«المدينة»: «سوق الطباخة» تحتضن «الأكلات الشعبية» وتفتقد الرقابة الصحية

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مضى أكثر من أربعة عقود على إنشاء سوق «الطباخة» أو كما يطلق عليها البعض بسوق «العياشة» إلا أنها ما زالت صامدة أمام التغييرات العقارية والتجارية، وتحتفظ بمكانتها التي تتوشح بعبق التاريخ رغم عشوائية مبانيها وقدمها، بيد أن من أكثر ما يعيب السوق رغم كثرة مرتاديها أنها تفتقد لأدنى مقومات السلامة والشروط الصحية، إضافة إلى الازدحام المروري في جنباتها. وتشهد السوق منذ ساعات الصباح الأولى وحتى منتصف الليل إقبالاً كبيراً من شتى الجنسيات بسبب ما تتميز بها من مأكولات شعبية، إضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يقع على بعد مترات قليلة من المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، إذ تحتضن السوق عشرات المطاعم من مختلف الأكلات الشعبية ومن بينها المندي والمظبي والكــوارع ورؤوس المندي والكباب والأسماك بجميع أنواعها، إضافة إلى المطاعم الحديثة مثل الكابلي والبخاري والعربي والكبدة والمقلقل والكمونية. وطالب أهالي وسكان المدينة المنورة بتطوير سوق الطباخة التي تعد أقدم الأسواق في المنطقة، خصوصاً بعد إزالة سوق الخان قبل أعوام عدة، إذ قال المواطن عبدالله العسيري: «إنه ومنذ أكثر من 40 عاماً والسوق قائمة وتحتضن شتى الأنواع من الأكلات المدينية، إضافة إلى الأكلات الأخرى، وهي مهوى لغالبية سكان المنطقة حصولاً على وجباتهم اليومية، كونها تلبي مطالب أهالي المدينة وزوارها. وأكد العسيري أهمية بقاء السوق رغم عشوائية مبانيها التي قد تنتج منها أضرار، إلا أن بقاءها يعتبر ضرورياً ومهماً للمنطقة وسكانها. فيما أشار المواطن عبدالله قاسم إلى أن السوق تعد الأقدم حالياً، بعد إزالة أسواق عدة بسبب التطوير الذي يطغى على المدينة المنورة، وبخاصة تلك القريبة من المسجد النبوي، مطالباً بالمحافظة عليها وتطويرها، وعدم التفريط فيها لما لها من خاصية وأهمية كبيرة لدى أهالي وسكان المدينة المنورة. وأكد المواطن إبراهيم الحربي عشوائية السوق وغياب الرقابة الصحية فيها، مطالباً الجهات المعنية بفك الاختناقات المرورية أوقات الذروة أمام السوق، مضيفاً: ««رغم الوجود المروري بالقرب من السوق إلا أنها تشهد ازدحاماً مرورياً كبيراً يتسبب في عرقلة سير المركبات»، بينما طالب نايف الحربي أمانة المنطقة بفرض بعض التعديلات على السوق والحفاظ عليها لما لها من أهمية حضارية وتراثية واقتصادية، إضافة إلى مطالبته الدفاع المدني بزيارات متكررة للسوق والتأكد من شروط السلامة فيها. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام لـ«الحياة» أن الدوريات المرورية والأمنية توجد في شكل يومي وبخاصة أوقات الذروة وأيام المواسم والمناسبات في طريق قربان المحاذي للسوق وأمام السوق، من أجل تسيير وتسهيل حركة السير، إضافة إلى منع الوقوف الخاطئ من البعض. ودعا العقيد الغنام مرتادي السوق الالتزام والتقيد بالمواقف المخصصة للسوق من أجل تسيير الحركة المرورية.   «الأهالي» يطالبون بتدخل «الأمانة»  لم تكن تعرف سوق «الطباخة» بهذا الاسم قبل أعوام عدة، إنما كانت تعرف بسوق «العياشة»، لكن بعد انتقال عدد كبير من مطاعم الأسماك والأكلات الشعبية إلى هذا المكان جاءت تسمية السوق بـ«الطباخة». وأوضح المواطن سالم سليم لـ«الحياة» أن سوقاً كانت توجد بجوار كوبري الصافية تسمى بسوق «الخان»، وتمت إزالتها قبل أكثر من 15 عاماً تقريباً، وكان فيها الكثير من المطاعم والجزارين، وعند إزالتها انتقلت المحال إلى سوق «العياشة» كونها أقرب سوق إليها بالمنطقة وهي ما تسمى حالياً، بسوق «الطباخة». وقال سليم: «إن إزالة السوق القديمة الواقعة بالقرب من المساجد السبعة أدت إلى ازدهار سوق الطباخة وانتقال مطاعم الأسماك إليها، بيد أن الشروط الصحية مفقودة تماماً فيها، ولابد من تدخل أمانة المدينة المنورة لإعادة تأهيل السوق ومراقبتها صحياً». من جهته، أشار المواطن حسن الريس لـ«الحياة» إلى أن سوق «الطباخة» أو «العياشة» أو كما يسميها البعض بسوق «السمك» تمتاز بوجود أنواع مختلفة فيها من الأكلات الشعبية مثل المقادم والتقاطيع ورؤوس المندي، وأنواع مختلفة من الكبد والأوصال ونحوها، إضافة إلى الأسماك بشتى أنواعها، في حين توجد بالسوق بعض أنواع البقالات التي تبيع الفول المذرع، إضافة إلى بعض البسطات التي تبيع أنواعاً مختلفة من الفواكه، وكشك يحوي المياه الطبيعية المبردة ذات الرائحة الذكية.   ...و«الدفاع المدني» تؤكد أن جميع الأسواق خاضعة لاشتراطات السلامة  أفاد المتحدث الرسمي للدفاع المدني في المدينة المنورة العقيد خالد الجهني لـ«الحياة» بأن جميع الأسواق في المنطقة خاضعة لاشتراطات السلامة، لافتاً إلى أنه لا يتم منح رخصة من الدفاع المدني إلا عند اكتمال شروط السلامة بحسب النشاط. وأكد العقيد الجهني وجود دوريات ميدانية من الدفاع المدني وبشكل مستمر في مثل هذه الأسواق. بدوره، أفاد المؤرخ الدكتور تنيضب الفائدي لـ«الحياة» بأن سوق الطباخة أو ما تسمى عند البعض بسوق السمك أو «العياشة» تعتبر حالياً، أقدم الأسواق بالمدينة المنورة، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل لإعادة ترميم وتنظيم السوق، لما تواكب مع ما تملك من قيمة ومكانة في المدينة المنورة. وأضاف الفائدي: «السوق رغم مكانتها لدى أهالي طيبة الطيبة وموقعها الاستراتيجي لقربها من المسجد النبوي، إلا أنه لا بد من إعادة تأهيلها وترميمها، إذ تفتقد السوق لوسائل السلامة الصحية، كما أن بنيتها التحتية قديمة جداً، وتصميمها أصبح غير ملائم مع مكانتها لدى أهالي طيبة». الدفاع المدنيالرقابة الصحيةالأكلات الشعبية

مشاركة :