدول الراعية للإرهاب بكل حسم وقوة أصبح فرضا واجبا إذا ما أردنا نهاية حقيقة لظاهرة الإرهاب". وتحتضن الدوحة قيادات بارزة من جماعة الاخوان المسلمين المصنفة ارهابية وعلى راسهم يوسف القرضاوي الذي يعد مرشدا روحيا للإخوان والذي يحرض باستمرار على نظام الحكم في مصر والذي أفتى بالعنف سبيلا نصرة للجماعة المحظورة. والعلاقات بين مصر وقطر متوترة منذ منتصف 2013 عندما أعلن الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات شعبية حاشدة طالبت برحيله وجماعته عن الحكم. وفرضت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين إجراءات لعزل قطر. وقالت الإمارات هذا الأسبوع إن العقوبات قد تستمر لسنوات إذا لم تقبل الدوحة المطالب التي تعتزم الدول العربية كشف النقاب عنها خلال الأيام المقبلة. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يوم الاثنين إن بلاده لن تتفاوض مع الدول التي قطعت العلاقات معها ما لم تتراجع تلك الدول عن الإجراءات التي فرضتها قبل أسبوعين، لكنه أضاف أن بلاده تعتقد أنه لا يزال من الممكن تسوية الخلاف، بينما تتوسط الكويت لإنهاء الأزمة، فيما تعمل طهران على تخفيف وطأة المقاطعة العربية والخليجية للدوحة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وجه اتهاما مباشرا لقطر بدعم وتمويل الإرهاب، مشيرا إلى أن لديها سل طويل في هذا المجال ودعاها للتخلي فورا عن هذه السياسة التي تهدد الأمن الاقليمي والعالمي. لكن وزارة الخارجية الأميركية أعطت في المقابل اشارات متناقضة في هذا الشأن، اذ حثت على التهدئة والحوار، داعية دول الخليج إلى تقديم مبررات أقوى للمقاطعة.
مشاركة :