الدوحة - الراية: نددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بمطالب دول الحصار من قطر، والتي تمثل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كالحق في حرية الرأي والتعبير والحق في الجنسية والحق في اللجوء .. مؤكدة أن رفع الحصار لا يمكن له أن يخضع لقيود أو شروط، لأنه يتنافى أصلاً مع الاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان، وقد وجب رفعه فوراً دون قيد أو شرط. وقالت اللجنة، في بيان أصدرته أمس «في الوقت الذي كنا ننتظر فيه رفع الحصار غير القانوني على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة عيد الفطر المبارك، ومعالجة الانتهاكات الصارخة التي تعرضوا لها، تفاجئ المجتمع الخليجي والدولي بقائمة من المطالب تحمل شروطاً تنتهك اتفاقيات حقوق الإنسان وغيرها من الاتفاقيات الدولية والإقليمية». وأضاف البيان: تابعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، بقلق شديد ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام ووكالات الأنباء عن المطالب المقدمة لدولة قطر من طرف الدول المحاصرة (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية). وشددت اللجنة على أن رفع الحصار لا يمكن له أن يخضع لقيود أو شروط، لأنه يتنافى أصلاً مع الاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان ووجب رفعه فوراً دون قيد أو شرط. وأكدت أن بعض الشروط الواردة في قائمة المطالب تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كالحق في حرية الرأي والتعبير والحق في الجنسية والحق في اللجوء، لافتة إلى أن تلك الانتهاكات وردت ضمن المطالبات والشروط التالية: أولها إغلاق قناة الجزيرة والقنوات التابعة لها، مشيرة إلى أن هذا الشرط يعتبر منافياً لكافة اتفاقيات حقوق الإنسان التي تنص على حرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية وغيرها من المواثيق الصادرة عن منظمة اليونيسكو وقرارات المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان. وأوضحت اللجنة أنه فيما يتعلق برفض تجنيس مواطني الدول الأربع المحاصرة وطرد الموجودين حالياً في دولة قطر، فإن هذا المطلب يتنافى مع أغلب اتفاقيات حقوق الإنسان والقرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان التي تنص على الحق في الجنسية وعدم الحرمان التعسفي من الجنسية كأحد الحقوق الأساسية. وذكرت اللجنة بأنه فيما يتعلق تسليم المطلوبين، إذا كانت الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان تمنع على الدول تسليم المجرمين إلى دولهم الأصلية خشية أن يتعرضوا إلى التعذيب أو سوء المعاملة أو إلى محاكمات غير عادلة أو أحكام بالإعدام، فكيف إذا كانوا معارضين سياسيين؟! الشيء الذي يتنافى قطعياً مع اتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقيات اللجوء ومعايير المحاكمة العادلة وحتى مع الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وأكدت اللجنة أن هذه المطالب تخالف في مجملها أغلب اتفاقيات حقوق الإنسان كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية منع كافة أشكال التمييز العنصري واتفاقية منع كافة أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقيات اللجوء والتسليم، كما تخالف الميثاق العربي لحقوق الإنسان وإعلان حقوق الإنسان لمجلس التعاون لدول الخليج العربي والاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وغيرها من الاتفاقيات والمواثيق. وأوضحت اللجنة أنه من خلال ما سبق ذكره فإن القانون الدولي يحظر على الدول مطالبة دول أخرى والاشتراط عليها القيام بانتهاك حقوق الإنسان. ودعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كافة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ومنظمات حماية حرية الرأي والتعبير وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان وآليات الأمم المتحدة التعاقدية وغير التعاقدية إلى التحرك العاجل لإيقاف الحصار غير القانوني والضغط على الدول المحاصرة لوقف التمادي في الانتهاكات ومنع تنفيذ تلك الشروط المنافية لاتفاقيات حقوق الإنسان. ونبهت اللجنة إلى أن قبول دولة قطر بتلك المطالب والشروط الواردة أعلاه سوف يعرضها للمساءلة الدولية والإخلال بالتزاماتها بشأن اتفاقيات حقوق الإنسان، وعليه تطلب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان من دولة قطر عدم قبول تلك المطالب. وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان أنها سوف تقوم بتحركات قانونية وقضائية لمنع تلك الانتهاكات الواردة في قائمة المطالب وتحديد المسؤوليات الدولية للدول المحاصرة في المحافل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو. وأبدت اللجنة استغرابها من هذه المطالب والشروط من دول الحصار، مؤكدة أنه ولأول مرة يُفرض حصار على شعب لمطالبة دولته بانتهاك حقوق الإنسان والتنكر للقيم والمبادئ والأخلاق والالتزامات الدولية.
مشاركة :