في أوروبا يتحدثون كثيرا عن القيم الأوروبية والمبادئ الإنسانية والتعددية الثقافية، وفي الوقت نفسه يمارسون سياسة العداء السافر وحتى الفاشية الصريحة تجاه روسيا والعديد من البلدان. حول هذا الموضوع، حاورت المديرة العامة للصحيفة الإلكترونية "برافدا.رو" إينا نوفيكوفا الباحث في العلوم السياسية والاجتماعية، كبير المستشارين في مركز البلطيق للأبحاث الاجتماعية، البروفيسور أوليغ أندرييف، الذي قال: إن أوروبا ليست موحدة، وإن جزءا من أوروبا المعاصرة هو – روسيا، والجزء الآخر هو –الاتحاد الأوروبي، الذي يبقى بعد خروج بريطانيا مؤلفا من 27 دولة. وهذه الدول تحديدا هي التي تتحدث دائما عن القيم الأوروبية وعن المجتمع والتضامن الاجتماعي. أما الجزء الثالث من أوروبا، فهو بقية البلدان التي لم تنضم إلى الاتحاد الاوروبي، - كما قال البروفيسور أندرييف. وأشار أندرييف إلى أن كل شيء في وثائق الاتحاد الأوروبي مرسوم بشكل "جميل وبراق"، وأنهم في المقام الأول يرغبون بتكوين انطباع بأن الهيئات التمثيلية في بروكسل وستراسبورغ وفرانكفورت، حيث يوجد البنك المركزي الأوروبي، بما يشمل الموظفين والنواب، يمثلون كل شيء في أوروبا. وأكد البروفيسور أن القيم الأوروبية المعاصرة حول التعددية الثقافية والعولمة مختلقة ومزيفة، وأن القيم الأوروبية الحقيقية هي "القيم المسيحية"، التي تحافظ عليها روسيا والجزء الشرقي من أوروبا فقط. وشدد الباحث على أن من الضروري في يومنا هذا وفي عالمنا المعاصر أن "تضع نفسك، وإثنيتك، وقوميتك والدين في المقام الأول". وقال: "انظروا ماذا جرى معنا بين عامي 1988-1991! كنا نظن أن كل شيء لدينا سيئ، وأن كل شيء في الولايات المتحدة أفضل - الديمقراطية، القيم الرائعة ومستوى الحياة! وقمنا بتدمير كل شيء بأيدينا... ولكن الحمد لله ليس إلى النهاية". ويلفت البروفيسور أندرييف إلى هذا الجانب بالقول: "واقعيا ليس كل شيء رائع في الغرب المتبجح كما يصفون". ويخلص البروفيسور إلى القول إن "جوهر الخلاف لا يكمن في الخلاف حول القيم الوهمية الجديدة، بل في الصراع الدائر بصورة مستمرة، وهو صراع سياسي، جيوسياسي واقتصادي. وذلك من أجل الموارد الطبيعية، لكنه ليس أيديولوجيا. وقد بلغ هذا الصراع ذروته في المرحلة الراهنة بسبب شح هذه الموارد في أوروبا وانتهائها. ترجمة وإعداد ناصر قويدر
مشاركة :