منصات التجارة الإلكترونية على خط المنافسة مع «التقليدية»

  • 6/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: حمدي سعد عززت منصات التجارة الإلكترونية من مواقعها في الإمارات، مستفيدة من انتشار الإنترنت بسرعات عالية، فضلاً عن نسبة انتشار استخدام الهواتف الذكية بين السكان لتصبح الأعلى في العالم.وأكد مسؤولو هذه المنصات ل«الخليج» أن مواقع التجارة الإلكترونية في الدولة تكتسب أرضاً جديدة من المتاجر التقليدية، بفعل الوعي المتنامي من قبل السكان تجاه التسوق والدفع عبر الإنترنت، الأمر الذي دفع بعض مراكز التسوق التقليدية لتطوير منصات إلكترونية لتلبية متطلبات المتسوقين الجدد.رغم الوعي المتنامي من قبل سكان الإمارات تجاه الدفع والتسوق الإلكتروني إلا أن الخبراء أكدوا أن المتاجر الإلكترونية لا تزال بحاجة للتغلب على العديد من التحديات التي تواجه تطور القطاع وزيادة حصته مقابل المتاجر التقليدية.وقالوا: لكي تعزز المتاجر الإلكترونية من حصتها عليها أن تتغلب على تحديات التوصيل السريع للمنتجات والدفع عبر البطاقات وتوفير عروض ومنتجات مطابقة تماماً للمواصفات المعلنة، فضلاً عن تحديد معايير محددة وواضحة لسياسة إرجاع واستبدال المنتجات بالسرعة المطلوبة. تسريع النمو قال رونالدو مشحور، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في «سوق.كوم»: تتمتع التجارة الإلكترونية في الإمارات والمنطقة بإمكانات واعدة وضخمة، حيث إنها تمثل 2% فقط من إجمالي مبيعات التجزئة في الأسواق التي نعمل فيها، مقارنة مع 8% في الولايات المتحدة الأمريكية و12% في أوروبا و15% في الصين، مشيراً إلى أن «سوق.كوم» سجلت نمواً من رقمين في بعض الفئات التي تعمل فيها.وأوضح مشحور أن ارتفاع حصة الفرد من إجمالي ناتج الدخل المحلي وارتفاع نسبة استخدام الهواتف الذكية تساهمان في تسريع نمو التجارة الإلكترونية، مؤكداً أن الإمارات على وجه الخصوص لديها أعلى معدل لاستخدام الهواتف الذكية في المنطقة وبنسبة تضاهي 90 %، مما يدعم إمكانات التجارة عبر الأجهزة المتحركة بشكل أسرع.وأوضح مشحور أن «سوق.كوم» تقدم خدمات التسليم في اليوم التالي أو في نفس اليوم، فيما توفر تشكيلة ضخمة من المنتجات بسهولة تامة، جميعها عوامل تدعم نمو القطاع.أضاف أن السكان من الشباب والمهتمين بالتكنولوجيا ينفقون وقتهم على الإنترنت ويفهمون مزايا الدفع الإلكتروني وما يحققه لهم من سرعة وأمن وقيمة مقابل النقود. التكلفة اللوجستية وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها التجارة الإلكترونية حالياً قال مشحور: لا تزال التكلفة اللوجستية مرتفعة وتشكل تحدياً يواجهنا في توفير المنتجات بأكثر الأسعار منافسة، ولكننا حققنا تقدماً كبيراً في هذا المجال من خلال خدماتنا اللوجستية الخاصة -«كيو إكسبريس».وأوضح أن الشركة لديها سياسة لإرجاع المنتجات خلال 14 يوماً مما يمنح المتسوقين المرونة الكاملة لإعادة المنتجات واستعادة كامل المبلغ المدفوع.وأرجع مشحور النمو الذي حققته «سوق.كوم» إلى النجاح الذي حققه إلى ثقة المتسوقين، بالإضافة إلى تقديم مجموعة واسعة من وسائل الدفع الآمنة والموثوقة، والتي تتضمن الدفع عند التسليم واستخدام بطاقات الائتمان من ماستركارد وفيزا أو حسابات كاش يو وباي بال والحوالات المصرفية كخيارات للدفع الإلكتروني، وجدنا أن الدفع عند التسليم هو الخيار المفضل، كما نوفر سوق.كوم لبوابات الدفع PAYFORT إمكانات الدفع الآمن والموثوق لملايين المتسوقين والبائعين، مما يعني تقديم حزمة متكاملة من حلول الدفع التي تلبي مختلف احتياجات المنطقة. الإنفاق عبر الإنترنت وأكد كيفانتش أونان، المدير الإقليمي لشركة «باي بال» أن الطفرة التجارية التقنية الإماراتية تمضي قدماً مدفوعة بالتنوع السكاني الكبير ذي الطابع العالمي، فضلاً عن معدلات الانتشار الواسعة لأجهزة الهاتف المحمول، حيث يسعى المستهلكون إلى تأمين منتجاتهم وخدماتهم المفضلة من مختلف أنحاء العالم، لتتبوأ الإمارات بذلك مرتبة متقدمة ضمن الدول الأكثر شراءً باستخدام الهواتف المحمولة.أضاف أونان، يواصل إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت نموه في دولة الإمارات، حيث تشير التوقعات إلى أنه سيبلغ 33 مليار درهم بحلول عام 2018.وقال: كشفت دراسة «باي بال» عن قيام 68% من الأشخاص البالغين في الإمارات بالتسوق عبر الإنترنت خلال 2016، مقارنة ب 63% العام 2015. ومن المتوقع للإنفاق عبر الإنترنت أن يواصل نموه أيضاً، حيث أشار قرابة نصف الأشخاص البالغين المشاركين في الدراسة أنهم يعتزمون زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت خلال الأشهر ال 12 المقبلة. ميزات استثنائية قال عادل بلقايد، مدير قسم الاستشارات في شركة «إيه تي كيرني» تتمتع الإمارات بميزات استثنائية مثل احتفاظها بأحد أعلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي للفرد ومعدلات انتشار الهواتف المحمولة فيها إلى أكثر من 200% والهواتف الذكية إلى أكثر من 90%، كما يستخدم أكثر من ثلثي السكان خدمات الإنترنت مع تجاوز معدل الانتشار في الإمارات حاجز ال 90 %، فإن جميع هذه العوامل، تشير إلى أن الإمارات خاصة ومنطقة الخليج العربي عامة ستصبح إحدى أكثر الأسواق العالمية في مجال التجارة الإلكترونية، مقارنة بالنسب الحالية.أضاف بلقايد، ومع ذلك، لا يزال سوق التجارة الإلكترونية صغيراً جداً، مع حجم تقديري بلغ 5,3 مليار دولار العام 2015، لتسهم التجارة الإلكترونية بنحو 0,4 % فقط من الناتج المحلي الإجمالي أو 2% من سوق التجزئة في المنطقة - وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالأسواق الأكثر نضجاً التي لها مستويات مماثلة من الناتج المحلي الإجمالي للفرد وانتشار الإنترنت.وحول تأثير إطلاق مراكز التسوق والمتاجر التقليدية في الإمارات لمنصات بيع رقمية في أعمال المواقع المتخصصة في التجارة الإلكترونية قال بلقايد: على تجار التجزئة احتضان فكرة التجارة الإلكترونية ودمجها في عروض متاجرهم الحالية، أو المخاطرة بفقدان العملاء إلى المنافسين السباقين في هذا المجال. ولا يخفى على أحد أن أكبر متاجر التجزئة في المنطقة كانت بطيئة في اعتمادها لقنوات التجارة الإلكترونية، ربما لأنها لم تكن ذات قيمة كبيرة من الناحية التجارية أو لأنها لم تحقق التوازن الأمثل بين العروض عبر الإنترنت وتنمية قنوات البيع التقليدية التي استثمرت فيها الشركات معظم مواردها. وأوضح، ومع ذلك، يفرض الواقع الحالي خلاف ذلك، مع رواج عروض «تسوق واشحن» التي تقدم للمستهلكين بدائل مناسبة جداً للحصول على ما يريدون من أي بقعة من العالم، وندرك أن كبار تجار التجزئة في المنطقة مستعدون الآن لتقديم دفعة كبيرة للتجارة الإلكترونية، مع التخطيط لإطلاق العديد من المنصات على مدى الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة.وقال بلقايد: يمكن لتجار التجزئة أن يكونوا المستفيد الأكبر من طفرة التجارة الإلكترونية خلال السنوات الخمس المقبلة، ومن الضروري اتباع نهج متعدد القنوات، فقد بينت دراسة حديثة من«أيه تي كيرني» لسلوكات المستهلكين الأمريكيين عبر مختلف مراحل رحلة العميل أن 55 % يتسوقون من المتاجر التقليدية وعبر الإنترنت على حد سواء، مما يسلط الضوء على أن المستقبل ليس رقمياً بحتاً وإنما يدمج بين الاثنين معاً وهو ما يمكن أن يستخدمه تجار التجزئة لصالحهم. الاقتصاد الرقميقال سيد سرفراز، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أي تو زد أرابيا»: تتمتع الإمارات اليوم بمكانة مميزة على الخريطة العالمية نتيجة المبادرات والأحداث المهمة التي استضافتها ما عزز من موقعها كمركز للأعمال في المنطقة، حيث تعتبر الدولة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة وشمال إفريقيا فيما يتعلق بالتوجه نحو الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة. وبمعاينة بسيطة للوضع الراهن، نجد أن العوامل التي تشير إلى التوجه نحو اعتماد التجارة الرقمية تتزايد في الإمارات، لا سيما أن العقبات المتعلقة بتفضيل التعامل النقدي عند التسليم والمخاوف المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات لن يكون لها دور كبير في المستقبل القريب، وذلك مع وعي المستهلكين للتطور الذي يشهده قطاع التجارة الرقمية والعلامات التجارية السريعة.أضاف سرفراز، بالنسبة لشركة «أي تو زد أرابيا»: A2Zarabia.com، فقد بحثنا في توجهات ومستقبل التجارة الإلكترونية لإنشاء منصة إلكترونية تواكب باستمرار متطلبات مستهلكينا، على سبيل المثال، قمنا بتعزيز وتجميع الخصائص والمحركات والوظائف والأحداث والصفقات والإعلانات المبوبة على منصة واحدة، والآن نقوم بإضافة بوابات جديدة تمكن العملاء من الاطلاع على العروض ما يتيح لهم الاستفادة من انخفاض أسعار الرحلات وغيرها من خلال شرائها عبر موقعنا. وتماشياً مع نمو التجارة الإلكترونية في منطقتنا نحن نخطط لتمكين عملائنا من الشراء عبر موقعنا أيضاً، إن الحركة عنصر مهم جدا بالنسبة لنا عندما يتعلق الأمر بمواكبة توجهات السوق، وعلى هذا النحو، نحن نعمل على تطوير منصة تنسجم مع التحولات التي تشهدها التجارة الإلكترونية، بهدف ضمان مواصلة تزويد العملاء بمسارات وخيارات جديدة للشراء عبر الإنترنت.وأوضح سرفراز، وضعنا في «أي تو زد أرابيا» نصب أعيننا أن نصبح جزءاً من النسيج الاجتماعي في الإمارات عبر موقع سهل الاستخدام يعد بمثابة سوق مفتوح لجميع أفراد المجتمع وبغض النظر عما كانوا يبحثون عنه سواءً وظيفة أو سيارة أو منزل للإيجار لذا نتوقع أن نصبح الموقع الأسرع نمواً على الإنترنت في الإمارات.وقال: تنبع تنافسيتنا من عنصر واحد فقط أو بعض العناصر التي نقدمها على منصتنا - على سبيل المثال، لدينا مواقع متخصصة فقط في تزويد العملاء بالصفقات ورحلات السفر، إضافة إلى مواقع أخرى خاصة بالعقارات والسيارات، وأخرى متخصصة بالوظائف والبحث عن فرص العمل. لقد قمنا بدمج وتوحيد كل هذه الفئات في منصة رقمية واحدة، ونخطط في المستقبل القريب لتوفير فئات جديدة مثل السفر والتسوق. وكلما شهدنا تغيراً في السوق، سنعمل على مواكبة هذا التغير وتحديث منصتنا، وفقاً لذلك نحن نعتبر أنفسنا جزءاً متكاملاً مع كافة فئات المجتمع المحلي، حيث نسعى إلى تزويد عملائنا بكل ما يحتاجون إليه عبر منصة واحدة سهلة الاستخدام. كريس فولايان: المتاجر الإلكترونية تسهل الوصول إلى العلامات كافة قال كريس فولايان، المدير التنفيذي والمؤسس لشركة «مول فورذاورلد.كوم»، «MALLFORTHEWORLD.COM»: في الإمارات ومعظم دول العالم، يمكن الوصول إلى ما بين 35 و40% من منتجات العلامات التجارية الكبرى في المتاجر التقليدية، لكن يمكن الوصول إلى 100% من تلك العلامات عبر الإنترنت، وهو ما يعني أن التسوق الإلكتروني يمكن من الوصول إلى جميع المنتجات، وفي معظم الحالات يمكن الحصول على صفقات حصرية على الإنترنت، والتي تكون أفضل بنسبة 15% بالمقارنة بمثيلاتها داخل المتاجر التقليدية، وهذا ما يجعل المتاجر الإلكترونية تكتسب أرضاً جديدة من المتاجر.وأوضح فولايان أن التجارة الإلكترونية في الإمارات لا تزال في مرحلة النضوج، ولكنها تسير بوتيرة سريعة للغاية، ومن جانبنا نأمل أن ندفع مسيرة نمو التجارة الإلكترونية بشكل أسرع من المعدلات الحالية من خلال توفير أكثر من 150 متجراً من خلال ضغطة زر واحدة. وقال: إن كنت لا تستطيع إيجاد ما تبحث عنه في المتاجر، فبالتأكيد سوف تجدها على الإنترنت، فبالنسبة للمتسوقين الذين يرغبون في اقتناء مجموعة متنوعة من المنتجات والاختيار من بين مجموعة واسعة من المقاسات والألوان والقدرة على التسوق بحرية من البيت أو من خلال هواتفهم الذكية، فإن التجارة الإلكترونية هي المصدر الأفضل لهم، فمن الناحية العملية، يستحيل توافر كل المنتجات المتاحة على الإنترنت داخل مركز تسوق تقليدي، ولهذا السبب سيكون هناك دائماً تواجد للتجارة الإلكترونية والمتاجر التقليدية لتزدهر كل منها داخل السوق.

مشاركة :