بغدادية العروس تمزج الحاضر بالماضي

  • 8/12/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ لم تفلح الحياة المدنية بملهياتها وعصرنتها وإيقاعها المتسارع في إخفاء استحضار الموروث الشعبي داخل أحياء جدة التي تتعاضد كالبنيان المرصوص، وإن بدا حي البغدادية الغارق في القدم وما جاوره من أمكنة وزاويا يعيش وفق تقاليد المباني الحديثة ويرتدي عقدًا من المراكز التجارية على جيده العريق، غير أن سكانه الأوائل لم يخفقوا في توريث ثقافة شعبية وتلاحم ينصهر به المواطن والمقيم وهو ذات الخليط والتمازج الذي رأيناه في حفل أقامه عمدة حي البغدادية الشرقية احتفالا بعيد الفطر السعيد مع السكان وتضمّن مجسّات وأناشيد شنفت آذان الحضور بأصوات رخيمة رقراقة. ساحة الحي العريق التفت حولها عقود الزينة والإضاءة لتجعل المكان يموج إشراقا فيما شكلت مع أعمدة الإنارة بحرًا من الألوان ، ويكشف عمدة حي البغدادية الشرقية فواز سلامة أن هذه العادة تتكرر كل عيد إذ نهدف من وراء الخطوة إلى تعزيز التكافل الاجتماعي والتآخي وصنع الفرحة والبسمة مع جميع السكان حيث تشهد هذه المناسبة حضور أعيان الحي ووجهائه ، ويضيف «إقامة الفعالية في وسط الحي شعور بأن المكان للجميع لذلك هي تستقطب مختلف الفئات من مواطنين ومقيمين»، لافتا إلى أن برنامج الاحتفال يقدم فعاليات تتعلق بمختلف شرائح المجتمع حيث الفرق الإنشادية والجوائز القيمة ومشاركة للأطفال بمواهبهم في الإلقاء والإنشاد. النساء من خلف نوافذ المباني المحيطة بالاحتفال وشرفاته يحضرن وجدانيًا مع جموع المحتفلين ويقمن بالمؤازرة والتشجيع، ويذكر راجي وهو «عامل نجارة» باكستاني أن التجمع لفته كثيرًا وأعجب بفكرة الاحتفال في ساحة الحي لأنه بالكاد أكمل شهره الرابع في الحي ويقول في هذا الصدد «مظهر العيد هذا يذكرني ببلدي حيث الموائد والمناسبات التي نجتمع فيها سويًا في جو عائلي بهيج والكل هنا سواسية مواطنين ومقيمين». على ناصية الشارع طفل يسابق الزمن للحاق بالجموع قائلاً ببراءة «أين حلاوتي»، سلسلة مشاهد تشي بالتكاتف والتلاحم تميز مدينة الثلاثة آلاف عام ولا تنقطع رغم وجه العروس الفاتن التي تمضي بتغنج نحو العالم الأول.

مشاركة :