يعرفه السعوديون برجل الملفات الصعبة القادر على حلحلتها، فيما ينظر له الساسة والاقتصاديون بإكبار وإعجاب شديدين، فولي العهد السعودي الجديد حلحل عددا من الملفات الشائكة على المستوى المحلي والدولي، إذ أعلن رؤية طموحة لبلاده (رؤية المملكة 2030)، وقدم عدادا زمنيا لتحقيق بنود الرؤية الطموحة الرامية إلى تنويع مصادر الدخل والكف عن الإدمان النفطي. حضور ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان اللافت في هيئة البيعة، وكسبه ثقة الأغلبية العظمى بعد تأييد 31 من 34 صوتا، جاء بعد نجاحه في عدد من الملفات الثقيلة؛ إذ قاد التحالف العربي في اليمن (عاصفة الحزم) لمساندة الشرعية اليمنية عام 2015، بعدما لبى الملك سلمان بن عبدالعزيز نداء القيادة اليمنية لإنقاذ الجارة الجنوبية من براثن الانقلابيين والميليشيات الظلامية.ودفعت قدرة الأمير محمد الذي يحمل حقيبة وزارة الدفاع لقيادة تحالف عسكري شكل في وقت قياسي للانتصار لليمنيين ضد العدوان، إلى اهتمام المراقبين الدوليين بالأمير القادر على الاستفادة من جغرافية بلاده وقوتها في العالم الإسلامي، ولا يعرف الكثير من السعوديين أن ولي العهد الجديد أشرف على الضربة الأولى الموجهة للحوثيين من مركز عمليات القوات الجوية لقيادة عملية عاصفة الحزم.ومن الصفوف الأمامية في الملف اليمني، إلى لعب دور جوهري ورئيسي في تأسيس تحالف إسلامي عسكري ضخم لمحاربة الإرهاب؛ إذ يقود الرجل المهم حلفا مكونا من أكثر من 41 دولة إسلامية لمجابهة الإرهاب عسكريا وإعلاميا وماليا، وأعلن الأمير محمد بن سلمان التحالف من العاصمة الرياض في أواخر 2015. وبالتحالف الإسلامي دخلت المنطقة منعطفا جديدا بقيادة السعودية في صنع التحالفات والشراكة ضد التهديدات المشتركة. ومحليا، ترأس الأمير محمد بن سلمان (عراب رؤية 2030) مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويرجع مراقبون تبني الأمير لعدد من القضايا داخل المجلس، قبل أن ترى النور تشريعيا، كمشروع فرض رسوم الأراضي البيضاء الذي أقره المشرع السعودي أخيرا، كما يسجل للأمير محمد نجاحه في رفع معدل الموارد غير النفطية لعام 2015 بنسبة 29%، كما يقف ولي العهد الجديد لرؤية البرنامج الشامل للتحول الوطني 2020. ويعزو محللون سياسيون إلى خريج القانون من جامعة الملك سعود، تقريب وجهات النظر بين الرياض وواشنطن، بعد دخول الرئيس الجمهوري دونالد ترمب البيت الأبيض في أواخر يناير الماضي.فيما ينظر إليه مناوئو السعودية بقلق وترقب شديدين، حتى أن صحفا ووسائل إعلام عدة ترى في الأمير محمد بن سلمان عدوا لنظام الملالي، ومصدر قلق لصناع القرار السياسي الإيراني في طهران.
مشاركة :