واشنطن - وكالات: قال سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير قطر لدى الولايات المتحدة إن الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته دول خليجية على قطر، والادعاءات بأنها تدعم الإرهاب وأنها حليف سري لإيران؛ مجرد تمويه لمحاولة انتهاك سيادتها ومعاقبتها على استقلاليتها، مشدداً على أن قطر أكدت منذ اليوم الأول أن الحصار لا علاقة له بالاتهامات الموجهة ضد بلاده. وقال الشيخ مشعل في مقال له نُشر بصحيفة واشنطن بوست إن السعودية والإمارات وصفتا حملتهما المناهضة لقطر بأنها محاولة لإجبارها على التخلي عن «دعمها للإرهابيين»، على الرغم من أنهما تعرفان أن قطر لا تؤيد الإرهاب ولم ولن تؤيده أبداً، وتعرفان أن الإرهاب يشكل تهديداً لقطر كما هي الحال بالنسبة لهما ولكل الدول الأخرى. وأكد سعادة الشيخ مشعل الكذبة الثانية الكبيرة في حملة التشويه هذه هي أن قطر حليف سري لإيران، لافتاً إلى أن السعودية والإمارات وكل حكومات الخليج لديها علاقات دبلوماسية وتجارية معها، والواقع أن أكبر شريك تجاري لإيران هو الإمارات، الدولة التي تتزعم الحصار ضد قطر، وأضاف أن الأهم من ذلك هو أن قطر كانت تقدم دعماً حيوياً للمعارضة في سوريا التي تقاتل ضد قوات الحكومة المتحالفة مع إيران. واستطرد سعادة السفير بأن الدول المحاصرة لقطر تسعى بهذا التمويه إلى عزلها ومعاقبتها على استقلالها، والثأر منها لدعمها التطلعات الحقيقية للشعوب ضد الطغاة والمستبدين. وقال سعادة السفير «سياسات قطر رشيدة وأخلاقية وعادلة وسوف تؤدي جهودنا الرامية لتعزيز الحوار ومعارضة الطغيان إلى مستقبل أفضل ليس فقط لشعبنا فحسب، بل للعالم أيضاً» وأكد الشيخ مشعل ضرورة أن يكون هناك دائماً مدخل لإنهاء الخلاف، وأن قطر كانت تؤمن دائماً بأن الحوار والتفاوض والتفاهم هي حلول للعنف والصراع، وأنها عززت تلك المناقشات من خلال سياسة خارجية «منفتحة» طوال تاريخها. سياسات رشيدة وأضاف أن هذه السياسة المنفتحة تتيح لقطر التوسط نيابة عن الحكومات، مثل الولايات المتحدة، التي تحتاج من حين لآخر إلى الانخراط ولكن ليست لديها قنوات الاتصال الخاصة بها، كما أن قطر كانت منذ فترة طويلة تمثل طاولة المفاوضات المركزية في المنطقة، ولن تأسف على ذلك. وقال إن الدول المحاصرة تسعى -كما هو واضح- إلى دق إسفين بين قطر والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها، وإذا نجحت في ذلك فستكون لهذا الأمر آثار سلبية عميقة على جهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من التهديدات في المنطقة وحول العالم. وكما أوضحت الحكومة القطرية والتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فإن هذه الدول لن تنجح في صرف الولايات المتحدة أو قطر عن هذه المهمة الحاسمة. وتابع الشيخ مشعل أن الحكومة الأمريكية أوضحت أن المسؤولين الأمريكيين يعرفون أن قطر حليف موثوق به وشريك قوي للولايات المتحدة في أوقات السراء والضراء. وأضاف سعادته: كما أنهم يعلمون أن قطر شريك نشط في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، وأنها تعمل عن كثب مع أجهزة الأمن الأمريكية لتحديد هوية الإرهابيين المشتبه فيهم ومنع مصادر تمويل الإرهاب، كما يعترفون بالدور المهم الذي لعبته قطر في استضافة قاعدة العديد الجوية، في وقت رفضت فيه دول أخرى في الشرق الأوسط وجوداً عسكرياً على أراضيها. وختم الشيخ مشعل مقاله بأن «سياسات قطر رشيدة وأخلاقية وعادلة وسوف تؤدي جهودها الرامية لتعزيز الحوار ومعارضة الطغيان إلى مستقبل أفضل ليس فقط لشعبنا فحسب بل للعالم أيضاً، وقطر لها الحق في رسم مسارها الخاص دون تدخل من دول أخرى، وهذا ما يمكننا القيام به وما سنفعله، وسيظل باب طاولة المفاوضات مفتوحاً».
مشاركة :