اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن إقدام تنظيم داعش على تفجير جامع النوري التاريخي ومنارة الحدباء في الجانب الغربي لمدينة الموصل، إعلان رسمي لهزيمة التنظيم في المعارك. فيما أكدت قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، أن منطقة واحدة تفصل القوات الأمنية عن تحرير حي الفاروق بالكامل، وفيما بينت أن الحي هو أكبر وأهم الأحياء في المنطقة القديمة، أشارت إلى أن القوات قتلت 300 داعشي خلال اليومين السابقين. وبعد أن ضيقت القوات العراقية، المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي، الخناق على «داعش» في المدينة القديمة بالموصل، عمد المتشددون إلى تفجير المنارة الحدباء ومسجد النوري التاريخين، في خطوة اعتبرت إقراراً من التنظيم المتشدد بالهزيمة. وقد اعتبر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي، تفجير المنارة والجامع، بمثابة إعلان رسمي لهزيمة تنظيم داعش. من جانبه، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أن إجرام «داعش» تخطى كل الحدود، وفاق كل التصورات، وهذا ناتج بالتأكيد عن فكره المريض، وذهنيته الانتقامية التي لم تسلم منها حتى دور العبادة. وأضاف: لقد أقدم هذا التنظيم الوحشي على جريمة جديدة، بعد ما مارس كل أساليب الترهيب والقتل الوحشي ضد أهالي الموصل، فقد عمد إلى تفجير الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء، والتي تمثل صرحاً ومعلماً دينياً وتاريخياً، ليس للموصل فقط، وإنما لجميع العراقيين. ودعا إلى الإسراع بتحرير المدنيين في الموصل القديمة، والذين يعيشون ظروفاً صعبة وأوضاعاً مأساوية، تحت نير الدواعش والجوع والعطش والخوف. توضيح في المقابل، قالت وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بالتنظيم، إن طائرات أميركية هي التي دمرت المسجد. وسارع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد بنفي تلك المزاعم. وقال الناطق باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان، لم ننفذ ضربات في تلك المنطقة. وأوضح الميجر جنرال بالجيش، جوزيف مارتن، الذي يقود الوحدات البرية في القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مسؤولية هذا الدمار تقع بالتأكيد على عاتق تنظيم داعش. وقال قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن أمتاراً قليلة تفصل الجيش العراقي عن تحرير غرب الموصل، مشيراً إلى أن حي الفاروق هو أكبر وأهم الأحياء في المنطقة القديمة، ويضم 3 مناطق، وقد تم الانتهاء من منطقتي المشاهدة وخزرج، وتبقى جزء من منطقة الساعة. وبيّن أنه خلال الساعات القليلة المقبلة، يكون حي الفاروق تحت السيطرة بالكامل، موضحاً أن مقاومات العدو قوية جداً، ولكن سرعان ما تنهار وتنهزم أمام تقدم قطعاتنا. وكشف عن قتل أكثر من 300 عنصر من عناصر التنظيم الإرهابي خلال اليومين السابقين. قتال شرس وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر إن قطعاتنا البطلة حاصرت الجماعات الإرهابية المتطرفة في المدينة القديمة، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية في راس الجادة وباب البيض، أسفرت عن تدمير 5 عجلات ملغمة، وتفكيك 15 عبوة ناسفة، و4 منازل ملغمة، والسيطرة على مستودع للذخيرة. وأضاف أن مقاتلي الشرطة الاتحادية، يخوضون قتالاً شرساً، ويشتبكون مع الدواعش بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية على أسطح المنازل المتراصة والأزقة الضيقة، وقتلوا 10 منهم ودمروا دراجتين ملغمتين، والتقدم جارٍ في راس الجادة وباب البيض بالمدينة القديمة. وأوضحت مصادر استخبارية من داخل حي الشفاء في مدينة الموصل القديمة، أن القوات الأمنية استطاعت أن تقتل مسؤول المتفجرات بتنظيم داعش. وقالت إن القوات الأمنية قتلت مسؤول المتفجرات في حي الشفاء، المدعو أبو فرقان الموصلي، بعملية نوعية قامت بها القوات الأمنية ليلاً، بالإضافة إلى قتل 15 من عناصر داعش كانوا موجودين في أحد المنازل. وتمثل منطقة الموصل القديمة، التحدي الأبرز للقوات العراقية في حملة تحرير المدينة، بسبب أزقتها الضيقة والمتشعبة، ما يجعل الآليات العسكرية عاجزة عن دخولها، فضلاً عن اكتظاظها بالمدنيين. وتشير تقديرات الجيش العراقي، إلى أن عدد مقاتلي التنظيم في المدينة لم يعد يزيد على 300 مقاتل، من أصل نحو 6 آلاف مقاتل كانوا في المدينة عندما بدأت حملة تحرير الموصل يوم 17 أكتوبر الماضي.
مشاركة :